رئيس التحرير
خالد مهران

مأساة على الأوتوستراد: وفاة الطفل ياسين في حادث مأساوي يثير الجدل

الطفل المتوفى ياسين
الطفل المتوفى ياسين شريف

في واقعة مؤلمة هزّت مدينة حلوان والمعصرة 15 مايو والتبين، لقي الطفل ياسين شريف سعيد مصرعه إثر حادث سير مروع على طريق الأوتوستراد، بعدما صدمته سيارة تقودها محامية شابة، لتتحول لحظة عادية إلى مأساة أبدية.

الأب يروي تفاصيل الحادث

والد الطفل ياسين كشف في تحقيقات النيابة تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الفاجعة، حيث قال إنه كان يقود دراجته النارية وعلى المقعد الخلفي جلس ابنه، وفي لمح البصر ظهرت السيارة التي تقودها المتهمة لتصطدم بهم بقوة، وأضاف الأب أن السيدة لم تحاول حتى النزول أو المساعدة، بل تركت ابنه ينزف دون تدخل، رغم أن حياته كانت على المحك.

وأكد الأب أن المتهمة لم تكن تحمل رخصة قيادة، وأنها كانت تقود بسرعة زائدة، مشيرًا إلى أن الأمر كان يمكن تفاديه بسهولة لو التزمت بقواعد المرور أو حتى صعدت بالسيارة على الرصيف بدلًا من الاصطدام بهم، وفي النهاية اتهمها بأنها السبب المباشر في وفاة نجله الصغير.

اتهامات النيابة للمتهمة

النيابة العامة بدورها وجهت للمتهمة عدة اتهامات خطيرة، في مقدمتها التسبب خطأً في وفاة الطفل ياسين نتيجة الإهمال والرعونة، والتسبب خطأً في إصابة والده، وقيادة مركبة آلية دون الحصول على رخصة قيادة، والتسبب في إتلاف الدراجة النارية الخاصة بالمجني عليه.


ورغم جسامة هذه الاتهامات، فقد أنكرت المتهمة كل ما نسب إليها، مؤكدة أنها لم تكن مخطئة وأن ما وقع كان مجرد حادث قضاء وقدر.

رواية المتهمة للحادث

المتهمة، وهي محامية، قالت في التحقيقات إنها كانت عائدة من عملها في ذلك اليوم، وكانت تسير على طريق الأوتوستراد في اتجاه التبين، وأثناء استعدادها للانعطاف عبر "يوتيرن"، فوجئت – على حد قولها – بدراجة نارية تقتحم الطريق وتصطدم بجانب سيارتها الأمامي.

وأضافت أنها فقدت السيطرة على السيارة التي صعدت على الرصيف، وأصيب ركاب الدراجة بالسقوط العنيف، مؤكدة أنها لم تهرب من موقع الحادث بل حاولت المساعدة، غير أن إصابتها في يدها اليسرى منعتها من التدخل المباشر، وأن الأهالي تجمعوا سريعًا ونقلوا الطفل ووالده للمستشفى.

تناقض في الأقوال

وبينما يؤكد الأب أن السيدة تركتهم وهربت، تتمسك المتهمة بأنها بقيت في المكان حتى حضرت قوة النجدة وأنها كانت تبحث عن صيدلية لعلاج إصابتها، هذا التناقض في الأقوال جعل التحقيقات تأخذ مسارًا مطولًا للبحث في أدلة فنية وتقارير مرورية تثبت حقيقة ما جرى.

شهادات ومشاعر مختلطة

الحادث أثار حالة واسعة من الحزن في مدينة 15 مايو، خصوصًا بعدما انتشرت صور الطفل ياسين وقصته على مواقع التواصل الاجتماعي، الأهالي وصفوا ما جرى بأنه "إهمال قاتل"، بينما رأى آخرون أن الحوادث المرورية على طريق الأوتوستراد باتت شبحًا يحصد الأرواح يوميًا بسبب السرعة والرعونة وغياب الرقابة الصارمة.

ملف الحوادث المرورية يعود للواجهة

القضية لم تتوقف عند حدود مأساة أسرة ياسين، بل فتحت بابًا واسعًا للنقاش حول مسؤولية السائقين على الطرق، وغياب الوعي المروري، وأهمية التشديد على حيازة رخص القيادة قبل السماح لأي شخص باعتلاء مقعد القيادة. كما أعادت التساؤلات حول مدى فعالية الردع القانوني في مواجهة السائقين المتهورين.

كلمة أخيرة

بين رواية أب مفجوع فقد ابنه الوحيد، ومحامية تتمسك ببراءتها وتؤكد أنها لم تكن مخطئة، يقف القضاء أمام مسؤولية الفصل في القضية. لكن الأكيد أن حياة الطفل ياسين لن تعود، وأن الحادث أصبح جرس إنذار جديد يذكرنا جميعًا بأن لحظة إهمال واحدة على الطريق قد تدمر حياة أسر بأكملها.