رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تشمل نزع السلاح وعدم الانضمام للناتو

الأزمة الأوكرانية.. هل تقبل كييف «مفاوضات الاستسلام»؟ وهل يحقق بوتين أهدافه دون قتال؟

هل يحقق بوتين أهدافه
هل يحقق بوتين أهدافه بالمفاوضات؟

على وقع الأزمة الأوكرانية المشتعلة، أفاد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، اليوم الأحد، بأن وفدا روسيا وصل إلى بيلاروس لإجراء محادثات مع الأوكرانيين.

وذكر بيسكوف أن الوفد ضم ممثلين عن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع وإدارات أخرى، بما في ذلك إدارة الرئاسة، وقد أكدت وزارة خارجية بيلاروس وصولهم.

وأضاف "سنكون مستعدين لبدء هذه المفاوضات في مدينة غوميل".

وعبر الرئيس الأوكراني عن عدم رغبة بلاده التفاوض مع روسيا في بيلاروسيا، مبديا استعداد بلاده بأن تكون المفاوضات في اسطنبول في تركيا أو في بودابيست في رومانيا أو في اذربيجان.

وفي خضم الأزمة الأوكرانية، وكانت وسائل إعلام روسية قد كشفت الفترة الماضية عن الشروط التي وضعتها روسيا للتفاوض مع أوكرانيا، وهذه الشروط تتمثل في، نزع سلاح الجيش الأوكراني، وعدم الانضمام للناتو، والوقوف على الحياد بين روسيا والغرب، وهذا ما رفضه الرئيس الأوكرانياعتبرته أوكرانيا «صك استسلام». 

الرئيس الأوكراني يطالب بالتفاوض وروسيا توافق

بوتين وزيلينسكي

وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، قد دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين باللغة الروسية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، ووقف الأعمال العسكرية، وتابع: «أطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتحدث معي».

بعدها، أعلن التليفزيون الصيني، إن الرئيس الروسي فلاديمير بويتن، أبلغ نظيره الصيني شي جين بينج، استعداد روسيا للتفاوض مع أوكرانيا والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذى دعا نظيره الروسي للجلوس على مائدة المفاوضات بعد أن نفذت موسكو عمليات عسكرية طالت العاصمة كييف.

وأعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه "من الممكن إرسال ممثلين عن وزارة الدفاع ووزارة الخارجية وإدارته للتفاوض مع الوفد الأوكراني".

وأكد السكرتير الصحفي في الكرملين الروسي، ديميتري بيسكوف، على استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للانخراط في الدبلوماسية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مع التركيز على ضمان أوكرانيا لحالة الحياد بشأن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والوعد بعدم وجود أسلحة على أراضيها.

ووفقا لبيسكوف، الذي تحدث إلى وسائل الإعلام الحكومية الروسية، فإن الاستسلام سيمكن من "نزع السلاح" من أوكرانيا، وتهدئة مخاوف روسيا بشأن التهديد الذي تشكله أوكرانيا على أمن دولتها وشعبها.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن "الهدف من العملية الروسية في أوكرانيا هو تقديم النظام العميل في كييف إلى العدالة عن الجرائم المرتكبة".

وأضافت زاخاروفا في إفادة صحفية أن "مهمة العملية هي محاسبة الشخصيات الحالية في النظام العميل، الذي وصل للسلطة في عام 2014 نتجة انقلاب غير دستوري، على الجرائم التي ارتكبت خلال هذه السنوات ضد المدنيين، بمن فيهم مواطني روسيا، وكذلك نزع السلاح من أوكرانيا".

وعبرت زاخاروفا عن تمني روسيا "في أن يتخلص الشعب الأوكراني من نير النظام الشعوبي".

وأضافت: "نأمل أن يحرر الشعب الأوكراني نفسه من اضطهاد الحكومة الشعوبية، التي تستغل البلاد لمصالح اللاعبين الأجانب، ويبدأ في عيش حياة كاملة ذات سيادة، تُحترم فيها حقوق وحريات ومصالح جميع مواطنيها دون انقسام على أسس وطنية أو لغوية أو دينية".

وأعربت زاخاروفا عن "أسف موسكو لأن كييف قطعت العلاقات الدبلوماسية، لكنها تأمل في أن يضع التاريخ كل شيء في مكانه".

وتابعت: "إننا نأسف بشدة لأن نظام كييف اختار مثل هذا المسار لقطع جميع أنواع العلاقات مع روسيا، ونأمل أن يضع التاريخ كل شيء في مكانه المناسب قريبًا، ونؤمن بالحكمة التي امتدت لقرون لدى الشعبين الأوكراني والروسي، والتي سكنت أراضي أوكرانيا الحديثة لقرون".

أوكرانيا تتراجع وترفض التفاوض لأن الشروط غير مناسبة «شروط الاستسلام»

الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي

وعلى وقع الأزمة الأوكرانية، أعلن مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أن كييف رفضت التفاوض مع موسكو لأنها وجدت الشروط الروسية لإجرائها غير مناسبة.

وفي تصريحات صحفية قال أليكسي أريستوفيتش، مستشار رئيس ديوان الرئيس الأوكراني: "علمت للتو أن أوكرانيا رفضت المفاوضات، لأن الشروط التي سلمها الجانب الروسي عبر وسطاء لا ترضينا".

وتابع: "كانت محاولة لإرغامنا على الاستسلام، وبعثنا لهم رسالة مفادها أن توقيع اتفاق سلام محتمل ممكن فقط بناء على شروط كييف وليس موسكو".

