حق معطّل وحياة مهددة.. «النبأ» ترصد مأساة شاب من ذوي الهمم يفترش الرصيف بحلوان «صور»
في قلب مدينة حلوان، وعلى مرأى ومسمع من الجميع، ترصد الصور الملتقطة ميدانيًا من قبل كاميرا عادل توماس مشهدًا إنسانيًا صادمًا لشاب من ذوي الهمم يعيش ويفترش الشارع منذ قرابة عامين، ليست اللقطات عابرة، بل توثيق يومي لمعاناة ممتدة، تحولت فيها الأرصفة إلى مأوى، والانتظار إلى قدر مفروض.
مصطبة متر × متر تتحول إلى مأوى دائم
تُظهر الصور كيف تحولت مصطبة لا تتجاوز مساحتها مترًا في متر إلى مكان للنوم والجلوس وقضاء الليل، في ظل غياب أي مأوى آمن، مكان مكشوف لا يحمي من حر الصيف أو برد الشتاء، لكنه بات الملاذ الوحيد لشاب لم يجد بابًا يُفتح أمامه.
مرض يضاعف المأساة
يعاني الشاب من نوبات صرع متكررة، إلى جانب فقدان إحدى عينيه، وهي ظروف صحية قاسية تمنعه من العمل أو الكسب، وتضع حياته في خطر دائم، خاصة مع غياب الرعاية الطبية أو المتابعة الصحية المنتظمة، وهو ما تعكسه الصور بوضوح.
تشرد في وضح النهار
اللافت أن هذه المأساة لا تقع في منطقة نائية أو مهجورة، بل في قلب حلوان، وسط حركة المواطنين اليومية، الصور تكشف كيف أصبح وجود الشاب جزءًا من المشهد المعتاد، في صورة تعكس تطبيعًا خطيرًا مع التشرد، بدلًا من التعامل معه كحالة إنسانية طارئة.
حق قانوني معطّل
رغم وضوح حالته الصحية، ورغم أن القوانين تكفل له حق الحصول على كارنيه الخدمات المتكاملة، إلا أن الشاب يواجه تعقيدات وتعسفًا إداريًا حال دون إنهاء الإجراءات، ليظل بلا مظلة حماية اجتماعية، وبلا أي دعم رسمي يمكن أن ينقذه من الشارع.
الصورة تكشف فجوة التطبيق
ما بين النصوص القانونية والواقع العملي فجوة واسعة، تجسدها هذه الصور، فالقانون موجود، والحقوق مكتوبة، لكن التطبيق غائب، لتتحول المعاناة إلى اختبار قاسٍ لإنسان عاجز عن الدفاع عن حقه بنفسه.
مسؤولية مؤجلة وحياة على المحك
استمرار الوضع على ما هو عليه يعني تعريض حياة الشاب للخطر في أي لحظة، خاصة مع نوبات الصرع، وغياب أي تدخل رسمي، الصور تضع الجميع أمام مسؤولية لا تحتمل التأجيل أو التسويف.
نداء إنساني عبر عدسة الكاميرا
ومن خلال هذا التوثيق المصور، يتم توجيه استغاثة إنسانية عاجلة إلى فخامة السيد رئيس الجمهورية ومعالي وزيرة التضامن الاجتماعي، للتدخل الفوري، وتوفير الرعاية الصحية، وسرعة إنهاء إجراءات حصول الشاب على كارنيه الخدمات المتكاملة، وضمان حقه في مأوى آمن وحياة كريمة.
حين تتحول الصورة إلى شهادة
هذه الصور لا تبحث عن التعاطف فقط، بل تمثل شهادة بصرية على مأساة قابلة للحل، إذا ما تحركت الجهات المعنية بجدية. إنقاذ هذا الشاب ليس تفضلًا، بل واجب إنساني وقانوني.







