رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أمر بوضع قوات الردع الاستراتيجي في حالة تأهب

الأزمة الأوكرانية.. سيناريوهات اندلاع حرب نووية بعد تهديدات بوتين

بوتين وبايدن وسيناريوهات
بوتين وبايدن وسيناريوهات الحرب النووية

على وقع الأزمة الأوكرانية، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو اليوم الاثنين أن قوات الثالوث النووي الروسي بدأت بالمناوبات بطواقم معززة.

وحسبما أفادت وزارة الدفاع للصحفيين، فإن شويغو أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه تنفيذا لأمره، بدأت مراكز التحكم التابعة لقوات الصواريخ الاستراتيجية والأسطول الشمالي وأسطول المحيط الهادئ وقيادة الطيران بعيد المدى، بالمناوبات القتالية بطواقم معززة.

الحرب في أوكرانيا

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمر، وزارة الدفاع بوضع قوات الردع الاستراتيجي الروسية في حالة تأهب قتالي خاصة، في ظل اشتعال الأزمة الأوكرانية.

وشدد بوتين على أن هذه الخطوة تأتي ردا على مسؤولي الغرب الذين "لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب.. بل أدلى مسؤولوهم في حلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا".

هذا القرار أثار الكثير من الجدل حول العالم، حيث وصفه البعض بالخطير، فهل يخطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فعلا لاستخدام السلاح النووي في الحرب على أوكرانيا، وما هي تداعيات ذلك على العالم.

ردود الأفعال على قرار الرئيس الروسي

رد البيت الأبيض على قرار بوتين، معتبرا أن طلب بوتين وضع القوات النووية في حال استنفار، أتى من أجل تبرير أي هجوم.

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، أن الناتو لم يهدد روسيا، معتبرة أن الرئيس الروسي "يفبرك تهديدات" لوضع "قوة الردع" النووية في حالة تأهب، وتبرير "اعتداءاته".

بدورها، اعتبرت ليندا توماس غرينفيلد، السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، في مقابلة مع شبكة "سي بي إس إن"، أن خطوة بوتين هذه تظهر أنه يصعد الصراع بطريقة مرفوضة.

بوتين

كما شددت على أن "طريقة التصعيد هذه غير مقبولة على الإطلاق"، مضيفة "علينا أن نواصل وقف أفعال الرئيس الروسي بأقوى طريقة ممكنة".

وحذرت أوكرانيا، من "كارثة عالمية" في حال استخدام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للسلاح النووي.

وقال وزير الخارجية الأوكراني، "إذا استخدم بوتن السلاح النووي ضد أوكرانيا فسيكون ذلك كارثة للعالم".

من جانبه وصف الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ إعلان بوتين وضع قوات الردع في حالة تأهب بـ "الخطير وغير المسؤول".

خريطة توزيع الأسلحة النووية في العالم

سلاح روسيا النووي

تنقسم الدول التي تمتلك أسلحة نووية إلى قسمين أولهما يعترف رسميا بامتلاك الأسلحة النووية وهي روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والصين.

والقسم الثاني هي دول تمتلك أسلحة نووية ولا تعترف بامتلاكها رسميا وهي إسرائيل وكوريا الشمالية والهند وباكستان.

وتشير إحصائيات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إلى أن إجمالي عدد الرؤوس النووية في العالم في 2021 هو 13 ألف و80 رأس نووي بينها  بينها 3825 رأس نووي معد للإطلاق.

الولايات المتحدة الأمريكية: تمتلك 5550 رأسا نوويا بينها 1800 رأس نووي معد للإطلاق في 2021، مقارنة بـ 5800 رأس نووي في 2020.

روسيا: تمتلك 6255 رأسا نوويا بينها 1625 رأسا نوويا معدا للإطلاق في 2021، مقارنة بـ 6375 رأس نوويا في 2020.

بريطانيا: تمتلك 225 رأسا نوويا بينها 120 رأسا نوويا معدا للإطلاق في 2021، مقارنة بـ 215 رأسا نوويا في 2020.

فرنسا: تمتلك 290 رأسا نوويا بينها 280 رأسا نوويا معد للإطلاق في 2021، وهو نفس الرقم في 2020.

الصين: تمتلك 350 رأسا نوويا في 2021، مقارنة بـ 320 رأسا نوويا في 2020، ولا توجد إحصائيات بشأن وجود رؤوس نووية معدة للإطلاق.

الهند: لديها 156 رأسا نوويا في 2021، مقارنة بـ 150 رأسا نوويا في 2020، ولا توجد معلومات عن وجود رؤوس نووية معدة للإطلاق.

باكستان: لديها 165 رأسا نوويا في 2021، مقارنة بـ 160 رأسا نوويا في 2020، ولا توجد معلومات عن وجود رؤوس نووية معدة للإطلاق.

إسرائيل: لديها 90 رأسا نوويا ولم يحدث تغير في البيانات المعروفة عنها منذ 2020، ولا توجد معلومات بشأن وجود رؤوس نووية معدة للإطلاق.

كوريا الشمالية: تشير التقديرات إلى أنها تمتلك ما بين 40 إلى 50 رأسا نوويا في 2021، مقارنة بتقديرات سابقة تقول إنها كانت تمتلك ما بين 30 إلى 40 رأسا نوويا في 2020، ولا توجد معلومات بشأن وجود رؤوس نووية معدة للإطلاق.

