رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار اتفاق ثنائي بين الصين وجزر سليمان يشعل مخاوف الغرب.. من بكين

علقت حكومتا الصين وجزر سليمان على غضب ورفض بعد الدول توقيع البلدين على اتفاقية أمنية تسمح للصين بمساعدة الأخيرة أمنيا سعيا لتحقيق لاستقرار الاجتماعي والسلام في الجزر الواقعة في جنوب المحيط الهادئ.

غضب وانتقادات

 وانتقدت دول استراليا والولايات المتحدة ونيوزيلندا الاتفاقية بدعوى أنها تتيح للصين إرسال رجال شرطة وعسكريين وقوات مسلحة أخرى إلى جزر سليمان "للمساعدة في الحفاظ على النظام الاجتماعي" ولأسباب أخرى متنوعة. كما تمكنها من إرسال سفن حربية إلى الجزر للتوقف والتموين، مما أثار تكهنات حول إمكانية قيام الصين بإنشاء قاعدة بحرية في جزر جنوب المحيط الهادئ.
  وانضمت ميكرونيزيا مؤخرا إلى أستراليا ونيوزيلندا والولايات المتحدة في التعبير عن مخاوفها بشأن التحالف مع تحرك الدولتين نحو توقيع الاتفاقية.
  وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن الاتفاقية تركز على النظام الاجتماعي وحماية أرواح الناس وممتلكاتهم  والمساعدات الإنسانية وغيرها من المجالات.
  وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين إن التعاون لا يستهدف طرفًا ثالثًا. وإن دول المحيط الهادئ ليست" فناء خلفيا "لبلد معين ولا مكانا لمنافسة القوى العظمى"، ردا على تصريحات أدلى بها رئيس ميكرونيزيا وغيره.
  وكتب رئيس ميكرونيزيا ديفيد بانويلو في رسالة إلى رئيس وزراء جزر سليمان قال فيها إن ميكرونيزيا لديها "مخاوف أمنية خطيرة" بشأن الترتيب "الجديد وغير المسبوق".
  وقال إن البلدين الصغيرين أصبحا ساحات للقتال خلال الحرب العالمية الثانية ويمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى. "الاتفاقية يمكن أن تجعل منطقة جنوب المحيط الهادئ مرة أخرى ساحة معركة للقوى العظمى".
  وأكدت حكومة جزر سليمان اليوم الجمعة إنها لن تسمح للصين ببناء قاعدة عسكرية. وقالت في بيان إنه "على عكس المعلومات المضللة التي روج لها المعلقون المناهضون للحكومة"، فإن الاتفاقية لم تدعو الصين إلى إنشاء قاعدة عسكرية.
  وقال البيان إن "الحكومة تدرك التداعيات الأمنية لاستضافة قاعدة عسكرية ولن تتهاون في السماح بمثل هذه المبادرة تحت رعايتها".
  وقالت السفارة الصينية في جزر القمر إن الاتفاقية الإطارية للتعاون الأمني بين الصين وجزر سليمان سوف تعزز التعاون بين البلدين في الاستجابة للكوارث الطبيعية، والمساعدات الإنسانية، والمساعدة الإنمائية، والحفاظ على النظام الاجتماعي، وغيرها من المجالات.
  وأضافت السفارة أن البلدين سيعالجان بشكل مشترك كلا من التحديات الأمنية التقليدية وغير التقليدية، ويضخان طاقة إيجابية واستقرارًا في جزر سليمان والبيئة الأمنية الإقليمية.
  وأكد وانغ إن التعاون بين الصين وجزر سليمان يقوم على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة. "هذا حق شرعي لدولتين يتمتعان بسيادة ويتماشى مع القانون الدولي والممارسات الدولية ولا يسمح بالتدخل الخارجي".
  وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إلى أنه يتعين على الأطراف المعنية النظر في التعاون الأمني بين الصين وجزر سليمان بموضوعية وعقلانية، والتوقف عن الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة.             
  وقال إن "محاولات استفزاز وعرقلة وإلحاق الضرر بالعلاقات الودية بين الصين والدول الجزرية لا تحظى بشعبية ولن تنجح".
  وجاءت تصريحات الخارجية الصينية ردا على بعض التصريحات غير الودية الأخيرة التي أدلت بها أستراليا وحلفاؤها حول علاقات الصين مع دول جزر المحيط الهادئ.
 

 وقال وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتون الجمعة إن الاتفاق يظهر أن الصين تتصرف بقوة في المنطقة. وقال لشبكة سكاي نيوز "نحتاج إلى توخي الحذر الشديد هنا لأن الصينيين عدوانيون بشكل لا يصدق"، محذرا من "التكتيكات التي ينشرونها في الدول الجزرية الصغيرة".
 ووصفت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن هذا الأسبوع إمكانية تمركز القوات العسكرية الصينية في جزر سليمان بأنها "عسكرة محتملة للمنطقة". كما انتقدت وزارة الخارجية الأمريكية ما وصفته بـ "تصدير القوات الصينية" إلى المنطقة.
  ومن جانبهم، قال خبراء إن قلق أستراليا وحلفائها بشأن التعاون الأمني الطبيعي للصين مع جزر سليمان والدول الجزرية الأخرى نابع من سعيها للحصول على موقع مهيمن في منطقة جنوب المحيط الهادئ.
   وقال فرانك ساد بيلوبين، مستشار السياسة في الأمانة الاستشارية للسياسة الخارجية في حكومة جزر سليمان، "تريد أستراليا أن تتبع جزر سليمان ما تقوله. ولكن قبل كل شيء الولايات المتحدة هي التي تقف وراء كل هذا الضغط".
  وأشار إلى أن التعاون الأمني بين الصين وجزر سليمان "جاء بسبب أعمال الشغب التي شهدتها العاصمة هونيارا على مدى السنوات الماضية وأن الأعمال الصينية كانت الضحية دائما".
 وقال "لذا فإن حكومة جزر سليمان تعتقد أن الصين تستطيع أن تقدم المساعدة في بناء قدرات شرطة جزر سليمان".
  وفي وقت سابق، بعد الاضطرابات الاجتماعية في جزر سليمان في نوفمبر، قدمت الصين عددًا من شحنات المساعدة الشرطية لجزر سليمان بناء على طلب الأخيرة وأرسلت فريقًا استشاريًا مؤقتًا للشرطة للمساعدة في تعزيز قوة الشرطة في البلاد، وهو ما ثبت فعاليته ورحبت به حكومة وشعب جزر سليمان، وفقا لما أشار وانغ.