رئيس التحرير
خالد مهران

تقرير يكشف خريطة تسليح الجيش السوداني بدعم من إيران وتركيا وباكستان

النبأ

 يكشف تقرير موسع عن تدفق إمدادات عسكرية إلى الجيش السوداني من إيران وتركيا وباكستان، الأمر الذي يعزز قدراته القتالية ويطيل أمد الصراع المستمر منذ أكثر من عامين. ورغم الضغوط والعزلة الدولية المفروضة على القيادة العسكرية في بورتسودان، تؤكد المعلومات أن شحنات من المسيّرات والأسلحة النوعية واصلت التدفق خلال الأشهر الماضية.

عودة المسيّرات الإيرانية إلى سماء السودان

أشارت تقارير أممية وصحفية إلى أن الجيش السوداني تسلم طائرات مسيّرة إيرانية من طراز "مهاجر-6" منذ أواخر 2023، مزودة بذخائر موجهة وصواريخ قصيرة المدى. هذه العودة أعادت إحياء العلاقات العسكرية بين الخرطوم وطهران، التي تعود جذورها إلى عهد الرئيس السابق عمر البشير ومصانع السلاح التي أنشئت حينها.

عقود تركية ضخمة بطائرات بيرقدار

كشفت تقارير غربية عن توقيع عقود بين الجيش السوداني وشركة "بايكار" التركية بقيمة تفوق 120 مليون دولار، شملت مسيّرات بيرقدار TB2 ورؤوس حربية ومحطات تحكم. وصلت أولى الشحنات عبر ميناء بورتسودان منتصف 2023، واستُخدمت الطائرات لاحقًا في معارك الجزيرة والخرطوم وكردفان، ما أدى إلى خسائر واسعة بين المدنيين.

صفقة باكستانية تشمل تدريبًا ومعدات دفاعية

في المقابل، تحدثت مصادر دفاعية عن صفقة عسكرية غامضة مع باكستان تضمنت طائرات تدريب قتالي، مسيّرات، ومنظومات دفاع جوي. بعض هذه المعدات يُعتقد أنها مستوردة من دول أخرى بينها الصين. الصفقة وُقعت خلال زيارة قائد القوات الجوية السودانية إلى إسلام آباد، رغم خضوعه لعقوبات دولية.

صراعات داخل المؤسسة العسكرية والإسلاميين

وراء هذه الصفقات، يتعمق الصراع داخل المؤسسة العسكرية بين الفريق عبد الفتاح البرهان والتيارات الإسلامية المحيطة به. مراقبون حذروا من أن الإسلاميين يسعون للعودة إلى السلطة عبر الحرب، وسط انقسامات داخلية بين قادتهم مثل علي كرتي وأحمد هارون وإبراهيم غندور، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري.

المدنيون يدفعون الثمن

في خضم سباق التسلح، يبقى المدنيون الضحية الأكبر. ملايين النازحين يعيشون في ظروف إنسانية مأساوية بلا مأوى أو غذاء أو رعاية طبية. منظمات حقوقية، بينها هيومن رايتس ووتش، حذرت من أن الحرب تدخل عامها الثالث وسط تصاعد الانتهاكات والنزوح القسري المتكرر.

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، أصبح السودان ساحة مفتوحة لتدخلات إقليمية ودولية، عبر قنوات تسليح وتمويل معقدة. وبينما يسعى الجيش لتعزيز قدراته العسكرية بمساعدة حلفاء خارجيين، تزداد المخاوف من إطالة أمد الحرب وتحويلها إلى نزاع إقليمي بالوكالة، مع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق.