رئيس التحرير
خالد مهران

إحالة 4 متهمين للجنايات بتهمة الاعتداء على صغير بالسيدة زينب

الاعتداء على فتى
الاعتداء على فتى بالسيدة زينب وإحداث عاهة مستديمة

أحالت نيابة جنوب القاهرة الكلية أربعة متهمين – بينهم طالبان وعاطل – إلى محكمة الجنايات، بعد أن وجهت إليهم تهمًا تتعلق بالاعتداء العمدي وإحداث عاهة مستديمة بالمجني عليه عبدالله رفعت عبد السميع، البالغ من العمر 16 عامًا، في واقعة شهدتها دائرة قسم شرطة السيدة زينب.

وكشفت أوراق القضية التي حملت تفاصيلها تحقيقات النيابة العامة، أن الأحداث تعود إلى مشاجرة نشبت بين طرفين نتيجة خلافات سابقة بين المجني عليه وأفراد من أسرته من جهة، والمتهمين من جهة أخرى.

وتطورت تلك الخلافات حتى وقعت الواقعة التي انتهت بإصابة الفتى إصابة بالغة في الرأس أدت إلى عاهة مستديمة نسبتها 35% حسب تقرير الطب الشرعي.

بداية المشاجرة

وبحسب ما ورد في أقوال المجني عليه، فإنه في يوم الحادث كان داخل محل عمله حين حضر إليه المتهمان الثاني والثالث، ودار بينه وبينهما خلاف كلامي حاد بسبب مشكلات قديمة بين العائلتين، قبل أن يغادرا المكان على وقع التهديد والوعيد.

ولم تمر دقائق حتى عاد المتهمان برفقة المتهم الأول، وكانوا جميعًا يحملون أسلحة بيضاء وأدوات صلبة، في نية مبيتة للتعدي على المجني عليه.

وقال الفتى في أقواله أمام النيابة العامة: "كانوا متعمدين يضربوني، المتهم الأول مسك حجر كبير وضربني بيه في راسي، وأنا وقعت ومكنتش شايف حاجة، وبعدها صحيت في المستشفى."

وأوضح أنه فقد الوعي للحظات بعد الضربة، ونُقل إلى المستشفى وهو ينزف من الرأس، ليتبين لاحقًا أن الإصابة تسببت له في كسر بعظام الجمجمة ومضاعفات مستمرة.

تحريات المباحث: الواقعة بتحريض من متهم رابع

من جانبه، كشف الرائد كيرلس أسامة، معاون مباحث قسم شرطة السيدة زينب، في محضره أن تحرياته أكدت صحة أقوال المجني عليه، وأن الواقعة جاءت نتيجة خلافات قديمة تطورت إلى مشاجرة.

وأكد أن المتهمين الثلاثة قاموا بالاعتداء على المجني عليه باستخدام أسلحة بيضاء وأدوات صلبة، بتحريض مباشر من المتهم الرابع الذي حرضهم على تنفيذ الاعتداء انتقامًا من المجني عليه وأسرته.

وأضاف الضابط في شهادته أن التحريات أثبتت تواجد المتهمين في مسرح الجريمة لحظة وقوعها، وأن نيتهم كانت واضحة لإحداث الأذى، مشيرًا إلى أن الواقعة لم تكن وليدة لحظة، بل تمت عن سبق إصرار وترصد.

وقال في محضره: "عقب تلقي بلاغ من شقيق المجني عليه، تم الانتقال لمحل الواقعة، وتمكنت القوة الأمنية من ضبط المتهمين الثاني والثالث في نطاق القسم، وضُبط بحوزة الثاني سكين، وبحوزة الثالث عصا خشبية (شومة) تستخدم في الاعتداء على الأشخاص."

وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات، أقرا بارتكابهما الواقعة بالاشتراك مع المتهم الأول، مؤكدين أن الدافع وراء الاعتداء كان بناءً على تحريض من المتهم الرابع.

تقرير الطب الشرعي: عاهة مستديمة لا يمكن برؤها

وأكد تقرير مصلحة الطب الشرعي أن إصابة المجني عليه ناتجة عن الاصطدام بجسم صلب راضٍ يتفق في طبيعته مع الضرب بالحجر، وأنها جائزة الحدوث بالطريقة التي رواها المجني عليه في التحقيقات.
وأوضح التقرير أن الفحص الطبي بيّن وجود كسر بعظام الجمجمة مصحوب بأعراض مستمرة تشمل الصداع المزمن والدوخة وطنين الأذن وزغللة العين، وهي أعراض تمثل عاهة مستديمة لا يمكن شفاؤها.

وجاء في نص التقرير أن نسبة العجز الناتجة عن الإصابة تقدر بنحو 35%، وهو ما يعكس خطورة الاعتداء وجسامته، ويؤكد أن نية المتهمين كانت الإيذاء العمدي المؤدي للعجز الدائم.

قرار الإحالة والتهم الموجهة

بناءً على ما ثبت من الأدلة، أصدرت النيابة العامة قرارها بإحالة المتهمين الأربعة إلى محكمة الجنايات، وأسندت إليهم الاتهامات التالية إحداث عاهة مستديمة بالمجني عليه، وحيازة أسلحة بيضاء دون ترخيص، والتعدي على الغير باستخدام أدوات مخصصة للاعتداء، والتحريض على ارتكاب الجريمة بالنسبة للمتهم الرابع.

وأكدت النيابة في أمر الإحالة أن المتهمين تعمدوا الاعتداء على المجني عليه عمدًا، وأن الجريمة تمت بناءً على اتفاق مسبق، حيث عقدوا العزم على إيذائه انتقامًا لخلافات سابقة، واعتبرت أن ما قاموا به يشكل جناية يعاقب عليها القانون بالسجن المشدد.

شهادة الشهود وتأكيد الواقعة

كما استمعت النيابة إلى عدد من الشهود الذين أكدوا وقوع المشاجرة في منطقة السيدة زينب، وشاهدوا المتهمين أثناء إلقاء الحجارة والتعدي بالأسلحة البيضاء، وأفادوا بأن المجني عليه سقط أرضًا مغشيًا عليه بعد إصابته في الرأس، فيما فرّ المتهمون من المكان.

واتسقت شهادات الشهود مع أقوال المجني عليه وتقرير الطب الشرعي وتحريات المباحث، مما عزز من يقين النيابة بثبوت الاتهامات.