رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أحمد عمران يكتب: كواليس ما يحدث في واقعة المتحف التعليمي بجامعة سوهاج

أحمد عمران صحفي بقسم
أحمد عمران صحفي بقسم القضايا بجريدة النبأ

ما زال الغموض يسيطر على الواقعة المعروفة إعلاميا باقتحام وسرقة المقتنيات الأثرية من المتحف التعليمي بجامعة سوهاج، خاصة بعد قرار الدكتور مصطفي عبد الخالق رئيس الجامعة، بإيقاف أفراد الأمن المسئولين عن حراسة المبنى الذي يضم مخزن القطع التعليمية التابع لكلية الآثار، وإحالتهم للتحقيق الفوري، بالإضافة إلى إحالة القائم بعمل عميد كلية الآثار للتحقيق أمام أحد اساتذة كلية الحقوق ومدير عام الإدارة العامة للأمن الجامعي، وأمين العهدة بالمخزن للتحقيق.

ويكشف قرار رئيس جامعة سوهاج عن أن ما جرى بالمتحف التعليمي بجامعة سوهاج كان في غيابه، حيث أنه يشارك في اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بالقاهرة، وأنه سيتم إعلان نتيجة قراره عقب عودته من القاهرة.

كما أن الحادث حتى الآن هو مجرد بلاغ، يفيد بوجود باب المتحف التعليمي بكلية الآثار بجامعة سوهاج مفتوح، ولم يجزم أحدا بوجود واقعة سرقة من عدمه، وهو الأمر الذي يثير العديد من الأسئلة منها هل كان باب المتحف مفتوحا فقط أم هي فعلا عملية اقتحام وسرقة المقتنيات الأثرية من داخله؟!

ويبدو أن هناك أسئلة عديدة تدور في أذهان جميع المتابعين لحادث المتحف التعليمي بجامعة سوهاج، حول ما إذا كانت الواقعة سرقة، أم مجرد شائعة تهدف إلى عدم نقل المتحف من مقره بالجامعة القديمة إلى مقره الجديد بالجامعة الجديدة بالكوامل؟

 لكن إذا كانت الواقعة سرقة؛ ترى من الذي تجرأ على ارتكاب ذلك الجريمة المخلة بالشرف والأمانة؟! وكيف خطط ونفذ لارتكابها دون أن يترك أثرًا لجريمته؟!، فالجميع ملتزمون بما سوف تنتهي إليه التحقيقات في الواقعة، وينتظرون معرفة ما حدث!.

علمت (كاتب هذه السطور) أنه حتى كتابة هذه السطور، لم يتم الجزم بما إذا كان حدثت واقعة سرقة بالمتحف أم لأ، فالأمر مجرد بلاغ يفيد بوجود باب المتحف التعليمي بجامعة سوهاج مفتوحا، حيث حضرت الأجهزة الأمنية بقسم شرطة ثان سوهاج، وتم تسليم صورة من أخر محضر جرد تم بالمتحف التعليمي، والذي يبدأ من 30 يونيو إلى أول يوليو من كل عام.

كما ذكرت أن أخر جرد للمتحف التعليمي كان في أول يوليو الماضي أي قبل 4 أشهر، وتستغرق عملية جرد المتحف يومين على أقل تقدير، وعلى أن يتم الجرد من خلال لجنة مكونة من 8 أفراد، يومين دون تدقيق، أمام إذا كان هناك تدقيق وحساب مساحات قد يصل الجرد إلى 3 أو 4 أيام، حيث تهدف لجنة الجرد إلى التوصل إلى ما إذا كان هناك مقتنيات أثرية مفقودة من عدمه.

 

الجميع ينتظر عودة رئيس جامعة سوهاج الدكتور مصطفى عبد الخالق من القاهرة، نتيجة لجنة الجرد الذي سوف تؤكد واقعة السرقة من عدمه، فضلا عن ما تعلنه النيابة من تحقيقات في الواقعة، الكل يلتزمون الصمت حتى تتضح الصورة والكشف غموض ما حدث في المتحف التعليمي بجامعة سوهاج.

وبعد مرور ساعات قليلة على كتابة هذه السطور؛ أعلنت وزارة الداخلية كشف ملابسات ما تبلغ لقسم شرطة ثان سوهاج بمديرية أمن سوهاج بتاريخ 22 الجارى من إحدى الجامعات الكائنة بدائرة القسم بإكتشافهم سرقة (بعض القطع الأثرية) من داخل متحف (كلية الآثار بالجامعة).

وأكد بيان وزارة الداخليه أنه على الفور تم تشكيل فريق بحث بمشاركة قطاع الأمن العام ومديرية أمن سوهاج أسفرت جهوده عن أن وراء إرتكاب الواقعة  4 أشخاص (طالبان وطالبة بذات الجامعة - ووالد أحدهم).

وأضاف أنه عقب تقنين الإجراءات  واستئذان النيابة العامة، تم استهداف المتهمين بمأمورية من ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن سوهاج، وأمكن ضبطهم، وعثر بحوزتهم عدد (59 قطعة أثرية) المستولى عليهم من المتحف.

وأشار إلى أن المتهمون اعترفوا بارتكاب الواقعة، وقرر أحدهم بأنه اتفق مع الطالب الآخر على سرقة محتويات المتحف رغبة فـى الثراء السريع، وبتاريخ الواقعة أعدا "أجنة حديدية" ودلفا للجامعة وقام أحدهما بحجب رؤية الكاميرا حتى تمكن الآخر من فتح باب المتحف وقاما بالاستيلاء على القطع الأثرية ووضعها بحقيبة ظهر وبعض الأكياس البلاستيكية.

وذكر أحدهما خلال اعترفاته أنه قام بالاتصال بالطالبة المشار إليها وطلب منها الحضور بسيارتها، ولدى حضورها قاما بإعطائها المسروقات ووضعتها داخل حقيبة السيارة وإنصرفت.

ويكمل: ثم استقل الطالبان سيارة أجرة "تاكسى" وتقابلا معها مرة أخرى وقام أحدهما بإخفاء المسروقات لدى والده "متهم" تمهيدًا لبيعها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والعرض على الجهة المختصة لمباشرة التحقيقات.