سر الكلاب الزرقاء التي انتشرت في موقع كارثة تشيرنوبيل النووية
رصد ملاحظون في أوكرانيا انتشار عدد من الكلاب الزرقاء في موقع تشيرنوبيل النووي، في سابقة هي الأولى من نوعها بمنطقة الكارثة.
ونشرت مجموعة "كلاب تشيرنوبيل" مقطع فيديو يُظهر مجموعات من الكلاب الزرقاء، وكتب الفريق في تعليقه على الفيديو: "لم تكن زرقاء اللون الأسبوع الماضي، لا نعرف السبب، ونحاول الإمساك بها لمعرفة ما يحدث".
وأضاف: "على الأرجح، إنها تتعرّض لنوع من المواد الكيميائية".، ولكن على الرغم من أن اللون كان مثيرًا للقلق، إلا أن الكلاب تبدو "نشيطة للغاية وبصحة جيدة".
أصل الكلاب الزرقاء
هذه الكلاب هي من نسل حيوانات أليفة تُركت عند إجلاء السكان عقب كارثة تشيرنوبيل النووية عام ١٩٨٦، وهي واحدة من أكثر الحوادث النووية كارثية في التاريخ.
في حين أن الفريق لا يعرف سبب هذا اللون الأزرق، فقد قدّم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي عدة اقتراحات في قسم التعليقات على مقاطع الفيديو المنشورة على إنستغرام وتيك توك.
شارك أحد مستخدمي تيك توك قائلًا: "هذا الفراء المزرقّ هو نتيجة تلوث خارجي بالمواد الكيميائية، والذي يُمكن غسله".
وكتب آخر في قسم التعليقات: "من المُستغرب أن هذه الكلاب لا تزال خصبة بما يكفي للتكاثر، بعد أن كانت على اتصال بالمنطقة الملوثة لفترة طويلة".
في حين بدت هذه الكلاب آمنة، يدرس العلماء الحيوانات التي تعيش حول الموقع منذ وقوع الكارثة.
كارثة تشيرنوبل
بدأت الكارثة في ٢٦ أبريل ١٩٨٦ بانفجار أحد مفاعلات محطة الطاقة، وأدت إلى أكبر تسرب للمواد المشعة في البيئة في تاريخ البشرية.
في أعقاب الحادث المأساوي، تم إجلاء البشر من تشيرنوبيل والمناطق المحيطة بها لتجنب مستويات الإشعاع العالية، ومنذ ذلك الحين، عُرف الموقع باسم منطقة تشيرنوبيل المحظورة (CEZ).
وسمح غياب البشر للحياة البرية بالازدهار والنمو في هذه المنطقة، التي تحتوي على 11.28 ملي ريم من الإشعاع، أي ستة أضعاف كمية التعرض المسموح بها للعمال البشريين.
تكيف الكلاب مع الإشعاع النووي
جمع العلماء عينات دم من 116 كلبًا ضالًا تعيش في منطقة تشيرنوبيل المحظورة (CEZ)، ووجدوا مجموعتين مختلفتين من الكلاب، تختلفان وراثيًا عن الكلاب الأخرى في المنطقة المحيطة.
يشير هذا إلى أنها تكيفت لتحمل التعرض طويل الأمد لهذه البيئة السامة، وهذا يُفسر سبب استمرارها في الازدهار في هذه الأرض القاحلة.