رئيس التحرير
خالد مهران

عادل توماس يكتب: المجزر الآلي في 15 مايو.. مشروع جاهز منذ 2018 ينتظر من يفتح بابه

عادل توماس
عادل توماس

من المؤسف أن نجد مشروعًا بهذا الحجم، وبهذه التكلفة، يقف صامتًا خارج الخدمة منذ أكثر من سبع سنوات، بينما تتراكم مشكلات الذبح العشوائي في مناطق جنوب القاهرة، وتتفاقم الأعباء الصحية والبيئية على المواطنين.

إنه المجزر الآلي بمدينة 15 مايو.. منشأة انتهى تنفيذها بالكامل في عام 2018، بتكلفة تقترب من 150 مليون جنيه، ورغم ذلك لم يعمل حتى هذه اللحظة.

مشروع بمواصفات عالمية… وباب موصد

يتكون المجزر من منشآت حديثة تم تنفيذها وفق أعلى معايير السلامة الغذائية: ثلاجات حفظ، محرقة قانونية، صندوق للذبح، خط نصف آلي للذبح، عنابر للأبقار وآخر للأغنام، ومحطة معالجة مخلفات بطاقة 750 مترًا مكعبًا يوميًا، سخانات شمسية مستوردة بسعة 2000 لتر، إلى جانب منظومة كاميرات مراقبة متطورة، وخط صرف مزوّد بطلمبات رفع لمسافة 3 كيلومترات كاملة، إنه موقع متكامل… جاهز للعمل… لكنه متوقف بقرار غير مفهوم.

تجارب تشغيل تمت بنجاح… ثم صمت

الغريب أن المجزر خضع لعدة تجارب تشغيل ناجحة أمام مسؤولين كبار، بينهم محافظ القاهرة ورئيس الوزراء ونائب المحافظ للمنطقة الجنوبية.

التجارب أثبتت أن المكان جاهز، وأن المعدات تعمل بكفاءة، وأن المشروع لا يعاني من مشكلات فنية جوهرية.

لكن رغم ذلك، ظل المجزر “خارج الخدمة” بلا إعلان رسمي يوضح الأسباب، وكأن الحكومة أنشأت مشروعًا لتغلقه بعد لحظات من تشغيله التجريبي.

أسئلة بلا إجابات

من يتحمل مسؤولية تعطيل منشأة عامة بهذا الحجم؟
من يملك القرار؟
وهل هناك جهة مستفيدة من استمرار الذبح العشوائي في الشوارع وعلى أطراف الأحياء؟
ولماذا أصبح صمت المسؤولين أطول من عمر المشروع نفسه؟

خسائر يومية… يدفع ثمنها المواطن

تعطّل المجزر يعني استمرار الذبح العشوائي، وانتشار المخلفات الحيوانية، وغياب الرقابة الصحية على اللحوم الموجهة للأسواق.
كما يعني إهدار 150 مليون جنيه من المال العام بلا أي عائد، وحرمان المنطقة من مئات فرص العمل التي كان المشروع قادرًا على توفيرها.

هذا بالإضافة إلى استمرار الاعتماد على مجازر قديمة ومتهالكة لا تواكب احتياجات جنوب القاهرة المتزايدة.

صوت ينادي بالحق

انا كمواطن، أطالب بفتح هذا الملف، ومطالبة الحكومة برد واضح، وتحديد تاريخ فوري لتشغيل المجزر، ومحاسبة من يعطل مشروعًا جاهزًا يمكن أن يخدم مئات الآلاف من سكان حلوان والمعصرة والتبين و15 مايو.

لقد حان الوقت لوقف هذا العبث. المجزر الآلي ليس رفاهية… إنه مشروع خدمي حيوي تأخر تشغيله بما يكفي.

والسؤال الذي يطرح نفسه مشروع اكتملت أركانه، خضع للتجارب، جاهز للعمل… لكنه مغلق، ومواطنون يدفعون الثمن، ومسؤولون لا يجيبون، ويبقى السؤال مشروعًا:
إلى متى؟

57869
57870
57871

57825
57826
57827
57855
57856
57857
57858
57859
57860
57861
57862