رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خبر تسبب فى تأميم الصحافة المصرية

الصفحة الأولى من
الصفحة الأولى من جريدة "الأخبار"


استيقظ المصريون يوم 10 أبريل من سنة 1960م على خبر فى جريدة «الأخبار» عنوانه: «مصرع السفاح عبد الناصر فى باكستان»، الخبر كان مكتوبًا بالبنط العريض وفي الصفحة الأولى.

ليس هناك خطأ في الكتابة ولا في الصياغة، ولا جاء حرف مكان حرف كما يحدث في أشهر الأخطاء المطبعية الصحفية، وإنما لم يتم فصل الخبرين عن بعضهما البعض، السطر الأول يحمل خبرًا، والثاني يحمل خبرًا مغايرًا تمامًا، قرأهما الناس خبرًا واحدًا.

السطر الأول يروي نهاية سفاح شغل الرأي العام في مصر، سرق أكثر من 27 فيلا في الأحياء الراقية في القاهرة والإسكندرية، وهو السفاح محمود أمين سليمان

والسطر الثاني يحكي خبر وصول الرئيس جمال عبد الناصر إلى باكستان، وهي زيارة تزامنت مع مصرع السفاح

وعلى الفور صودرت أعداد الجريدة، وحاصرت قوات الأمن مقر «الأخبار».

وكانت هذه الواقعة سببًا (أو على الأقل من أسباب) تأميم الصحافة المصرية، وصدر قرار التأميم يوم 24 مايو 1960م، وبذلك انتقلت ملكية الصحف المصرية من الأفراد إلى الدولة، تقوم الدولة بتعيين رؤساء تحريرها ورؤساء مجالس إدارتها، وتعزلهم وقتما تشاء. 

قصة السفاح كانت مشهورة جدًا وقتها، حتى أنها تحولت بعد ذلك إلى فيلم، وكانت نهاية محمود سليمان على يد الشرطة بعد حصاره 75 دقيقة في مغارة موجودة في حلوان، وأطلقت الشرطة عليه 17 رصاصة بعدما رفض تسليم نفسه