رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالأسماء والتفاصيل.. سر انتشار كتب مسيئة للنبى والإسلام داخل مكتبات الأزهر الشريف

قطاع المعاهد الأزهرية
قطاع المعاهد الأزهرية

شهدت أروقة مشيخة الأزهر الشريف، حالة من الجدل الواسع بعد انتشار أنباء عن وجود كتب مسيئة للإسلام والنبي محمد، داخل مكتبات الأزهر الشريف، وذلك بعدما قرر الأزهر رفع واستبعاد كتاب «حياة محمد» للمؤلف إميل درمنغم، من كافة مكتبات المعاهد الأزهرية.

وكشف تقرير لجنة فحص الكتب بقطاع المعاهد الأزهرية، وجود كتب تسيء للنبي محمد داخل الأزهر الشريف.

وحصلت «النبأ» على معلومات مهمة حول حقيقة انتشار الكتب المسيئة ومصدر انتشارها داخل مكتبات المعاهد الأزهرية.

بداية القصة عندما استقبلت منطقة قنا الأزهرية، أحد المواطنين المتبرعين بمجموعة من الكتب الدينية والإسلامية للمنطقة لتكون مراجع داخل مكتبات المعاهد الأزهرية يستعين بها الطلاب والأساتذة، ليجد المسئولين عن المنطقة كتاب ضمن المؤلفات المتبرع بها يحمل عنوان «حياة محمد» من تأليف المستشرق إميل درمنغم، وترجمه إلى العربية عادل زعيتر دار النشر العالم العربي برقم إيداع «19119\2012».

وبالفعل تم وضع تلك الكتب داخل المكتبات، إلا أن المسئولين بمنطقة قنا الأزهرية بعد فحص تلك الكتب اكتشفوا أن الكتاب يحمل إساءة كبيرة للإسلام والنبي محمد.

وبناء عليه تم رفع تقرير من منطقة قنا إلى قطاع المعاهد الأزهرية، وبالرجوع إلى مشيخة الأزهر وعرض الكتاب على لجنة الفحص والمراجعة، تقرر استبعاده ومنعه من الوجود داخل مكتبات المعاهد الأزهرية لما يتضمنه من إساءة واضحة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

وأصدرت مشيخة الأزهر، قرارًا تم تعميمه على جميع المناطق الأزهرية والمعاهد، بمراجعة جميع الكتب التي تم التبرع بها مؤخرًا.

وكلفت المشيخة مسئولي المكتبات بالمعاهد الأزهرية بعمل حصر شامل لكتب المستشرقين وعرضها على اللجان المختصة لفحصها وإعداد تقارير بشأن إبقائها أو استبعادها حفاظًا على السلامة الفكرية للطلاب، وذلك بناءًا على منشور قطاع المعاهد.

وبالعودة إلى كتاب «حياة محمد» ومحاولة الكشف مصدره، تبيّن أنه صدر عام 1929 وترجم عام 1945 على يد عادل زعيتر وتم طباعته بالقاهرة، وأعيدت ترجمته مرة أخرى عام 2009 على يد «محمد» نجل المترجم الأصلي «عادل زعيتر» والذي أضاف له تعديلات مهمة عصرية ليتناسب مع الأذواق المختلفة -على حد وصفه-.

المفاجأة في الأمر، أن المستشرق الفرنسي إميل درمنغم -المتخصص في الدراسات اللاهوتيه والفلسفية-، عمل في وقت سابق مستشارًا بوزارة الخارجية الفرنسية.

وعلمت «النبأ» أن هناك شكاوى عديدة وصلت لقطاع المعاهد الأزهرية تطالب بتطهير وتنقية مكتبات المعاهد المنتشرة بالمحافظات والقرى والمراكز من الكتب التي تحتوي على مغالات وإساءات للصحابة والإسلام، وهو ما نتج عنه تحرك المشيخة بشكل سريع في استبعاد الكتاب ومصادرته لاحتواء الغضب، علاوة على صدور تعليمات برصد أي كتب تحتوي على مغالاة أو إساءة حتى ولو لكتاب مصرييين الجنسية.

ووفقًا للمعلومات، تستعد مشيخة الأزهر لتشكيل لجان متخصصة بكل منطقة أزهرية لرصد وتنقية الكتب الموجودة داخل المكتبات المختلفة.

