ما حقيقة استخدام الزنجبيل كعلاج للأمراض؟
لعدة قرون، كان الزنجبيل مكونًا أساسيًا في مطابخ جنوب شرق آسيا، حيث أضفى نكهة مميزة على الأطباق من الصين إلى الهند، ثم شق طريقه لاحقًا إلى أوروبا، حيث ترك بصمة واضحة في قوائم الطعام من حوض البحر الأبيض المتوسط إلى بريطانيا.
كما اعتُبر عنصرًا حيويًا في الطب العشبي لفترة طويلة، حيث ذُكر هذا الجذر ذو اللون الرملي لأول مرة في سياق الطهي في نصوص الطب الصيني التقليدي التي يعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد.
واليوم، لا يزال الزنجبيل مطلوبًا في أوساط الطهي والطب العشبي، وهو سلاح ذو حدين؛ فهو يُنشّط الجسم، ويُساعد على تهدئة المعدة.
ما هو الزنجبيل؟
الزنجبيل الذي نشتريه من قسم المنتجات الطازجة في السوبر ماركت هو جذر نبات الزنجبيل (Zingiber officinalis) المزهر، وهو نبات موطنه الأصلي جنوب شرق آسيا، ويمكن تناوله بطرق متنوعة؛ طازجًا، مجففًا، مطحونًا، مخللًا، أو مغليًا كشاي.
ويحتوي الزنجبيل على العديد من المعادن التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه الأساسية؛ حمض النيكوتينيك (أحد فيتامينات ب)، وفيتامين أ - الضروري لصحة البصر - وفيتامين ج، الذي يُقوّي جهاز المناعة، كما أنه غنيّ أيضًا بعناصر نادرة مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والنحاس، والألياف.
لكن ما يجعله مفيدًا جدًا لنا هو احتوائه على 400 مركب حيوي نشط، من بينها 40 مركبًا مضادًا للأكسدة، مثل الجينجيرول.
محتويات الزنجبيل
يحتوي الزنجبيل، من الناحية الفنية، على كميات ضئيلة من المعادن مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والحديد، بالإضافة إلى فيتامين ج وفيتامينات ب، ولكن ليس بكميات كافية لتلبية الاحتياجات الغذائية اليومية بشكل فعّال.
وتكمن قوته الحقيقية في مركباته النشطة بيولوجيًا، وخاصة الجينجيرول والشوجاول، المسؤولة عن تأثيراته المدروسة جيدًا على الغثيان والهضم، والالتهاب والألم، والدورة الدموية، والإشارات الأيضية، وتنظيم سكر الدم."
كيف يعالج الزنجبيل الغثيان؟
مركبات الزنجبيل النشطة - الجينجيرول والشوجاول - هي التي تُخفف من الشعور بالغثيان عن طريق تثبيط إنتاج البروستاجلاندينات، وهي جزيئات يُفرزها الجسم وتُسبب التقلصات والألم.
وتُصنع البروستاجلاندينات من أحماض أوميغا 3 الدهنية في أغشية خلايانا، وهي تتحكم في ثلاثة أمور رئيسية؛ تُنظّم هذه المواد الالتهاب في الأمعاء، وتُحدّد كمية المخاط الواقي المُفرز، كما تُؤثّر على انقباضات العضلات.
وتُعدّ البروستاجلاندينات جزءًا من نظام الإشارات في الجسم، ولكن عند اختلال توازنها، تظهر أعراض القولون العصبي - كالتشنجات والألم والالتهاب.
ويُساعد الزنجبيل على إعادة توازن هذه النواقل الكيميائية، ولذلك فهو فعّال جدًا في علاج مشاكل الجهاز الهضمي.
والبروستاجلاندينات قد تُسبّب أيضًا تقلصات الدورة الشهرية، مما يجعل كوبًا دافئًا من شاي الزنجبيل ضروريًا خلال هذه الفترة.
علاوة على ذلك، تُسرّع مركبات الجينجيرول والشوجاول عملية إفراغ المعدة والهضم، وتُثبّط المُستقبلات التي قد تُحفّز القيء.