رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قنوات «DMC».. أخطبوط إعلامي جديد برعاية «الأجهزة السيادية».. تقرير

السيسي وأبو هشيمة
السيسي وأبو هشيمة وياسر سليم

«ميصحش كده.. المرة الجاية هشتكيكم للشعب».. كانت هذه الجملة التي قالها السيسي في 1 نوفمبر 2015، بندوة تثقيفية للقوات المسلحة، كاشفة عن مدى تخوف الرئيس من وسائل الإعلام من فضائيات وصحف خاصة، لاسيما التي تضم إعلاميين وكتابًا يقدمون مادة تنتقد السياسات الاقتصادية لـ«الجنرال» القادم من المؤسسة العسكرية، والذي يتعرض في الفترة الآخيرة لهجوم شديد من قبل الصحافة الغربية التي تراه فشل في إدارة الدولة، وتحقيق إنجازات حقيقية يلمسها الشعب.

 

ربما كانت حالة الفزع التي أصابت «السيسي» واحدة من أهم العوامل التي أطلقت يد «مخابراته»، وأجهزته الأمنية، لتوجيه وإدارة عدد كبير من الوسائل الإعلامية؛ في محاولة من الدولة لتجنب تكرار سيناريو «الإعلام الذي أسقط مرسي»، وهي الخطة الإعلامية/السياسية «الجهنمية القذرة» التي وضعتها ونفذتها أجهزة الدولة بـ«حنكة شديدة»، وحققت هدفها «الخفي»، في الإطاحة بالدكتور محمد مرسي، وجماعة الإخوان من سدة الحكم في مصر.

 

للأسباب السابقة، تتجه الأجهزة الأمنية بالدولة لإعادة تشكيل الخريطة الإعلامية من جديد في محاولة لصناعة «إعلام الصوت الواحد»، الذي لا يقدم مادة صحفية تنتقد النظام، ولكن يكون كل همه تمجيد «إنجازات ومعجزات» الرئيس عبد الفتاح السيسي، أو العمل على تقديم «جرعة» مكثفة من المواد الإعلامية «الترفيهية»، مثل المسلسلات والأفلام والبرامج التي تستضيف مشاهير الفن والغناء.



شبكة قنوات« DMC»

الحديث السابق يفسره الانطلاقة الإعلامية الكبيرة التي تستعد لها شبكة قنوات« DMC»، في الشهر المقبل، وهي مجموعة قنوات جديدة يسيطر عليها رجل الأعمال «طارق إسماعيل»، والذي يتردد داخل الوسط الإعلامي بقوة أنه مدعوم من «المخابرات الحربية»، وهو ما يثير الشكوك حول السياسة الإعلامية التي ستتبعها هذه الشبكة الإعلامية التي ستكون مثل «الإخطبوط الإعلامي» الذي سيكون له «في كل حتة دراع».

 

ولم يكن رجل الأعمال «طارق إسماعيل» معروفًا في الوسط الإعلامي من قبل، رغم أنه يملك بعض المنصات الإعلامية القوية مثل راديو «90/90»، فضلا عن أنه العضو المنتدب، ورئيس مجلس إدارة موقع «مبتدأ» الإخباري.

 

من هو طارق إسماعيل؟

يعمل رجل الأعمال، و«إمبراطور الإعلام الجديد»، في مجال تجارة السيارات؛ خاصة أن يمتلك شركة «الطارق»، وهي الشركة التي تأسست في عام 1978، كما يملك شركة «دي ميديا» للإنتاج الإعلامي، وهو ما يفسر الميزانية المالية الضخمة التي تم رصدها للقناة والتي تصل إلى 80 مليون دولار، للإنفاق على فضائيات المنوعات، والقناة الإخبارية التي ستكون تابعة لشبكة القنوات الجديدة التي ستهدد عرش القنوات الفضائية المصرية والعربية.

 

لكن يبدو أن «طارق إسماعيل»، مالك شركة «D-MEDIA» سيكون ملئ السمع والبصر خلال الفترة المقبلة؛ لاسيما أن شبكة القنوات الفضائية التي يستعد لإطلاقها ستضم عددًا كبيرًا من الإعلاميين، وعلى رأسهم الإعلامي «طارق رضوان»، المذيع السابق بقناة  ON TV، وten، والذي اكتسب شهرة بعد مشاركته في تقديم برنامج «البيت بيتك» في نسخته الثانية.



الأخطبوط الإعلامي الجديد

ويبدو أن المشهد الإعلامي ستحدث به العديد من التغيرات خلال الفترة المقبلة، من خلال الدفع بعدد كبير من الشخصيات الموالية للأجهزة الأمنية، مثل «ياسر سليم»، ضابط المخابرات السابق، الذي يملك موقع «دوت مصر»، ثم العمل على تمويل شبكة القنوات الفضائية الجديدة لـ«طارق إسماعيل»، فضلا عن العمل على تمويل مواقع إخبارية جديدة «من الباطن»، ثم الدور الكبير الذي يقوم به رجل الأعمال «أحمد أبو هشيمة» لخدمة نظام السيسي، من خلال شراء فضائيات مثل «أون تي في»، والتي نفذ بها «مذبحة» ضد الإعلاميين، وعدم التجديد لهم في العمل بالقناة، مثل «جابر القرموطي»، وليليان داوود.

 

تزايد الأزمات الاقتصادية بالدولة، وحدوث حراك سياسي لصناعة «بديل السيسي»، يبدو أنه هو السبب الرئيسي في اتجاه «الأجهزة الأمنية» بالدولة لرعاية عدد كبير من الفضائيات والصحف، وتوجيهها من «الباطن»، خاصة أن هذه الوسائل الإعلامية ستعمل على نشر مواد إعلامية موحدة؛ كدعاية للنظام، ومواجهة أية كيانات سياسية معارضة للرئيس عبد الفتاح، الذي انهارت شعبيته في الفترة الأخبرة بصورة كبيرة.

 

الاستعدادت والتجهيزات التي تجريها شبكة قنوات « DMC»، ودعم الأجهزة الأمنية لها، يكشف أنها ستكون «الأخطبوط الإعلامي القادم»، ولكن برعاية «المخابرات الحربية»، في محاولة لـ«تجميل» وجه نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، و«تركيع» الكيانات السياسية المعارضة له.