رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اللواء رأفت الشرقاوي يكتب: إعلان الرئيس القضاء على الإرهاب في عيد الشرطة

اللواء رأفت الشرقاوي
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق

قال الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال احتفال عيد الشرطة 71 لعام 2023، بأكاديمية الشرطة، إنه لا بد من اتخاذ الدولة المصرية يومًا تسميه عيد «دحر الإرهاب»، وعودة الثقة للشعب فى قيادته السياسية بعد صدق الوعد ووفاء العهد، وذلك بعد انتهاء الإرهاب بسيناء «أرض الفيروز».

إعلان القضاء على الإرهاب من سيناء «أرض الفيروز»

وحديث الرئيس خلال الاحتفال بـ عيد الشرطة بنزول طائرة يستقلها رئيس الوزراء وبرفقته عدد من الوزراء بعد 8 سنوات بمطار العريش، بمثابة إعلان لانتهاء الإرهاب في سيناء، وسيتم إنزال طائرات حتى يعلم القاصى والدانى، وكافة دول العالم بأن مصر تصدت وتتصدى للإرهاب أمام العالم أجمع، حيث سبق وتمكنت الدولة من إفشال مخطط الربيع العربى والشرق الأوسط الجديد ونشر الفوضى الخلاقة في العالم العربي.

وقضت مصر على الجماعة المحظورة المارقة الضالة والمضلة والموالين لها؛ ليس في مصر فقط، وإنما قضت عليه فى معظم بقاع الأرض، بعد أن علّمت البشرية بأن أهداف هذة الجماعة غير معلنة، وأنها تنظيم دولى للقضاء على الدين من خلال خلخلة العقيدة بتحريض التيارات المتشددة للعمل فى الظلام ضد الدولة المصرية، ودعمها من جانب مع تحريض التيارات الضعيفة من جانب أخر ليكون الهدف هو القضاء على وسطية الدين المعروفة عن الدين الإسلامي حتى استشرى المرض فى عضال الأمة، وسار فى فلك هذة الجماعة المحظورة والموالين لهم أعداد كبيرة، بعد أن أصبح الناس فى حيرة من أمرهم بعد ضرب الدين فى مقتل بضرب الوسطية.

الشرطة المصرية سجلات وبطولات خالدة، وتقدم كل يوم شهداء ومصابين لرفعة هذا الوطن، ومكافحة الإرهاب الذى دب فى الجسد بفعل الجماعة المحظورة المارقة الضالة والمضلة والموالين لها الذين اتخذوا الدين والعمل الاجتماعى شعار لخدعة البسطاء، فى حين كانت أهدافهم استعمارية، وهو القضاء على الهوية المصرية، والسير فى فلك التنظيم الدولى للاخوان الذى لا يعترف بقيمة الدولة؛ وإنما شعارهم هو استاذية العالم وهو لفظ استعمارى استقوى من شعارات جماعات متطرفة موالين لهم ( وهو لا صوت يعلو فوق صوت مرشدهم والولاء بالسمع والطاعة العمياء دون نقاش).

«الإرهاب» هو العدوان الذى يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيا على الإنسان فى دينه ودمه وماله وعرضه، ويشمل (التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق وما يتصل بصور الحرابة وإخافة السبيل وقطع الطريق)، كما يشمل كل فعل من أفعال العنف والتهديد يقع  تنفيذا لمشروع إجرامى فردى أو جماعى، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم أو أقوالهم للخطر.

كما أن من صور الإرهاب الذي تمارسه هذه الجماعة أيضا الحاق الضرر بالبيئة، أو بأحد المرافق والأملاك العامة والخاصة، أو تعريض أحد الموارد الوطنية أو الطبيعية للخطر، فكل ذلك من صور الفساد فى الأرض التى نهى الله عباده عن إفسادها، بقوله تعالى: «وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» (77) صدق الله العظيم.

«الإرهاب» لفظ بغيض؛ حصد من أرواح الشرفاء من رجال الشرطة المصرية، والقوات المسلحة، والمدنيين، العديد والعديد، وكان أول من تولى هذا الفكر الإرهابى فى البلاد؛ هى الجماعة المحظورة الضالة والمضلة والموالين لها، التى استغلت البسطاء بأسم الدين، وأوهموهم بأن نصرة الجماعة هو نصر للدين الإسلامى، وقد استعانت بالشيطان لمحاولة العودة للسلطة، كما استعانت بالبلطجية والمسجلين خطر باعتبار أن هولاء محركهم الأساسى هو المال، فكانوا يلهسون وراء من يدفع دون النظر للوطن؛ بل وأقنعوا الأشقياء والخطرين، بأن الله قد غفر لهم ما دام التزم بتعليمات الجماعة التى تملى عليهم.