وتغير عدد الرؤوس النووية في العالم خلال العام الحالي مقارنة بالعام السابق، وسجل تراجعا بنحو 300 مئة رأس نووي.

وتشير إحصائيات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن عدد الرؤوس النووية في العالم في 2021 هو 13 ألفا و80 رأسا نوويا بينها 3 آلاف و825 رأسا نوويا معدا للإطلاق، مقارنة بـ 13 ألفا و400 رأس نووي في 2020.

يوجد في العالم 5 دول لديها القدرة على إطلاق القنابل النووية رغم أنها ليست دول نووية بموجب اتفاقية بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية يرجع تاريخها إلى القرن الماضي.

وهذه الدول هي دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" وتضم تركيا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وإيطاليا ويوجد في قواعدها العسكرية عشرات القنابل النووية بناء على برنامج مشاركة الأسلحة النووية بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية.

أول استخدام للسلاح النووي في العالم

الدمار في مدينة هيروشيما اليابانية

في السادس 1945، أسقطت الولايات المتحدة القنبلة الأولى - التي سميت بـ "الولد الصغير" - على هيروشيما. كان الهجوم هو المرة الأولى التي يتم فيها استخدام سلاح نووي خلال الحرب.

ويُعتقد أن ما لا يقل عن 70 ألف شخص لقوا مصرعهم على الفور، في الانفجار الضخم الذي دمر المدينة، كما توفي عشرات الآلاف جراء الإصابات الناجمة عن التسمم الإشعاعي، في الأيام والأسابيع والأشهر التالية.

عندما لم يأت استسلام فوري من اليابانيين، تم إسقاط قنبلة أخرى، أطلق عليها اسم "Fat Man" أو "الرجل البدين"، بعد ثلاثة أيام على بعد نحو 420 كيلومترا إلى الجنوب فوق مدينة ناغازاكي.

وأعداد القتلى المسجلة هي مجرد تقديرات، لكن يُعتقد أن نحو 140 ألف من سكان هيروشيما، البالغ عددهم 350 ألفا قد قتلوا، وأن نحو 74 ألفا آخرين على الأقل لقوا حتفهم في ناغازاكي.

وأدى الهجوم النووي إلى نهاية مفاجئة للحرب في آسيا، إذ استسلمت اليابان للحلفاء في 14 أغسطس 1945.

خبراء غربيون: تصريحات الرئيس الروسي بشأن وضع الردع النووي الروسي في حال تأهب مجرد خدعة

تحدثت وكالة الصحافة الفرنسية إلى محللين وخبراء غربيين، اعتبر بعضهم أن تصريحات الرئيس الروسي بشأن وضع الردع النووي الروسي في حال تأهب مجرد خدعة، في حين عدّها آخرون لعبة خطرة وهروبًا للأمام، يظهر إحباط بوتين في مواجهة المقاومة العسكرية الأوكرانية.

وأشار الخبراء إلى أن بعض الأسلحة النووية في روسيا، وكذلك داخل حلف شمال الأطلسي، هي بحكم الواقع جاهزة دائمًا للاستخدام.

وقال خبير الانتشار في «مركز جنيف للسياسات الأمنية» مارك فينو للوكالة إنه «يمكن تفجيرها في غضون 10 دقائق»، موضحًا أن تلك الأسلحة هي «إما رؤوس حربية مثبتة بالفعل على صواريخ، أو أنها قنابل موجودة على متن قاذفات وغواصات».

في مقال نُشر مؤخرًا في «نشرة علماء الذرة»، أكد الخبيران هانز كريستنسن ومات كوردا أن نحو 1600 رأس حربي نووي منشور وجاهز للاستخدام.

وقال كريستنسن، عبر «تويتر»: «بما أن القوات الاستراتيجية الروسية في حال تأهب دائمًا، فإن السؤال الحقيقي هو ما إذا كانت قد نشرت مزيدًا من الغواصات أو قامت بتسليح القاذفات».

السلاح النووي في العالم

من ناحية أخرى، اعتبر محللون أن ما أقدم عليه الرئيس الروسي هروب للأمام بالنظر لتطورات الوضع العسكري في أوكرانيا.

وقال الباحث في «مؤسسة جان جوريس» في باريس، ديفيد خلفا: «هناك إحباط روسي من المقاومة الأوكرانية»، معتبرًا أن التهديد الذي تواجهه روسيا يتعلق بدخولها «في منطق حرب العصابات في المدن، مع احتمال كبير لسقوط ضحايا بين العسكريين الروس».

من جهته، يعتقد الخبير في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» بواشنطن إليوت كوهين أن المقاومة التي تواجهها موسكو أشد مما توقعته.

وقال للوكالة إن «حقيقة عدم امتلاكهم تفوقًا جويًا تكشف الكثير»، مضيفًا: «بدأنا نرى الضعف في ساحة المعركة... مع عدم تمكنهم من احتلال مدينة والسيطرة عليها».

يذكر كريستنسن وكوردا أن بوتين وافق في يونيو (حزيران) 2020 على «المبادئ الأساسية»، مع 4 حالات تبرر استخدام الأسلحة النووية، وهي إطلاق صواريخ باليستية ضد روسيا أو حليف لها، استخدام خصم لها السلاح النووي، مهاجمة موقع أسلحة نووية روسي، أو التعرض لعدوان يهدد «وجود الدولة».