أسرار صفقة بيع شبكة قنوات «العاصمة» برعاية المتحدث السابق لـ«القوات المسلحة».. (تقرير)
إذًا أصبح اللعب على المكشوف، وظهر بجلاء ما بعده جلاء، أن النظام الحالي بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأجهزته الأمنية والمخابراتية يُصر كل الأصرار على السيطرة بقوة على وسائل الإعلام الخاصة والعامة؛ لاسيما القنوات الفضائية، والتي تحظى بمتابعة وكثافة مشاهدة عالية.
لن تتواني الدولة عن "التكويش" على تلك المنصات الإعلامية القوية التي توجه المواطنين، وتصنع الرأي العام، فضلا عن المهمة الأهم: وهي التهويل من إنجازات ومعجزات النظام الحالي، بالرغم من عدم وجود أية إنجازات له، لكن هذه الوسائل من تعمل منطق المثل الشعبي القائل:"الزن عن الودان.. أمر من السحر".. لهذا ستنفق الدولة العميقة مليارات الجنيهات في سبيل السيطرة بشكل كامل على كل الفضائيات الخاصة حتى تحولها لـ"بوق زاعق" للنظام.
الحديث السابق يؤكده الإعلان رسميًا عن تسلم العميد محمد سمير، المتحدث السابق باسم القوات المسلحة، والملحق العسكري السابق في دولة الإمارات، شبكة قنوات "العاصمة" التي كان يملكها في الأصل سعيد حساسين، عضو مجلس النواب، والمعروف باسم إمبراطور العلاج بالأعشاب الطبية القاتلة.
وأشارت إلى أن العميد محمد سمير، نائب رئيس مجلس إدارة الشركة، تسلم إدارة القناة بمدينة الإنتاج الإعلامي، مؤكدة سعي الإدارة الجديدة إلى تقديم محتوى إعلامي هادف يتسم بالمهنية والحرفية، ويساهم في رفع الوعي المجتمعي تجاه مختلف القضايا.
وأضافت أن شبكة قنوات "العاصمة"، ستضم في ثوبها الجديد، العديد من الكوادر الإعلامية المتميزة في مصر، كما سيحتل الشباب النصيب الأكبر في القناة.
سعيد حساسين، مؤسس شبكة قنوات "العاصمة"، لن يرحل عنها، وسيظل عضوًا في مجلس إدارة القناة، بقيادة رجل الأعمال إيهاب طلعت.
تستكمل شبكة قنوات "العاصمة" مسيرة نظيرتها، مجموعة قنوات "دي إم سي"، القريبة من جهاز المخابرات العامة، والتي تم تدشينها في حفل ضخم قدرت تكلفته بملايين الجنيهات، بحضور عدد كبير من رجال الأعمال والإعلاميين والفنانين، وضمت لها مقدمي برامج يحظون برضا الرئيس عبد الفتاح السيسي مثل أسامة كمال، الذي يطلق عليه دائمًا لقب "مذيع الرئيس"، والذي سيقدم برنامج "التوك شو" الرئيسي على القناة التي ضمت أيضًا الإعلاميين رامي رضوان، وإيمان الحصري، وعدد كبير من الفنانين مثل إياد نصار، وغادة عادل، وبيومي فؤاد، وغيرهم.
وتمتلك شركة «دي ميديا» شبكة قنوات «دي إم سي»، التي يرأس مجلس إدراتها في الأصل، طارق إسماعيل، رجل الأعمال الشهير، والذي يعمل في مجال السيارات، بمشاركة "إعلام المصريين"، المؤسسة الاقتصادية الضخمة المملوكة لرجل الأعمال أحمد أبوهشيمة، مالك فضائية «أون إي» وعدد من المواقع الإلكترونية، فضلاً عن دخوله شريكًا في تحالف قناتي «سي بي سي»، و«النهار».
في شهر أغسطس من العام الماضي، مهد سعيد حساسين لإمكانية بيع شبكة قنوات "العاصمة"، حيث قال في أحد البرامج التليفزيونية، إنه يستعد لتطوير الشبكة، منوهًا إلى أنها ستهدف لتقديم إعلام وطني مهني، يساهم في بناء الوطن، ويدعم الدولة المصرية، وتسعى لتقديم منتج إعلامي متميز يلبي رغبات المشاهدين.
وقال إنه سيطلق قناة العاصمة " 2 "، وتطوير محتوى القناة الأولى، من خلال انضمام نخبة متميزة من نجوم الإعلام فى مصر، القادرين على تحقيق المنافسة تحت إدارة خبرة إعلامية كبيرة متمثلة في المهندس، أسامة الشيخ.
أما مالك شبكة قنوات العاصمة الجديد، فهو إيهاب طلعت، فقد حصل في شهر ديسمبر الماضي بحق إدارة قناتي "العاصمة 1 و2".
نرشح لك : محمود بدر و «الإعلام».. من يقف خلف ظهور «فتى المخابرات» على الفضائيات؟
نرشح لك:
وبموجب العقد، سيحصل رجل الأعمال والإعلان، "طلعت مصطفى" على 50% من أرباح شبكة قنوات تليفزيون "العاصمة"، مقابل تغطية جميع التكاليف والهيكلة المالية والإدارية، مع منح الوكالة حق الإدارة والتسويق الإعلاني.
وأضاف "طلعت"، أنه يسعى إلى وضع شبكة قنوات "العاصمة" في مصاف القنوات الفضائية ذات التجربة المتميزة والفريدة، معلنًا بذلك التحدي في مواجهة عدد كبير من الفضائيات الشهيرة مثل "الحياة" المملوكة لرجل الأعمال الدكتور السيد البدوي شحاتة، رئيس حزب الوفد، و"سي بي سي"، لصاحبها محمد الأمين، و"دريم" لمالكها أحمد بهجت.
ويعد "طلعت" صاحب الفضل الكبير في معرفة المصريين بالبرامج الحوارية الشهيرة "التوك شو"، حيث كان منتج البرنامج الشهير "البيت بيتك"، وسيطر لفترة كبيرة على سوق الإعلانات قبل أن تحدث له عدد من الأزمات المالية؛ ليعود بعدها ويساهم في تطوير عدد من القنوات مثل "الحياة" وغيرها.
وأشار "طلعت"، إلى أن شبكة تليفزيون "العاصمة"، فى ثوبها الجديد ستشهد نقلة نوعية من حيث الشكل والمضمون، وأنه سيعتمد فيها هو وفريق عمله على مفاهيم الإعلام الجديد ووسائله خاصة مواقع التواصل الاجتماعي والاستفادة منها فى تطوير المحتوى التلفزيونى التقليدى، بما سيحقق أكبر قدر من المتابعة والتفاعل.
والعميد «سمير»، من دفعة 81 كلية حربية، وخدم في الجيش الثاني الميداني لفترة، ثم انتقل للخدمة في المخابرات الحربية.
نرشح لك: عملية «فك وتركيب» في المواقع الصحفية برعاية «رجل أبو هشيمة القوي».. تقرير