رئيس التحرير
خالد مهران

أزمة جديدة في مدارس حلوان.. «صيانة الثانوية المهنية بنات» تمتد للعام الدراسي وتشرد الطالبات

مدرسة الثانوية المهنية
مدرسة الثانوية المهنية بنات بحلوان

مع بداية العام الدراسي الجديد، تحولت فرحة الطالبات وأولياء الأمور في منطقة العزبة القبلية بحلوان إلى حالة من الغضب والاستياء، بعد أن فوجئوا بإغلاق مدرسة الثانوية المهنية بنات – حلوان بدعوى إجراء أعمال صيانة شاملة، رغم أن هذه الأعمال كان من المفترض تنفيذها خلال الإجازة الصيفية، وليس في أثناء الدراسة.

القرار المفاجئ بإغلاق المدرسة ونقل الطالبات إلى مدارس أخرى في مناطق مختلفة تسبب في ارتباك شديد، سواء داخل الأسر أو بين الطالبات، وأثار تساؤلات عديدة حول أسباب التأخير، ومسؤولية الجهات التعليمية عن سوء التخطيط الذي أدى إلى حرمان الطالبات من بيئة تعليمية مستقرة.

مدرسة مغلقة وصيانة غائبة

تقع مدرسة الثانوية المهنية بنات – حلوان بجوار مدرسة حمامات حلوان التجريبية بالعزبة القبلية، وتُعد من المدارس الفنية المهمة التي تستقبل مئات الطالبات من الأسر البسيطة.

مع بداية العام الدراسي الحالي، فوجئ أولياء الأمور بلافتة على بوابة المدرسة تُفيد بوجود أعمال صيانة شاملة للمبنى، دون أي إعلان مسبق أو تحديد موعد واضح لانتهاء الأعمال.

تقول «أم ندى»، ولية أمر إحدى الطالبات: «كنا متخيلين إن الصيانة دي خلصت في الصيف، زي أي سنة، فجأة لقينا المدرسة مقفولة، ومفيش بيان رسمي بيقول هتفتح إمتى، بناتنا بقى لهم أسابيع من غير مكان ثابت».

نقل عشوائي وتكدس في المدارس البديلة

البديل المؤقت الذي لجأت إليه الإدارة التعليمية كان نقل الطالبات إلى مدارس أخرى في مناطق مختلفة من حلوان، بعضها لا يناسب طبيعة التعليم المهني، وبعضها يعاني من كثافة طلابية مرتفعة.

تروي طالبة بالصف الثاني:  «نقلونا مدرسة بعيدة عن بيتنا نص ساعة مواصلات، والورشة هناك مش مجهزة زينا، حتى المدرسين مش نفس التخصص. حاسين إننا اتظلمنا».

ويضيف أحد أولياء الأمور: «المدارس اللي نقلوا فيها البنات فيها زحمة غير طبيعية، ومفيش تجهيزات فنية كافية، يعني لا استفادوا من الصيانة، ولا لقوا مكان مناسب يتعلموا فيه».

تساؤلات الأهالي: ليه الصيانة ما اتعملتش في الصيف؟

الاعتراض الأكبر من جانب أولياء الأمور كان على توقيت تنفيذ الصيانة، إذ يؤكدون أن أعمال التطوير كان يمكن تنفيذها خلال الإجازة الصيفية التي تمتد لقرابة ثلاثة أشهر، دون أي تأثير على سير الدراسة.

تقول إحدى الأمهات: «الصيانة حاجة كويسة ومطلوبة، بس ليه ما اتعملتش في الصيف؟ وليه دايمًا يختاروا وقت الدراسة؟ إحنا مش ضد التطوير، إحنا ضد العشوائية».

في المقابل، أكد مصدر بإدارة حلوان التعليمية – رفض ذكر اسمه – أن تأخر تنفيذ الصيانة يرجع إلى إجراءات مالية وإدارية متعلقة بمناقصات الترميم واعتماد المخصصات، مشيرًا إلى أن المدرسة مدرجة ضمن خطة التطوير للعام المالي الحالي، لكن عملية الطرح والتنفيذ تأخرت بسبب الروتين الإداري.

وأضاف المصدر: «المدرسة فعلًا داخل خطة الصيانة الكاملة، لكن المقاول بدأ العمل متأخر بسبب تأخر المستندات والموافقات. العمل مستمر حاليًا، ومن المتوقع الانتهاء خلال شهرين».

آثار نفسية وتعليمية على الطالبات

ورغم تبريرات المسؤولين، يرى أولياء الأمور أن الضرر النفسي والمعنوي الواقع على الطالبات لا يمكن تعويضه، خاصة أن معظمهن في مراحل حاسمة من التعليم الفني.

تقول إحدى الطالبات: «إحنا مش عارفين نذاكر ولا نركز.. كل شوية في مدرسة جديدة ومكان مختلف، نفسنا نرجع مدرستنا زي الأول».

في حين تشير الأمهات إلى أن بعض البنات توقفن عن الذهاب إلى المدرسة بسبب بُعد المكان الجديد أو عدم توافر المواصلات المناسبة، وهو ما يهدد بخسارة عام دراسي كامل.

دعوات للتدخل والتحقيق

على خلفية الأزمة، وجه عدد من أولياء الأمور استغاثة عاجلة إلى السيد رئيس الجمهورية، والسيد رئيس مجلس الوزراء، والسيد وزير التربية والتعليم، للمطالبة بفتح تحقيق في أسباب تأخر الصيانة، ووضع جدول زمني واضح لعودة الطالبات إلى مدرستهن الأصلية.

وأكدوا في بيان مشترك: «نحن لا نرفض الصيانة، بل نطالب بتخطيط أفضل يراعي مصلحة بناتنا، المدرسة تُغلق منذ بداية العام الدراسي دون بدائل كافية أو تجهيزات مناسبة في المدارس المستضيفة. نرجو سرعة التحرك وإعادة فتح المدرسة في أقرب وقت».

رسالة الأهالي: «عايزين بناتنا ترجع مدرستهم»

في النهاية، يظل مطلب أولياء الأمور بسيطًا وواضحًا: سرعة الانتهاء من الصيانة وإعادة فتح المدرسة.

ويقول أحد الآباء: «إحنا مش بنطلب أكتر من حقنا.. عايزين أولادنا وبناتنا يتعلموا في مكانهم الطبيعي بأمان وكرامة».

ويختتم الأهالي استغاثتهم بعبارة تلخص معاناتهم: «الصيانة مهمة، بس التعليم أهم.. ومفيش تطوير حقيقي لو الطالب قاعد في مدرسة مش بتاعته».

19640
19634
19636