من الرقص على السوشيال إلى خطف الأطفال..
الداخلية تكشف كواليس قضايا مثيرة هزّت الرأي العام

لم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد منصات للتسلية، بل تحولت في كثير من الأحيان إلى مسرح لجرائم ووقائع تُثير جدلًا واسعًا بين المواطنين، وتجعل وزارة الداخلية في مواجهة مستمرة مع أنماط جديدة من السلوكيات الإجرامية والمنافية للآداب والقانون.
وفي الأيام الأخيرة، كشفت وزارة الداخلية عن سلسلة من القضايا المختلفة التي جرى تداولها على السوشيال ميديا، ما بين مشاجرات عائلية، تعديات على النساء، سرقات، بل وخطف طفل رضيع، وانتهت جميعها بضبط المتهمين واتخاذ الإجراءات القانونية.
راقصة "السوشيال" والحشيش
بدأت الحملة الأمنية بضبط سيدة دأبت على نشر مقاطع فيديو عبر صفحاتها بمواقع التواصل، ظهرت خلالها ترقص بملابس خادشة للحياء وبصورة منافية للآداب العامة.
وبحسب بيان الداخلية، جرى ضبطها في نطاق محافظة القاهرة، وعُثر بحوزتها على 4 هواتف محمولة تحتوي على أدلة تثبت نشاطها، بالإضافة إلى كمية من مخدر الحشيش.
وبمواجهتها، أقرت بحيازة المخدرات بقصد التعاطي، وأنها كانت تبث الفيديوهات المثيرة بغرض رفع نسب المشاهدات وتحقيق أرباح مالية.
مشاجرة "لهو الأطفال" بالشرقية
وفي محافظة الشرقية، أثار مقطع فيديو لسيدة تستغيث من تعدي شقيق زوجها عليها وأبنائها حالة من الجدل.
لكن التحريات كشفت أن الواقعة لم تكن سوى مشاجرة عائلية بين طرفين بسبب لهو الأطفال، انتهت بقيام شقيق الزوج وزوجته بالتعدي على السيدة (مدرسة) وإصابتها بكدمات متفرقة.
الطرف الثاني أُوقف على الفور، واعترف بتفاصيل الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
تحرش في الشارع ومشاجرة بالدقهلية
قصة أخرى من محافظة الدقهلية، حيث نشرت سيدة مقطع فيديو تتضرر فيه من تعدي عاملين عليها بالضرب.
التحريات بيّنت أن السيدة بالفعل حررت محضرًا بتاريخ 27 يوليو، أفادت فيه أن العاملين قاما بالتعدي عليها بعد أن عاتبتهما على معاكستها في الشارع.
جرى تحديد المتهمين وضبطهما، وتبين أن أحدهما له معلومات جنائية، وتمت إحالتهما للنيابة العامة للتحقيق.
سرقة "على طريقة الأفلام"
وفي واقعة أخرى بالدقهلية أيضًا، تداول رواد السوشيال فيديو يظهر شابًا يتسلق مواسير الصرف الصحي الخاصة بأحد العقارات، ويدخل شقة لسرقة هاتف محمول ومبلغ مالي.
وبالفحص تبين أن الواقعة حدثت بالفعل بتاريخ 30 يوليو الماضي، حين حرر أحد المواطنين محضرًا بسرقة متعلقاته من داخل مسكنه، والتحريات نجحت في ضبط الجاني – عاطل له سوابق – وبحوزته المسروقات، وتمت إحالته للنيابة.
مأساة خطف طفل رضيع بالقاهرة
من أكثر القضايا إثارة للرأي العام، بلاغ تقدمت به سيدة لقسم شرطة الوايلي بالقاهرة يفيد اختطاف نجلها الرضيع (3 شهور) أثناء وجودهما بإحدى المستشفيات.
التحريات كشفت أن وراء الجريمة ربة منزل مقيمة بالزيتون، خططت لاختطاف الطفل بعد أن فقدت جنينها ورغبت في إيهام زوجها بإنجابها.
السيدة استغلت انشغال الأم داخل المستشفى وغافلتها لتخطف الطفل، لكن الأجهزة الأمنية تمكنت من تحديد هويتها وضبطها خلال وقت قصير.
الطفل عُثر عليه بحالة جيدة وأُعيد إلى والدته، التي وقّعت على تعهد بحسن رعايته.
"لهو الأطفال" مرة أخرى.. لكن في الزاوية الحمراء
وفي القاهرة أيضًا، تداول مقطع فيديو لسيدة تدّعي أن آخرين حاولوا خطف ابنها، وتظهر خلاله وهي تعتدي عليهم بالضرب.
لكن التحقيقات أظهرت أن الأمر مجرد مشاجرة بين سيدتين بسبب خلاف بسيط حول لهو الأطفال داخل إحدى الحدائق، تطور إلى اشتباك بالأيدي.
السيدة افتعلت واقعة الخطف نكاية بالخصوم، لكن التحريات أثبتت عدم صحتها.
خيط واحد يربط القضايا
على الرغم من اختلاف التفاصيل بين كل واقعة والأخرى، إلا أن القاسم المشترك بينها دور السوشيال ميديا في نشر الفيديوهات وتضخيم الأحداث، والتدخل الأمني السريع لكشف ملابسات الوقائع والتفرقة بين الحقيقي والمبالغ فيه، والمشاكل الاجتماعية التي تتسبب فيها خلافات عائلية أو انحرافات سلوكية.