رئيس التحرير
خالد مهران

في يوم واحد... حرائق تضرب 4 محافظات ومجهودات الحماية المدنية تنقذ الأرواح والممتلكات

الحماية المدنية
الحماية المدنية

شهدت محافظات القاهرة وقنا والغربية والقليوبية، خلال الساعات الماضية، سلسلة من حوادث الحرائق المتفرقة، نجح رجال الحماية المدنية في السيطرة عليها قبل أن تتحول إلى كوارث كبرى.

وبينما تنوعت أسباب الحرائق بين ماس كهربائي واشتعال مواد قابلة للاشتعال وتسرب زيوت، فإن القاسم المشترك بينها كان السرعة والاحترافية في التعامل من قبل فرق الإطفاء، التي حالت دون وقوع خسائر بشرية أو أضرار جسيمة في الممتلكات.

القاهرة: حريق سيارة محملة بزيوت سيارات أعلى الدائري

على الطريق الدائري في نطاق قسم شرطة مدينة نصر ثالث، عاش المارة لحظات من القلق حينما اندلعت النيران داخل سيارة ربع نقل ماركة سوزوكي سوداء اللون، أثناء سيرها في اتجاه المعادي.

السيارة التي كان يقودها الشاب محمد. ص. ع (21 سنة)، يعمل موزعًا لزيوت السيارات، كانت محملة بسبع كراتين تحتوي على عبوات زيت سيارات (چراكن)، وبدأ الحريق في إحدى الكراتين بسبب تسرب داخلي أو تفاعل حراري أثناء السير.

وما إن ورد البلاغ إلى غرفة عمليات الحماية المدنية بالقاهرة حتى أصدر اللواء الدكتور محمد الشربيني، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، توجيهاته الفورية بالدفع بسيارات الإطفاء إلى موقع الحادث.

وبالفحص تبين اشتعال النيران في كرتونة تحتوي على ثلاث چراكن زيت داخل صندوق السيارة، قبل أن تمتد لبقية الحمولة.

نجح رجال الإطفاء في السيطرة على الحريق سريعًا قبل أن ينتشر، لكن الحادث تسبب في تسرب بقع زيتية على مساحة تقارب 10 أمتار من الطريق.

تمت إزالة الانسكابات باستخدام الرمال بمعرفة القوات لتأمين الطريق ومنع الانزلاق، دون التأثير على حركة المرور، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الواقعة.

قنا: حريق في “حوش منزل” بدشنا دون خسائر بشرية

في جنوب الصعيد، وتحديدًا بقرية أبودياب غرب التابعة لمركز دشنا بمحافظة قنا، اشتعلت النيران داخل حوش منزل ريفي مساء أمس، وسط حالة من الذعر بين الأهالي.

تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن قنا بلاغًا من غرفة العمليات يفيد بنشوب الحريق، وعلى الفور تم الدفع بسيارة إطفاء بقيادة فريق من قوات الحماية المدنية.
وبجهود مكثفة، تمكن رجال الإطفاء من إخماد النيران ومنع امتدادها إلى المنازل المجاورة التي تتلاصق في تلك المنطقة الريفية.

ولم يسفر الحريق عن إصابات، لكن النيران أتت على بعض محتويات الحوش من أدوات منزلية ومخلفات زراعية.

تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي كلفت إدارة البحث الجنائي بكشف ملابسات وأسباب الحريق، وسط ترجيحات بأن يكون السبب ماس كهربائي أو اشتعال ذاتي لمخلفات قابلة للاحتراق.

الغربية: حريق محدود في مطعم بالمحلة الكبرى

في محافظة الغربية، كاد حريق محدود أن يتحول إلى مأساة في قلب مدينة المحلة الكبرى، حين اشتعلت النيران في مطعم شهير بشارع الجيش أحد أكثر الشوارع ازدحامًا.

تلقى مدير أمن الغربية إخطارًا من شرطة النجدة يفيد بنشوب حريق محدود داخل المطعم، وعلى الفور انتقلت سيارتان من قوات الحماية المدنية إلى المكان.
تبين أن النيران بدأت في جزء من المطبخ بسبب ماس كهربائي بأحد الأجهزة، ما تسبب في تصاعد الأدخنة داخل المكان.

بجهود رجال الإطفاء تمت السيطرة الكاملة على الموقف خلال دقائق معدودة، دون وقوع إصابات أو خسائر مادية كبيرة، بينما تم إغلاق المطعم مؤقتًا لحين مراجعة اشتراطات الأمان الصناعي.

أحد شهود العيان أكد أن “الاستجابة كانت سريعة جدًا... عربية المطافي وصلت في أقل من عشر دقايق، وربنا ستر محدش اتأذى”.

القليوبية: النيران تلتهم مصنع ملابس في قليوب

أما المشهد الأكثر خطورة فكان في محافظة القليوبية، حيث اندلع حريق ضخم داخل مصنع للملابس الجاهزة بالقرب من نزلة المؤسسة بجوار مصنع الحاجة للزجاج بمدينة قليوب.

فور تلقي البلاغ، تحركت قوات الحماية المدنية بقيادة اللواء هيثم شحاتة، وبإشراف مباشر من اللواء أشرف جاب الله، مدير أمن القليوبية، إلى موقع الحريق.

الحادث استدعى تدخلًا واسع النطاق، إذ تم الدفع بـ 10 سيارات إطفاء وخزانين مياه سعة 35 طنًا، وتمت السيطرة على ألسنة اللهب التي غطت سماء المنطقة خلال وقت قصير.

الحريق اندلع في الطابق الثالث من المصنع، وهدد بالامتداد إلى المباني المجاورة، لكن سرعة التدخل حالت دون ذلك.

وبعد إخماد النيران، شرعت القوات في أعمال التبريد لضمان عدم تجدد الاشتعال، بينما باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وقررت انتداب المعمل الجنائي لتحديد سبب الحريق، وسط ترجيحات بوجود ماس كهربائي بسبب الأحمال الزائدة على الأجهزة داخل المصنع.

حوادث اليوم الأربعة كانت جرس إنذار جديدًا يدق باب الوعي العام حول أهمية الالتزام بإجراءات السلامة في المنازل والمصانع والمحال التجارية، ومراجعة شبكات الكهرباء والغاز بصفة دورية.

ورغم أن الأضرار كانت محدودة هذه المرة، فإن الخطر لا يزال قائمًا ما لم تُتخذ خطوات استباقية جادة لتفادي تكرار تلك المشاهد.