رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

اللواء رأفت الشرقاوي يكتب: «كتم الأنفاس» يهدد بالموت بين طلاب المدارس

اللواء رأفت الشرقاوي
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق

اجتمعت الشرائع السماوية على عدم تفريط الإنسان فى النفس البشرية التى كرمها الله، ورفع شأنها ببن جميع مخلوقاته، بل وسخر جميع هذة المخلوقات لخدمة النفس البشرية، حيث انتشرت فى الآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي ألعاب إلكترونية قاتلة.

كتم الأنفاس ودور المجلس القومى للأمومة والطفولة

كان آخرها الفيديو المنتشر على السوشيال ميديا لطالبتين: الأولى تعلب لعبة القرفصاء التى تقلل وصول الدماء إلى الأطراف وتخرج الزفير دون استنشاق الأوكسجين، ما ترتب عليه قلة ضخ الدم والأكسجين للجسم، وعند وقوفها بعد هذة الحركة تقوم الطالبة الثانية بالضغط على الرقبة لمنع وصول الدم للمخ المحمل بالأكسجين ويتسبب ذلك فى حالة إغماء للطالبة الأولى.

وهنا تكمن الخطورة، ففى حالة عدم وصول الدم المحمل بالأكسجين لمدة دقيقة واحدة تبدأ الخلية العصبية فى الموت، أما إذا استمر عدم وصول الدم لمدة ثلاث دقائق فإن عدد الخلايا العصبية التى تموت تكون أكبر ولا يمكن أن تعود مرة أخرى، أما إذا زادت مدة عدم وصول الدم إلى المخ عن خمسة دقائق فقد يؤدى ذلك للوفاة، وذلك بحسبب متخصصين.

كما أن المجلس القومى للأمومة والطفولة حذر من هذة اللعبة التى تؤدى إلى الوفاة، وذكر أن عدد الأطفال الذين يتابعون مواقع التواصل الاجتماعي يصل إلى عددهم نسبيًا إلى ٣٤%، وهى من أعلى النسب عالميا، وهذا يشكل خطورة بالغة، ويتطلب تدخلات وقائية لمواجهة هذة المخاطر من الأسر والمجتمع بأسره.

وأشار إلى وجود خدمة في المجلس القومى للأمومة والطفولة، تسمى خدمة الدعم النفسى، والإرشاد الأسرى، ولها خط ساخن تحت رقم (١٦٠٠) لتلقى الدعم والمشورة فى كيفية التعامل مع الأطفال وخاصة فى سن المراهقة وهى مرحلة، دقيقة مليئة بالتغيرات والاحتياجات.

سبق وانتشر بين طلاب المدارس لعبة القفز لأعلى لتصويره، وهنا يقوم اثنين من زملائة بعرقلته مما يؤدى إلى سقوط على رأسه، وفى الغالب الأعم ما يصاب بنزيف فى المخ ووفاته.

وأتذكر لعبة الحوت الأزرق، ولعبة مومو، وغيرها من الألعاب الإلكترونية التى تودى بحياة الطفل، وحذر منها الأزهر الشريف، ودار الإفتاء، واعتبرا هذة الألعاب من المهلكات التى تضر بالنفس البشرية التى كرمها الله.

ونوجه في هذا المقام عدة نصائح للآباء لتفادى شر الألعاب الإلكترونية أو تقليدها أو الانسياق خلف ما يهدد حياة الانسان ومنها: 

١- متابعة الأبناء بصفة مستمرة وعلى مدار الساعة 

٢- مراقبة هواتف الأبناء وعدم تركها معهم فترات طويلة

٣- شغل أوقات فراغ الأطفال بما ينفعهم 

٤- التأكيد على أهمية الوقت بالنسبة للشباب 

٥- مشاركة الأبناء فى جميع جوانب حياتهم مع توجيه النصح وتقديم القدوة الصالحة 

٦ - تنمية مهارات الأبناء بما ينفعهم والاستفادة من ابداعتهم 

٧ - التشجيع الدائم للأبناء على يقدمونه من أعمال إيجابية ولو كانت بسيطة 

٨- تدريب الأبناء على تحديد أهدافهم 

٩- حسن اختيار الصحبة الصالحة والتواصل الدائم مع المدرسة والمدرسين 

١٠ - التنبية على خطورة استخدام الآلات الحادة وما قد ينجم عنها.

وبالنظر إلى خطورة تلك الألعاب وتقليدها نجد أن شابا بإحدى الدول قام بقتل أسرته بالكامل باستخدام سلاح نارى، وعند سؤالة فى تحقيقات النيابة أقر بالفعل أنه كان يقوم بممارسة الألعاب الإلكترونية العنيفة منذ فترة كبيرة، وأنه ورد بخاطرة أن أسرته سوف تعود مرة أخرى أسوة بالشخصيات التي كانت تعود مرة أخرى بعد انتهاء الألعاب الإلكترونية.

ويبدو أن دلالات ذلك على أن الجريمة ترتكب فى كل مكان وزمان وأن كانت هناك دوافع تختلف من هنا إلى هناك، ولكن لا بد أن نقف جميعًا ضد جرائم العنف بكافة أشكالها من خلال المؤسسات الدينية والأسرة والمدارس والجامعات، ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، ومراكز الشباب والأندية، ومؤسسات المجتمع المدنى، وإعادة التربية الصحيحة للأبناء، وإعادة شمل الأسر المصرية التى تفككت نتيجة سفر الآباء، وعدم مقدرة الأمهات على المتابعة الجادة والفعالة فى تربية الأبناء.

الكل مسؤول، فالجريمة عندما تقع لا تفرق بين كبير أو صغير، ولا بين أب أو أم، أو أخ أو أخت، أو عم أو خال، أو عمة، أو خالة، أو ابن عم، أو ابن خالة، والدليل القاطع على ذلك قيام شاب بأوسيم بقتل ابنة عمته عندما حاول التعدى عليها وعند مقاومته قام بقتلها، فلا بد أن نصلح من أنفسنا جميعأ ونعيد القيم والمبادئ والدين إلى بيوتنا، وتتم التنشئة وفقًا للمعاير التى تربى عليها كل الأجيال السابقة.

ونشير هنا فى النهاية إلى أن معدل الجرائم فى مصر لا يصل إلى حد الظاهرة التى يتم حسابها مقارنة بعدد السكان، فضلًا عن أن النسبة تشير إلى أن العدد بالبلاد لا يذكر، وذلك وفقا للمعاير المتبعة، فما زالت مصر من الدول المشهود لها بالأصالة، فهى بلد الأزهر والكنيسة الأرثوذكسية المعتدلة.