ثأر الفيوم ينتهي بجريمة قتل مروعة في مدينة نصر
في واقعة هزّت الرأي العام، أودى نزاع عائلي قديم بحياة المجني عليه إسلام جمعة صالح حسن في منطقة مدينة نصر، في جريمة قتل مروعة نفّذها أربعة أشخاص، ثلاثة منهم من عائلة واحدة، متعمدين الانتقام ضمن ما يُعرف بـ "ثأر عائلي" كان مستحكمًا منذ سنوات بين الأطراف.
تأتي هذه الواقعة لتسليط الضوء على ظاهرة الثأر العائلي، وكيف يمكن أن تتحول الخلافات القديمة إلى جرائم دمويّة، تنتهي بحياة أبرياء وتدخل الأجهزة الأمنية والنيابة العامة في تحقيقات مطوّلة لكشف ملابسات الجريمة.
بداية الواقعة
وأكدت التحقيقات أن المتهمين الثلاثة استعانوا بصديق لهم لتسهيل تنفيذ مخططهم. وقد استدرجوا المجني عليه إلى وحدة سكنية في منطقة عين شمس مقابل مبلغ مالي، بينما كمن المتهمان الأول والثاني لترقب وصوله.
وعند وصوله، قام أحد المتهمين بإعطائه عقارًا منومًا (كلوزابين) لتسهيل السيطرة عليه، فخارت قواه وتم نقله بالقوة إلى محل الواقعة بمدينة نصر باستخدام سيارة المتهم الرابع.
تنفيذ الجريمة: اعتداء دموي
في موقع الجريمة، أخرج المتهمون سكينًا أبيض، وألقوا المجني عليه أرضًا، وقيدوا حركته، قبل أن يسدد له المتهم الأول طعنة قاتلة في مقدم العنق.
وأكد تقرير الطب الشرعي أن الوفاة نتجت عن إصابة ذبحية غائرة بالعنق وقطع بالأوعية الدموية الرئيسية، فيما ساعد وجود مادة "الكلوزابين" في جسد المجني عليه على تسهيل السيطرة عليه، لكنها لم تكن سببًا مباشرًا للوفاة.
كشف الجريمة والتحريات الأمنية
بدأت خيوط الجريمة تتكشف عندما حضر مشرف هندسي إلى كومباوند تحت الإنشاء بمدينة نصر، وفوجئ بجثمان المجني عليه ملقى على الأرض، نحر عنقه غارقًا في دمائه.
وانتقلت الأجهزة الأمنية على الفور، بقيادة المقدم محمود محجوب، رئيس مباحث قسم شرطة مدينة نصر ثالث، وباشروا التحريات السرية التي أوضحت أن الواقعة جاءت على خلفية نزاع عائلي قديم تحول إلى ثأر، سبق أن نشبت بشأنه قضايا سابقة بين العائلتين.
اعترافات المتهمين وتوثيق الجريمة
أقر المتهمون من الأول وحتى الثالث بارتكابهم الواقعة تفصيليًا أمام النيابة العامة، ومثلوا كيفية تنفيذ الجريمة، بينما دعمت كاميرات المراقبة في الموقع اعترافاتهم، حيث أظهرت لحظات حضورهم وانصرافهم من مكان الجريمة بعد تنفيذ المخطط.
كما تبين وجود قضية سابقة ضد المتهم جلال عبد الشفيع أحمد وآخرين عن واقعة قتل عمد، لا تزال قيد التحقيق، ما يعكس استمرار تصاعد النزاعات العائلية وتحولها أحيانًا إلى أعمال انتقامية.
التهم الموجهة والتحقيقات المستمرة
وجهت النيابة العامة للمتهمين تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، إضافة إلى حيازة سلاح أبيض دون مسوغ قانوني، فيما لا تزال التحقيقات مستمرة تمهيدًا لإحالتهم إلى المحاكمة الجنائية، وسط متابعة دقيقة لكل تفاصيل القضية، بما في ذلك شهادات الشهود، ومقاطع كاميرات المراقبة، وتقارير الطب الشرعي والتحاليل الكيميائية.







