رئيس التحرير
خالد مهران

المياه تحاصر البيوت.. كارثة تهدد 12 أسرة في العزبة البحرية بحلوان «صور»

كارثة تهدد 12 أسرة
كارثة تهدد 12 أسرة في العزبة البحرية بحلوان

في قلب حلوان القديمة، وتحديدًا بمنطقة العزبة البحرية في شارع 4، يعيش أهالٍ بسطاء بين الخوف والمعاناة اليومية، ثلاثة عقارات تضم 12 أسرة تحولت من بيوت آمنة إلى قنابل موقوتة مهددة بالانهيار في أي لحظة، بعدما بدأت مياه غامضة تتسرب من باطن الأرض وتغمر الأساسات والجدران، وسط رائحة كريهة خانقة وانتشار للحشرات الضارة.

مياه مجهولة المصدر

تبدأ الحكاية عندما لاحظ السكان منذ شهور تصاعد المياه من بين المنازل دون أي سبب واضح، لتتجمع في ممرات ضيقة وتدخل أسفل العقارات، حتى تحولت الأرض إلى كتلة طينية متحركة.

تقول فاطمة فتحى الأهالي: "صحينا لقينا الميه طالعة من تحت، كل يوم بتزيد.. والبيوت بدأت تتشقق من تحت ومن فوق، ومحدش عارف الميه دي جاية منين."

أمام هذا الوضع، توجه الأهالي إلى الحي وشركة مياه الشرب والصرف الصحي لطلب المعاينة. وبحسب أقوال مسؤولي الجهتين، فإن مصدر المياه غير معروف حتى الآن، مما أثار المزيد من الغموض والقلق بين الأسر المقيمة.

استغاثات بلا استجابة

لم يقف السكان مكتوفي الأيدي، فقد تقدموا بعدة شكاوى إلى مجلس الوزراء، مطالبين بإرسال لجنة فنية عاجلة لتحديد مصدر المياه وإنقاذهم من الكارثة المحتملة.

ورغم الوعود المتكررة من بعض المسؤولين بمتابعة الموضوع، إلا أن الأوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

تقول إحدى السيدات المقيمات بالعقار المهدد أيضًا: "إحنا مش عارفين ننام، الريحة وحشة جدًا والناموس مغرقنا، والمياه بتدخل تحت الأوض، كل يوم بنفوق على صوت تشقق في الحيطان."

خطر داهم يهدد الأرواح

الخطورة لا تتوقف عند الرائحة الكريهة والحشرات فقط، بل تمتد إلى احتمال انهيار العقارات بالكامل، فقد بدأت الجدران في التصدع، والأرضيات تهبط تدريجيًا تحت تأثير الرطوبة والمياه المتجمعة.

بعض الأهالي اضطروا إلى إخلاء أجزاء من بيوتهم خوفًا من الانهيار، بينما يرفض آخرون المغادرة لعدم وجود مكان بديل يأويهم.

أحد السكان قال بحرقة: "إحنا مش طالبين غير نعرف الميه دي منين، وعايزين حل قبل ما تحصل مصيبة، مش هنستنى لما البيوت تقع فوق دماغنا."

موقف الحي وشركة المياه

وبحسب ما أفاد به بعض الأهالي، فقد حضرت لجنة من الحي وشركة المياه بالفعل، لكن تقاريرها الأولية لم تحسم الأمر، فهناك من يرجّح أن المياه مصدرها كسر في خط رئيسي قديم، بينما يرى آخرون أنها ناتجة عن تسرب مياه جوفية أو صرف صحي غير مرئي.

ومع ذلك، لم يتم تنفيذ أي إجراء فعلي حتى اللحظة، ما جعل السكان يعيشون بين الانتظار والخوف المستمر.

دعوة للتحرك العاجل

تسرب المياه داخل مناطق سكنية مأهولة يمثل تهديدًا بيئيًا وإنسانيًا خطيرًا، خاصة إذا استمر دون معالجة فنية عاجلة، فالمياه المتراكمة لا تضعف الأساسات فقط، بل تخلق بيئة خصبة للأمراض والحشرات، وتؤدي إلى تآكل البنية التحتية تدريجيًا.

ويحذر الخبراء من أن تجاهل مثل هذه الحالات قد يؤدي إلى انهيارات مفاجئة يصعب السيطرة عليها، مطالبين بتشكيل لجنة هندسية من وزارة الإسكان للكشف على العقارات وتحديد مدى سلامتها الإنشائية، مع ضرورة إخلاء مؤقت للسكان إذا لزم الأمر.

مأساة مستمرة

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، ما زالت المياه تتدفق بين جدران العقارات الثلاثة، والرائحة الكريهة تنتشر في أرجاء المكان، بينما يعيش الأطفال والنساء وكبار السن في حالة رعب دائم.

الليل هناك مظلم أكثر من أي مكان آخر، لأن الخوف من السقوط أصبح الضيف الدائم لكل بيت في العزبة البحرية.

كلمة أخيرة

الأهالي يرفعون أصواتهم مناشدين محافظ القاهرة ووزير الإسكان سرعة التحرك، مؤكدين أن الوضع لا يحتمل التأجيل، وأنهم لم يعودوا يبحثون عن تعويضات أو وعود، بل عن حياة آمنة تحفظ لهم ولأبنائهم الكرامة والنجاة من الموت المحقق.

ويبقى السؤال المطروح: هل تنتظر الجهات التنفيذية وقوع الكارثة لتتحرك؟ أم أن صرخة الـ12 أسرة ستكون كافية لإيقاظ الضمائر قبل فوات الأوان؟

31613
31612
31607
31606