رئيس التحرير
خالد مهران

حماس في ذكرى انطلاقتها الـ38: طوفان الأقصى محطة مفصلية في مسيرة التحرير

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في ذكرى انطلاقتها الثامنة والثلاثين، أكدت حركة حماس أن عملية «طوفان الأقصى» تمثل محطة مفصلية راسخة في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، وأنها ماضية على نهج القادة الشهداء، وفية لدماء وتضحيات الشعب حتى تحرير الأرض والمقدسات مهما بلغت التضحيات.

وقالت الحركة في بيان إن هذه الذكرى تحلّ في ظل مرور أكثر من عامين على عدوان واسع النطاق وحرب إبادة وتجويع وتدمير استهدفت أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة، إلى جانب جرائم متواصلة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ومخططات لضمّ الأراضي، وتوسيع الاستيطان، وتهويد المسجد الأقصى. وأضافت أن الشعب الفلسطيني، ملتحمًا مع مقاومته، واجه هذا العدوان بإرادة صلبة وصمود طويل وملحمة بطولية نادرة في التاريخ الحديث.

وأشارت الحركة إلى أنها تستذكر في هذه المناسبة القادة المؤسسين، وفي مقدمتهم الإمام الشهيد أحمد ياسين، وقادة «الطوفان» الذين قضوا خلال المواجهات، مؤكدة ترحمها على أرواح جميع الشهداء في غزة والضفة والقدس، وفي الأراضي المحتلة عام 1948، ومخيمات اللجوء والشتات، وكذلك شهداء الأمة الذين امتزجت دماؤهم بدماء الشعب الفلسطيني.

وأكدت الحركة فخرها بصمود الشعب الفلسطيني في مختلف الساحات، لا سيما في قطاع غزة، وفي الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48، ومخيمات اللجوء، متمنية الشفاء العاجل للجرحى والمرضى، والحرية القريبة للأسرى والمعتقلين.

وشددت الحركة على عدد من المواقف، أبرزها أن «طوفان الأقصى» شكّل محطة بارزة على طريق الحرية والاستقلال، وأن الاحتلال أخفق، رغم عامين من العدوان، في تحقيق أهدافه، واقتصر سلوكه على استهداف المدنيين والبنية الإنسانية بدعم أمريكي. كما أكدت التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار، مقابل اتهامها الاحتلال بخرقه بشكل متكرر.

وطالبت الوسطاء والإدارة الأمريكية بالضغط على الاحتلال للالتزام بالاتفاق ووقف الانتهاكات، وفتح المعابر، وخاصة معبر رفح، وتسهيل دخول المساعدات. وأعلنت رفضها لأي شكل من أشكال الوصاية أو الانتداب على قطاع غزة، محذرة من محاولات التهجير أو إعادة تشكيل الواقع في القطاع، ومؤكدة أن الشعب الفلسطيني وحده من يقرر من يحكمه ويدير شؤونه.

ودعت الحركة الدول العربية والإسلامية، حكومات وشعوبًا ومؤسسات، إلى التحرك العاجل لوقف العدوان، وفتح المعابر، وتنفيذ خطط الإغاثة والإيواء والإعمار. كما طالبت الهيئات القضائية الدولية بمواصلة ملاحقة قادة الاحتلال على الجرائم المرتكبة، وعدم إفلاتهم من العقاب.

وأكدت الحركة تمسكها بمبادئها منذ تأسيسها، ووفاءها لتضحيات الشعب والأسرى، واستمرارها في الدفاع عن تطلعات الفلسطينيين حتى التحرير والعودة. وجددت التأكيد على أن القدس والمسجد الأقصى سيبقيان في صلب الصراع، ولا شرعية للاحتلال عليهما، وأن القدس عاصمة أبدية لفلسطين.

كما أدانت ما وصفته بالانتهاكات بحق الأسرى في سجون الاحتلال، معتبرة أن قضيتهم ستظل أولوية وطنية، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك لوقف هذه الممارسات. وأكدت أن الحقوق الوطنية الفلسطينية، وفي مقدمتها حق المقاومة، حقوق مشروعة لا تقبل التفريط.

وشددت الحركة على أن تحقيق الوحدة الوطنية وبناء توافق فلسطيني شامل هو السبيل لمواجهة مخططات تصفية القضية، مؤكدة أن ما جرى خلال عامي الحرب كشف خطورة الاحتلال على أمن المنطقة والسلم الدولي، ما يستدعي تحركًا دوليًا لوقف سياساته.

وفي ختام بيانها، ثمّنت الحركة دعم قوى المقاومة وأحرار العالم، وأشادت بالحراك الجماهيري العالمي المتضامن مع الشعب الفلسطيني، داعية إلى تصعيد هذا الحراك وتعزيز كل أشكال الدعم لنيل الحقوق المشروعة في الحرية والاستقلال.