كان هناك مخططات لتصفية معظم قيادات الدولة، والوزراء، ورجال الدين، والإعلام والصحافة؛ لمخالفتهم الفكر الإخوانى المتطرف، في عملية اغتيالات فاشلة، منهم محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر رئيس الجمهورية، بحادث المنشية وعبدالحليم موسى وزير الداخلية الأسبق، إضافة إلى محاولة الاغتيال الفاشلة للفريق أول صدقى صبحى، واللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية السابق، اثناء تفقدهم للقوات بمنطقة سيناء، ومفتى الجمهورية الشيخ على جمعة، وزكريا عبدالعزيز النائب العام المساعد، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، (مرة ثانية) رغم فشل المحاولة الأولى.

وحديثًا قاموا باغتيال الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام، ومعظم قضاة دوائر الإرهاب، وهذا السلوب انتهجته الجماعة منذ نشأتها، حيث بدأت باغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر، والقاضى أحمد الخازندار، ومحمود فهمى النقراشى رئيس وزراء مصر، ومحاولة تفجير محكمة استئناف القاهرة، والشيخ محمد الذهبي، والكاتب فرج فودة، ورفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، والرئيس محمد أنور السادت، هذا بخلاف ارتباطهم بنهج داعش ومعظم الجماعات المتطرفة التى خرجت من جعبة الإخوان.

الخدمة بجهاز الشرطة ما اعظمها، مهنة كرمها الله فى كافة الشرائع السماوية، وهى مهنة توفير الأمن والأمان للمواطنيين، استنادا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس فى سبيل الله)، وهى أعين رجال الشرطة، والقوات المسلحة الساهرة التى تحمى الأرض والعرض.

اتتذكرون يوم 27 نوفمبر 2013، تاريخ استشهاد المقدم محمد مبروك، الضابط بجهاز الأمن الوطنى، إثر عملية غادرة عقب نزوله من مسكنه فى اتجاه عمله؛ قامت جماعة الإخوان المحظورة الضالة والمضلة، بعد أن فقدوا كل شئ بحلول ثورة الشعب 30 يونية، وفض اعتصام رابعة العدوية، وهروب قادتهم إلى خارج البلاد، وترك الشباب المغرر به ليذوقوا مرارة غيابات السجون فى احكام قضائية صدرت ضدهم بعد محاكمات  فى ساحات القضاء المصرى الشامخ.

لم يكن الشهيد «مبروك» الأول، ولن يكون الأخير، فعقيدة رجال القوات المسلحة والشرطة، أن الأشخاص فداء للوطن، فهم زائلون، ومصر هى باقية، وهناك حالات وحالات قدم فيها رجال الشرطة والقوات المسلحة أرواحهم فداء للوطن.

ونسترجع ما ذكره الرئيس عبدالفتاح السيسى فى عدة خطابات ولقاءات له، أن الاستقرار الذى تنعم به مصر؛ كانت تكلفتة غالية فقدنا فيها الكثير والكثير من خيرة شباب الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، وكان هناك العديد والعديد من المصابين سواء بعجز كامل أو عجز جزئى أو فقد أجزاء من أجسادهم الطاهرة.

وتحدث الرئيس السيسى فى حفل مراسم تخرج الكليات العسكرية والشرطة بكل ما يحاط بالدولة المصرية من مخاطر والظروف التى مرت بالبلاد فى الفترة من يناير 2011، وحتى الأن موضحًا أن كافة المخاطر والشائعات ستزيد، وذلك لرغبة الجماعة المحظورة فى المصالحة والعودة للمشهد مرة أخرى، ولكن الدولة والشعب يرفضون ذلك؛ خاصة بعدما اتضحت نية هذة الجماعة المارقة الضالة والمضلة؛ وكلفت مصر خسائر فاقت ٤٥٠ مليار دولار.

ومن هنا سيبذل عناصر الجماعة المارقة كافة جهودهم للخلاص من النظام القائم، ولا يمنع ذلك من الخلاص من الدولة المصرية، كما قال مرشدهم السابق (إن الوطن ما هو إلا حفنة من التراب)، إذن فالدولة المصرية بعون الله تعالى تسير على الطريق الصحيح، لولا ما يثار من شائعات من هذة الجماعة المحظورة، ولكن الثقة والوعى من الشعب المصرى والتكاتف خلف القيادة السياسية والأجهزة الأمنية هو بر الأمان بأذن الله.

ونشير في ختام حديثنا إلى تصريحات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية فى احتفال عيد الشرطة بمقر أكاديمية الشرطة، بحضور الرئيس ورجالات الدولة، بأن جهاز الشرطة المصرية تصدى على مر العصور لكل معارك التحرير، وأنه تدارك حجم التحديات التى تواجها فى المجتمع الدولى والإقليمى.

كما يقوم جهاز الشرطة بالتصدى لمحاولات نشر الفوضى والشائعات، ويقوم بتصحيح افكار المحكوم عليهم من العناصر الإرهابية فى ظل السياسة العقابية الجديدة فى ظل مراكز الإصلاح والتأهيل الجديدة.

وننهى حديثنا بيت الشعر المعروف للقاصى والدانى والحابل والنابل: «بلادي وإن جارت علي عزيزة... وأهلي وإن ضنوا علي كرام».. ربي احفظ مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال أمنها وكافة المخلصين من أبناء هذا الوطن من كل سوء.