رئيس التحرير
خالد مهران

طلق ناري يهز نجع عزوز بدشنا.. مسن في مرمى الرصاص والتحريات تكشف الغموض

طلق ناري يهز نجع
طلق ناري يهز نجع عزوز بدشنا

تحوّل هدوء نجع عزوز بمركز دشنا – شمال محافظة قنا –  في صباح اليوم الأحد، إلى حالة من القلق والتوتر، بعد إصابة عامل مسن يبلغ من العمر 85 عامًا بطلق ناري في الرقبة، في واقعة لا تزال تحيط بها علامات الاستفهام.

المصاب هو محمود.ع.أ، أحد كبار السن المعروفين في النجع، والذي نُقل في حالة حرجة إلى مستشفى دشنا المركزي لتلقي الإسعافات اللازمة، وسط حالة من الاستنفار الأمني لمتابعة تطورات حالته.

تحرك أمني عاجل

على الفور، تلقت غرفة العمليات بمديرية أمن قنا إخطارًا من الأهالي بالواقعة، فانتقلت قوة من مركز شرطة دشنا إلى مكان الحادث، وتم تطويق موقع إطلاق النار، وجمع الأدلة الأولية، والاستماع إلى أقوال شهود العيان.
ووفق التحريات الأولية، لم يُعرف بعد الدافع وراء الحادث، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى تكليف فريق بحث جنائي موسع لكشف الملابسات وضبط الجناة.

خلفيات عن المنطقة

نجع عزوز، أحد النجوع التابعة لمركز دشنا، يُعرف تاريخيًا بوجود خلافات ثأرية متكررة بين العائلات، وهي الخلافات التي تُلقي بظلالها على المشهد العام وتفتح الباب أمام وقوع حوادث إطلاق النار المفاجئة.
ويقول أحد الأهالي – رفض ذكر اسمه – إن "المسن محمود لم يكن له أي خلافات تُذكر، وكان معروفًا بطيبته، لكن إطلاق النار في الصعيد أحيانًا يكون عشوائيًا نتيجة خصومات قديمة بين عائلات أخرى".

سيناريوهات مطروحة أمام الأمن

رجال المباحث لم يستبعدوا حتى الآن أي فرضية، وتدور الاحتمالات بين محاولة استهداف مرتبطة بخلافات قديمة، وطلق عشوائي خلال مشاجرة لم يكن الضحية طرفًا فيها، خلافات شخصية أو مالية لم تُكشف بعد.

الوضع الصحي للمصاب

حسب مصادر طبية في مستشفى دشنا المركزي، فإن المصاب خضع لفحوصات عاجلة ومحاولات لوقف النزيف، وحالته "خطرة ولكنها مستقرة نسبيًا"، حيث يخضع للملاحظة الطبية في قسم العناية المركزة.

تعليق الأهالي

أثارت الواقعة حالة من الغضب بين سكان النجع، الذين طالبوا بتشديد الإجراءات الأمنية، خصوصًا مع تزايد مشكلات إطلاق النار في الصعيد، سواء بدافع الثأر أو في المناسبات الاجتماعية.

يقول أحد شباب المنطقة: "إطلاق النار أصبح وسيلة لحسم الخلافات في لحظة غضب، لكن الضحايا الأبرياء هم من يدفعون الثمن".

ملف الثأر والسلاح في الصعيد

الحادثة تعيد من جديد فتح ملف السلاح غير المرخص في الصعيد، وانتشاره الواسع بين العائلات، ما يسهّل وقوع جرائم فجائية تهدد الاستقرار المجتمعي.
وتشير بيانات سابقة لوزارة الداخلية إلى أن مراكز شمال قنا – وعلى رأسها دشنا – تشهد أكبر معدلات حمل السلاح الناري بسبب الخصومات الثأرية المتوارثة.

إجراءات قانونية

تم تحرير محضر بالواقعة، وإحالته إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، مع تكليف إدارة البحث الجنائي بسرعة تحديد هوية مطلق النار، وضبط السلاح المستخدم، وملاحقة المتورطين.

وأكد مصدر أمني أن "الواقعة لن تمر مرور الكرام، وأن أجهزة الأمن ستصل للجناة في أقرب وقت".

دلالة الحادث

حادث إصابة المسن في نجع عزوز ليس مجرد واقعة فردية، بل هو حلقة جديدة في سلسلة من الحوادث التي تكشف خطورة السلاح غير المرخص وثقافة اللجوء للعنف في الخلافات بالصعيد، ما يستدعي خططًا أمنية وتنموية متوازية لاحتواء الظاهرة.