قضية سارة خليفة.. مواطن عراقي وراء تصنيع مخدر البودر في مصر

كشفت تحقيقات النيابة العامة والتحريات الأمنية عن شبكة إجرامية منظمة لتصنيع وترويج المخدرات في القاهرة، اعتمدت على خبرة مواطن عراقي يدعى دوريد حسن، المتهم الرئيسي في قضية سابقة تعرف باسم "قضية سارة خليفة".
هذا العراقي، المتورط سابقًا في أنشطة مخدرة وعنيفة، لعب دورًا حاسمًا في إرشاد شبكة محلية يقودها محمد سعد عبد الفتاح يوسف إلى تصنيع مادة مخدرة جديدة تُعرف باسم "البودر".
التعرف على دوريد حسن تم في كافيه بأكتوبر، حيث تبادل المعلومات والخبرة حول المواد الكيميائية وكيفية تحضيرها، مستفيدًا من خبرته السابقة في الأنشطة الإجرامية المتعلقة بالمخدرات.
دوريد حسن عرض على المتهم الأول العمل سويًا في إنتاج المخدرات، وشرح له جميع المواد المطلوبة وطريقة تحضيرها بالتفصيل، مؤكدًا أن هذه المواد متاحة في السوق المحلي بسهولة تحت مسميات تجارية مثل أدوات تنظيف الماكينات والطابعات والردياتيرات
شراء الشقة كمصنع واتفاق توزيع الأرباح
بعد الاتفاق، اشترى المتهم الأول شقة بالدور الخامس والعشرين في أبراج "ستار" بالمعادي، لاستخدامها كمصنع لإنتاج البودر، على أن يتم تقسيم الأرباح نصف بنصف بينه وبين العراقي، دوريد حسن تابع العملية عن بعد، وأرشدهم إلى التركيبة الكيميائية المثالية، وقدم نصائح حول كيفية تسويق المنتج وتوزيعه على شبكات المخدرات.
طريقة تصنيع البودر: خطوات دقيقة بإشراف العراقي
أوضح المتهمون أن تصنيع البودر يعتمد على أربع مواد أساسية: برومو بنيتان، بيكوربونات بوتاسيوم، فايس سي إل (FeCl) وإن دي إف (LNDF)، تبدأ خطوات التحضير بخلط المواد بالنسب الدقيقة، ثم وضع الخليط في زجاجة 5 كيلو وتسخينه على جهاز ديجيتال لمدة ثلاث ساعات بدرجة حرارة 80–90° مع تقليب مستمر، يلي ذلك تبريد الخليط 2–3 ساعات، ثم إضافة 3 كيلو تلج مع 1.5 لتر ماء وتقليب لمدة ساعة إلى ساعتين، ثم تصفية وتجفيف الخليط قبل وضعه في الفريزر. وأكد المتهمون أن دوريد حسن أشار إلى كل خطوة لضمان نجاح العملية.
نجاح الإنتاج وتوسيع النشاط
كانت أول محاولة لإنتاج البودر فاشلة جزئيًا، إلا أن المتهمين نجحوا لاحقًا في إنتاج الكيلو الثاني والثالث، ما دفعهم لتوسيع النشاط وإشراك محمود "كتكوت" من المهندسين لاختبار العينات قبل التوزيع الكبير، دور العراقي كان مهمًا في الإشراف على جودة المنتج والتأكد من مطابقة التركيبة للمواصفات التي تضمن الربح الكبير.
التحريات والضبط
أظهرت التحريات أن المتهم الأول يقود الشبكة محليًا، بينما يمثل العراقي المحرك الأساسي والخبرة العلمية وراء تصنيع البودر. أثناء الضبط، تم العثور على خمسة أكياس بلاستيكية صغيرة تحتوي على مواد مخدرة، مبالغ مالية كبيرة، هواتف محمولة حديثة، أسلحة نارية وذخائر، ومعدات تصنيع إضافية.
مداهمة الشقة السكنية وأدوات التصنيع
تمت مداهمة شقة بالدور الخامس والعشرين في أبراج "ستار"، حيث عُثر على أدوات تصنيع وزجاجات كيميائية، جراد بلاستيكية تحتوي على البودر، سبع أكياس إضافية من المواد المخدرة، مبالغ مالية كبيرة وهواتف محمولة للتواصل مع العملاء. وأقر المتهم بأن جميع المضبوطات تخصه وأنه استخدمها في تصنيع وترويج المخدرات بإرشاد المواطن العراقي.
المتهمون الرئيسيون ودور كل منهم
محمد سعد عبد الفتاح يوسف (42 عامًا): قائد الشبكة، التمويل، شراء المواد وإدارة مكان التصنيع.
أحمد محمد حسني محمود (56 عامًا): المشارك في التصنيع والمساعدة التقنية.
عبد المنعم شامي عبد المنعم (28 عامًا): الترويج والتوزيع والتواصل مع العملاء.
دوريد حسن (العراقي): المتهم الرئيسي في قضية سابقة، خبير المخدرات، المرشد الفني والإجرامي للشبكة، مسؤول عن التركيبة الكيميائية وطرق تصنيع البودر وتسويقها، وتبين ان العراقي اتهم فى قضية مقتل فريد شوقي، سمسار عقارات في مدينة 6 أكتوبر، على يد مجموعة من الأشخاص، بينهم ضابط شرطة مفصول وأمين شرطة، وذلك على خلفية خلافات مالية تتعلق بصفقات مخدرات
المضبوطات المفصلة
شملت المضبوطات مواد مخدرة متنوعة مثل أندازول كاربوكساميد، ميثامفيتامين، إمفيتامين، وكيتامين، إضافة إلى أسلحة نارية وذخائر ومبالغ مالية بالملايين، فضلًا عن أدوات تصنيع وزجاجات كيميائية وجراد بلاستيكية تحتوي على عجينة البودر.
غسل الأموال والأساليب المالية
أظهرت التحقيقات أن المتهمين استخدموا أساليب غسل الأموال المتقدمة، تضمنت تأسيس شركات وهمية لتغطية مصدر الأموال، شراء عقارات وسيارات بأسمائهم، إيداع الأموال في حسابات بنكية ومكاتب البريد المصري، وإعادة استثمار جزء من الأرباح في شراء المواد الكيميائية. وتهدف هذه الإجراءات لإضفاء صبغة شرعية على الأموال وقطع العلاقة بينها وبين المصدر الإجرامي الأصلي.
الاتهامات القانونية
تواجه العصابة اتهامات تشمل تشكيل عصابة منظمة لتصنيع وترويج المخدرات، تصنيع جواهر مخدرة بقصد الاتجار فيها، حيازة أسلحة نارية وذخائر، وغسل الأموال الناتجة عن النشاط غير المشروع، مع إبراز دور المواطن العراقي كمتهم رئيسي سابق ومرشد فني.