وكشفت مصادر مطلعة داخل المشيخة، أن هناك تخوف من وجود كتب مترجمة للعربية لمستشرقين غرب تم التبرع بها داخل المكتبات، ولذلك جارى البحث عن عدد من الكتب التي تم تحديدها بشكل مبدئي.

وتكشف «النبأ» خلال السطور التالية، عدد من الكتب المرصودة التي حملت إساءة ومغالاة في حق الإسلام لنضعها أمام المسئولين داخل مشيخة الأزهر لمراجعتها وبيان أمرها.

تأتي على رأس القائمة، كتاب المستشرق المونيسنيور كولي ويحمل عنوان «البحث عن الدين الحق» ويحمل بين سطوره الآتي: «فيما يتعلّق بالإسلام فإنّ الاحتقار التقليدي أخذ يتسلّل في شكل تحزّبٍ غير معقول على بحوثهم العلميّة، وبقي هذا الخليج الذي حفره التاريخ بين أوربّا والعالم الإسلامي ـمُنذ الحروب الصليبيّةـ غير معقودٍ فوقه جسر، ثم أصبح احتقار الإسلام جزءًا أساسيًا في التفكير الأوربي، والواقع أن المستشرقين الأوائل في العصر الحديث، كانوا مُبشّرين نصارى يعملون في البلاد الإسلاميّة، أمّا تحامل المستشرقين على الإسلام فغريزةٌ موروثة، وخاصّة طبيعيّة تقوم على المؤثّرات التي خلّفتها الحروب الصليبيّة بكلّ ما لها من ذيول في عقول الأوربيّين».

ويضيف «كولي» في كتابه: «برَز في الشرق عدوّ جديد هو الإسلام، الذي أُسّس على القوّة وقام على أشدّ أنواع التعصّب، ولقد وضع محمّدٌ السيف في أيدي الذين تبعوه وتساهل في أقدس قوانين الأخلاق، ثمّ سمح لأتباعه بالفجور والسلب، ووعَد الذين يهلكون في القتال بالاستمتاع الدائم بالملذّات في الجنّة، وبعد قليل أصبحت آسيا الصغرى وإفريقيا واسبانيا فريسةً له، حتّى إيطاليا هدّدها الخطر وتناول الاجتياح نصف فرنسا، لقد أُصيبت المدنية».

أما المسيو كيمون، يوصف الإسلام في كتابه «ميثولوجيا الإسلام» بمرض الجذام، قائلًا إن قبر محمّد في مكّة ما هو إلا عمود كهربائي يبث الجنون في رؤوس المسلمين ويُلجئهم إلى الإتيان بمظاهر الصرع والهستريا والذهول العقلي.

وكتب الدكتور غلاوو في نهاية الباب الرابع من كتابه «تقدّم التبشير العالمي» الذي نشر في نيويورك عام 1960، إن سيف محمد والقرآن أشد عدو للحضارة والحرية والحق، ويضيف أن محمد كان حاكما مطلقا يرفض الديمقراطية بل كان عازما على قطع رقبة كل من يخالفه، أما جيشه العربي فكان يتعطش للتهديم والتغلب -على حد قوله-.

ويحمل كتاب «سفاري» الذي ترجم معاني القرآن عام 1752، اعتقاد كارثي بأن محمد -صلى الله عليه وسلم- لجأ إلى السلطة الإلهية لكي يدفع الناس إلى قبول هذه العقيدة، ومن هنا طالب بالإيمان به كرسول الله -على حد وصف كاتبه-.

المفأجاة في الأمر، أن عملية تطهير مكتبات الأزهر سوف تتضمن كتب مصرية لقيادات التيارات الإسلامية.

وعلمت «النبأ» أن حملات المصادرة ستشهد كتب لحسن النبأ، مؤسس جماعة الإخوان، وسيد قطب وخاصة الكتب الآتية: «في ظلال القرآن» و«الدعوة والداعية» لحسن البنا، و«من فقه الدولة في الإسلام)، و«فقه الجهاد»، و«حقيقة التوحيد» للقرضاوي، وكتب «رسالة إلى شباب الأمة»، و«لسنا في زمن أبرهة» لراغب السرجاني وهو داعية غير رسمي مهتم بالتاريخ الإسلامي، فضلًا عن كتيبات صغيرة لأعضاء بالجماعة الإسلامية الموالية للإخوان، تتحدث عن الجزية والجهاد وغيرهما من الأمور الشائكة.