لأول مرة في مصر: طفل يصاب بالإيدز بعد زرع كلية باستخدام أوراق مزورة
لأول مرة في تاريخ مصر، تعرض طفل لحالة صحية خطيرة نتيجة عملية زرع كلية تمت باستخدام أوراق ومستندات مزورة، ما أدى لإصابته بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV/AIDS)، في واقعة أثارت صدمة واسعة بين أهالي حلوان والمجتمع الطبي والقانوني.
تفاصيل الواقعة
أظهرت التحقيقات أن المتهمين، نجار وعامل، قاما بتزوير تحاليل وتقارير طبية للمتهم الثاني، رغم إصابته بفيروس نقص المناعة، بهدف تمكينه من التبرع بإحدى كليتيه للطفل، دون أي اكتراث للمخاطر الصحية. وتعد هذه الواقعة لأول مرة في مصر من حيث طبيعة التزوير وخطورته على حياة الطفل.
وأكدت النيابة أن المتهمين — رغم كونهما ليسا موظفين عموميين — شاركا مع موظفين في تزوير الموافقات الصادرة من سجل زراعة الأعضاء باللجنة العليا لزراعة الأعضاء بوزارة الصحة والسكان، وجعلوا الواقعة المزورة تبدو وكأنها صحيحة أمام اللجنة، ما سمح لهم بالتلاعب بنتائج التحاليل لإظهار التوافق الكلوي المزيف.
كما أمد المتهم الثاني الموظف المختص ببيانات خاطئة، فيما قام المتهم الأول بتزوير تقارير تحاليل وأشعة منسوبة لمعمل، واستخدمت هذه المحررات لإتمام إجراءات الزراعة.
تحريات المباحث
وكشفت تحريات الرائد علي سرحان، الضابط بالإدارة العامة لمباحث الأموال العامة، أن المتهمين اتفقا على تمثيل المتهم الثاني أمام موظف المختبر منتحلًا صفة المتهم الأول، والإدلاء ببيانات خاطئة لإظهار التوافق الكلوي المزيف، بهدف الحصول على مبلغ مالي من والد الطفل، دون اكتراث لما قد يترتب على ذلك من مضاعفات جسيمة، بما في ذلك إصابة الطفل بالفيروس نتيجة نقل العضو المصاب إليه، وتعد هذه الواقعة لأول مرة في مصر من حيث التزوير الطبي الخطير وإصابة الطفل بالفيروس.
شهادة الأسرة
قال والد الطفل، وهو مهندس بترول، إن نجله البالغ من العمر 11 عامًا يعاني منذ صغره من مرض مناعي أثر على وظائف الكلى، ما استدعى خضوعه لغسيل كلوي دوري لمدة 11 شهرًا قبل أن يوصي الأطباء بزراعة كلية عاجلة.
وأضاف والد الطفل أن الأسرة التقت بالمتهم الثاني، الذي عرض التبرع بكليته مقابل مبلغ مالي، وتم إجراء التحاليل الأولية التي أظهرت عدم توافق، ثم أُعيدت فجاءت النتائج متوافقة على خلاف الحقيقة، وتم إجراء العملية، إلا أن حالة الطفل ساءت لاحقًا.
وأوضح الأب أنهم اكتشفوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن المتبرع مصاب بالإيدز، فتم إجراء تحليل للطفل فجاءت النتيجة إيجابية، مؤكدة إصابته بالفيروس، في واقعة لأول مرة في مصر.
الحالة الطبية للطفل
وأكد التقرير الطبي أن إصابة الطفل بفيروس HIV/AIDS أدت إلى ضعف الجهاز المناعي، ما جعله أكثر عرضة للإصابات البكتيرية والفطرية الخطيرة، وأثرت على نموه البدني وقدراته على التركيز والانتباه، وتأثر جهازه العصبي، مما سبب صعوبات في الحركة والتوازن وإرهاق مستمر وفقدان النشاط البدني.
وأشار التقرير إلى أن الفيروس مزمن ولا يمكن الشفاء منه، وأن العلاج يقتصر على التحكم في مضاعفاته وتقوية الجهاز المناعي، مع مراعاة الوقاية من الأمراض المصاحبة، وإلا قد يؤدي إلى الوفاة، وتعد هذه الحالة لأول مرة في مصر من حيث إصابة طفل نتيجة عملية زرع كلية بتقارير مزورة.
قرار النيابة
وأمرت النيابة بإحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات المختصة، لاستكمال إجراءات المحاكمة، بعد ثبوت تورطهما في تزوير التحاليل الطبية، والتسبب في إصابة الطفل بفيروس نقص المناعة، والشروع في قتله، في واقعة سابقة خطيرة وغير مسبوقة في مصر.