ورفض المسؤول الكشف الشروط التي طرحها الجانب الروسي لبدء المفاوضات.

ووكشف ميخايلو بودولاك مستشار مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طبيعة العرض الروسي للبدء بالتفاوض وإمكانية عقد هدنة بين الجانبين، مبينًا أن موسكو وضعت منذ البداية شروطا تفاوضية غير قابلة للتنفيذ.

وقال مستشار زيلينسكي لـ«رويترز»، إن أوكرانيا أعدت موقفا تفاوضيا لكنها واجهت شروطا غير قابلة للتنفيذ من روسيا.

وأضاف بودولاك في رسالة: «تصاعدت أمس العمليات القتالية للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية حتى الضربات الجوية والصاروخية المسائية والليلية على المدن الأوكرانية».

وشدد القول: «نعتبر مثل هذه العمليات مجرد محاولة لكسر أوكرانيا وإجبارها على قبول شروط غير مقبولة بشكل قاطع».

وقالت الرئاسة الفرنسية إنه لا يمكن أن تشترط روسيا استسلام أوكرانيا قبل بدء المفاوضات واعتبر الإليزيه أن طلب روسيا استسلام أوكرانيا أمرا غير مقبول.

بوتين يعلن استئناف الأعمال العسكرية

بوتين

وفي ظل الأزمة الأوكرانية، وبعد رفض الرئيس الأوكراني التفاوض، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ظل انتظار المفاوضات المحتملة مع كييف بوقف هجوم القوات الروسية مؤقتا لكن أوكرانيا رفضت التفاوض والهجوم استؤنف اليوم.

جاء ذلك على لسان الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الذي قال للصحفيين إن بوتين بصفته القائد الأعلى ورئيس البلاد أمر نهار أمس الجمعة، وسط توقعات ببدء مفاوضات مع كييف، بوقف تقدم القوات الرئيسة الروسية في أوكرانيا.

وتابع بيسكوف أنه بسبب رفض الطرف الأوكراني التفاوض، "استأنفت القوات الروسية الرئيسية تقدمها بعد ظهر اليوم وفقا للخطة المعتمدة".

وأكد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، أن روسيا أبلغت أوكرانيا بموافقتها على المفاوضات، مشيرا إلى أن كييف قطعت الاتصال بعد إبلاغها بالموافقة وردهم باختيار وارسو بدلا عن مينسك.

وقال: "الجانب الأوكراني بعد أن أبلغناهم موافقتنا على تنظيم مفاوضات في مينسك، أختاروا وارسو، وبعد ذلك قطعوا الاتصالات معنا".

وأضاف: "التوقف في تأمل كييف بشأن المفاوضات رافقه نشر أنظمة صواريخ في المناطق السكنية بما فيها العاصمة كييف".

وتابع: "هذه نقطة مهمة جدا. بدأ الأوكرانيون الحديث عن المفاوضات أولا، ثم اندمجوا وسلموا أسلحة للمدنيين واختبأوا خلف دروع بشرية".

وأشار بيسكوف في وقت سابق، بأن روسيا وافقت على التفاوض مع أوكرانيا وشكلت بالفعل وفدا من ممثلي وزارة الدفاع ووزارة الخارجية والإدارة الرئاسية.

وقال: "من جانبنا، على الفور ونيابة عن الرئيس، تم تشكيل الوفد، وجرى إطلاع الأوكرانيين على كل هذه المعلومات".

ما الذي يريده بوتين من أوكرانيا ؟

وفي ظل اشتعال الأزمة الأوكرانية، وفقا لشبكة بي بي سي، تحدثت روسيا عما أطلقت عليه "لحظة الحقيقة" في إعادة صياغة علاقتها مع الناتو وسلطت الضوء على ثلاثة مطالب.

أولًا، تريد تعهدًا ملزمًا قانونًا بأن الناتو لن يتوسع أكثر، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف: "بالنسبة إلينا، من الإلزامي تمامًا التأكد من أن أوكرانيا لن تصبح أبدًا عضوًا في الناتو".

ونوه بوتين من أن روسيا "ليس لديها مكان آخر تتراجع إليه"، وقال: "هل يعتقدون أننا سنبقى مكتوفي الأيدي؟".

وفي عام 1994، وقعت روسيا اتفاقية لاحترام استقلال وسيادة أوكرانيا المستقلة، لكن في العام الماضي كتب الرئيس بوتين مقالًا طويلًا يصف فيه الروس والأوكرانيين بأنهم "أمة واحدة"، وزعم الآن أن أوكرانيا الحديثة هي من صنع روسيا الشيوعية بالكامل، وهو يرى انهيار الاتحاد السوفيتي في ديسمبر 1991 على أنه "تفكك لروسيا التاريخية".

كما جادل الرئيس بوتين بأنه إذا انضمت أوكرانيا إلى الناتو، فقد يحاول الحلف استعادة شبه جزيرة القرم.

أما مطالبه الأساسية الأخرى، هي ألا ينشر الناتو "أسلحة هجومية بالقرب من حدود روسيا"، وأن يزيل القوات والبنية التحتية العسكرية من الدول الأعضاء التي انضمت إلى الحلف منذ عام 1997. وهذا يعني أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية ودول البلطيق. في الواقع، تريد روسيا أن يعود الناتو إلى حدود ما قبل عام 1997.