رئيس التحرير
خالد مهران

"تحقيقات نيابة حلوان الكلية تكشف تفاصيل كارثة الدائري: سائق تحت تأثير المخدرات يقتل 6 ويصيب 17 آخرين"

حادث دار السلام
حادث دار السلام

كشفت تحقيقات نيابة حلوان الكلية برئاسة المستشار عمر شاهين المحامى العام الأول لنيابة حلوان الكلية فى واقعة الحادث المأساوي الذى شهده الطريق الدائري التابع لدائرة قسم شرطة دار السلام أواخر شهر مايو الماضي، حين فقد سائق السيطرة على سيارته أثناء قيادته بسرعة جنونية متجاوزًا الحد الأقصى المسموح به، وتحت تأثير مادة الترامادول المخدرة، وهو ما أكدته تقارير مصلحة الطب الشرعي، وأسفر الحادث عن وفاة ستة أشخاص وإصابة آخرين، إلى جانب تلفيات جسيمة بالمركبات.

وخلال جلسات الاستماع، استمعت النيابة إلى شهادات ذوي الضحايا وشهود العيان، فضلًا عن التحريات الأمنية والتقارير الطبية، التي رسمت معًا صورة كاملة عن حجم الكارثة وظروف وقوعها.

تفاصيل الشهادات

استمعت النيابة إلى شهادة عبد الحليم أشرف عبد الحليم، 22 سنة، مساعد سائق، الذي أكد أنه كان برفقة المتهم داخل السيارة وقت الحادث، وأن الأخير كان يقود بسرعة جنونية بلغت نحو 140 كم/ساعة، فضلًا عن تعاطيه جوهرًا مخدرًا، ما أفقده السيطرة واصطدم بعدد من السيارات، محدثًا وفيات وإصابات.

كما شهد جمال سمير السيد سليمان، 30 سنة، أنه كان يقود سيارته على الطريق الدائري حين فوجئ باصطدام السيارة محل قيادة المتهم بسيارته، ما أدى إلى إصابته وإتلاف سيارته، مضيفًا باتهامه للمتهم بالتسبب المباشر في الواقعة. وأكد شهادته آخرون، بينهم مكرم محمد سليمان ومكرم عيسى، الذين تعرضوا لإصابات وتلفيات بمركباتهم على نفس الطريق.

وشهد محمد صفي محمد أحمد، 45 سنة، مالك محل قطع غيار، أن سيارته تضررت هو الآخر جراء الاصطدام، وأصيب بجروح، فيما استمعت النيابة لأقوال ذوي الضحايا الذين فقدوا حياتهم نتيجة الحادث، ومنهم أحمد عيد محمود، الطالب الذي أبلغ بوفاة والده، ووائل علي محمد الذي فقد شقيقه، ومحمد كمال أحمد بن حناوي الذي فقد زوجته.

التحريات الأمنية

وأكدت تحريات النقيب كريم ياسر فاروق فتحي، ضابط مباحث قسم دار السلام، أن المتهم هو المتسبب في الحادث المروع، بعد أن ثبت قيادته للسيارة بسرعة تفوق المسموح، وتحت تأثير المخدر. وأوضحت التحريات أن الحادث أسفر عن وفاة ستة أشخاص وإصابة آخرين، إلى جانب تلفيات كبيرة في عدد من السيارات على الطريق الدائري.

تقارير الطب الشرعي

وأثبت تقرير مصلحة الطب الشرعي إيجابية عينتي الدم والبول المأخوذتين من المتهم لمادة الترامادول المدرجة بالجدول الأول لقانون المخدرات، كما أثبتت التقارير الطبية الخاصة بالضحايا حجم المأساة؛ إذ تبين أن أحد المتوفين مجهول الهوية تعرض لحالة تفحم شديد بسبب الحريق الذي نشب في السيارات، فيما كشف التقرير الخاص بالمتوفاة نادية محمد عبداللطيف عن إصابتها بحروق من الدرجة الثانية والثالثة بنسبة 32% في مختلف أنحاء جسدها.

كما أوضح التقرير الطبي الصادر من مكتب صحة المعادي أن المتوفاة عائشة عيد عبد القومي أصيبت بجروح قطعية في الرأس، نزيف داخلي بالمخ، كسور متعددة في الفك والذراعين والساق، بينما كشف تقرير مستشفى البنك الأهلي أن المتوفى محمود علي محمد أحمد كان يعاني من نزيف دماغي وكسر بقاع الجمجمة وكسور متعددة في الوجه والعظام وكدمات متفرقة بأنحاء جسده.

مأساة إنسانية

لم تقتصر المأساة على الضحايا المباشرين، بل امتدت آثارها إلى أسر فقدت أبناءها وزوجاتهم وأقاربها في لحظات مأساوية. فبين دموع الآباء والأمهات، وشهادات الأطفال الذين أصيبوا جراء الحادث مثل مونة وليد محمد عبدالخالق، 14 سنة، تتكشف قسوة ما خلفه تهور سائق تحت تأثير المخدر.

المسؤولية القانونية

أمام هذه الأدلة القاطعة من شهود العيان والتحريات الأمنية والتقارير الطبية والشرعية، أسندت النيابة العامة إلى المتهم تهم القيادة بسرعة جنونية تحت تأثير المخدر، والتسبب خطأ في وفاة 6 أشخاص وإصابة آخرين، فضلًا عن إتلاف ممتلكات الغير. ومن المقرر أن تنظر المحكمة المختصة في القضية خلال الجلسات المقبلة وسط متابعة واسعة من أسر الضحايا والرأي العام.
 

1000164617
1000164616
1000164615
1000164614
1000164613
1000164612
1000164611
1000164610
1000164609
1000164608