الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحذر من منتحل صفة كاهن

أصدرت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الثلاثاء ١٦ سبتمبر ٢٠٢٥ «٦ توت ١٧٤٢ للشهداء»، بيانًا رسميًا تحذر فيه أبناءها من شخص مجهول الهوية يزعم أنه كاهن بالكنيسة، ويتخفى تحت اسم "القس بولس فرج الله".
هذا الشخص –حسب البيان– يدّعي كذبًا أنه "كاهن ورئيس كنائس كاتدرائية القديسة العذراء مريم"، ويرتدي زيًا مشابهًا للزي المعروف الذي يرتديه الآباء الكهنة بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ما قد يُسبب ارتباكًا بين عموم الأقباط الذين يثقون في الشكل المميز للزي الكهنوتي.
نشاط على مواقع التواصل
الكنيسة أوضحت أن المدعي المذكور يمتلك صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ينشر من خلالها منشورات وخطبًا وصورًا يظهر فيها مرتديًا الزي الكهنوتي، محاولًا إقناع المتابعين بأنه أحد الآباء الكهنة.
وقالت مصادر كنسية إن بعض أبناء الكنيسة تواصلوا مع الصفحة في البداية على اعتبار أنه كاهن معتمد، قبل أن تكتشف الكنيسة حقيقة الأمر، وتصدر بيانها التحذيري الواضح لحماية الشعب من التضليل.
موقف الكنيسة
في بيانها، شددت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على أن هذا الشخص لا ينتمي إلى صفوف الكهنوت القبطي الأرثوذكسي، وأن ما يفعله هو انتحال صفة كاهن، محذرة الأقباط من التعامل معه أو الانخراط في أي نشاطات يدعو إليها عبر صفحته أو عبر ظهوره بالزي الكهنوتي.
وأكدت الكنيسة أنها لن تتهاون في مواجهة مثل هذه التصرفات التي تهدد سلامة المجتمع الكنسي، وأنها تتابع الأمر لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حقه، سواء عبر الجهات الأمنية أو عبر الإبلاغ عن صفحته المزيفة على مواقع التواصل.
دعوة للتأكد من الهوية
واستغلت الكنيسة الواقعة لتوجيه رسالة أوسع إلى أبنائها، مفادها ضرورة التحقق من شخصية أي شخص يرتدي الزي الكهنوتي بكافة درجاته قبل التعامل معه، خاصة في ظل تزايد محاولات بعض الأشخاص استغلال ثقة الناس في الكهنة لتحقيق أهداف شخصية أو مادية.
وأكدت أن الشعب القبطي يمكنه دائمًا مراجعة المطرانيات والإيبارشيات التابع لها، للتأكد من هوية أي شخص يدّعي الكهنوت، وعدم الاعتماد فقط على المظهر الخارجي أو الصفحات الإلكترونية.
خلفية عن الظاهرة
ليست هذه المرة الأولى التي تضطر فيها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى إصدار بيانات تحذيرية من منتحلي صفة كهنة، فقد شهدت السنوات الماضية حالات مشابهة، استغل فيها بعض الأشخاص الزي الكهنوتي للإيحاء بالسلطة الدينية أو لخداع المواطنين، مما دفع الكنيسة للتأكيد مرارًا على ضرورة التحقق من أي شخص يقدّم نفسه بصفته كاهنًا.
ويرى مراقبون أن الأمر لا يقتصر فقط على البُعد الكنسي، بل يمثل أيضًا قضية أمن مجتمعي، حيث قد تُستخدم مثل هذه الانتحالات في جمع تبرعات بطرق غير مشروعة، أو تمرير أفكار غريبة على تعاليم الكنيسة، ما يستدعي متابعة دقيقة من الجهات المعنية.
رسالة ختامية
اختتمت الكنيسة بيانها بالتأكيد على ثقتها في وعي أبنائها، داعية إلى الالتفاف حول قيادتها الكنسية، وعدم الانسياق وراء أي شخص مجهول الهوية، مشددة على أن الكهنوت في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية له نظام صارم ومعروف، ولا يمكن أن يُمارس إلا بالرسامة القانونية والإعلان الرسمي.


