رئيس التحرير
خالد مهران

رحيل صفوت الشريف يكشف أسرارًا جديدة في وفاة سعاد حسني وعمر خورشيد

عمر خورشيد وسعاد
عمر خورشيد وسعاد حسني



حكاية ابتزاز السندريلا بـ18 «فيلمًا جنسيًا» واسغاثتها بـ«مبارك»

قصة تهديد سمير صبرى لإخفاء حقائق كان ينوي كشفها عن حادثة لندن

القذافي عرض شراء أفلامها الإباحية بـ100 مليون جنيه لإنقاذها من «الشريف»

إيهاب خورشيد: شقيقي «عمر» تعرض للذبح.. وهذه علاقة مها أبو عوف وشريهان بمصرعه


ضجة كبيرة وجدل واسع، عاشهما المجتمع المصري، فور إعلان نبأ وفاة صفوت الشريف، آخر رئيس لمجلس الشورى في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك.

ولم يكن نبأ الوفاة مبعث هذا الجدل، وإنما ما تلاه من حديث أسرة الفنان وعازف الجيتار الشهير الراحل عمر خورشيد، شقيق النجمة شريهان، وابن المنتجة الراحلة اعتماد خورشيد، عن أنه حان وقت تلقيهم العزاء في الفنان الراحل، بعد مرور نحو أربعين عامًا على حادث مصرعه، كما أن عائلة الفنانة سعاد حسني، أخذت الخط ذاته، وأعلنت استعدادها لتقبل العزاء في فقيدتها، بعد مرور 20 عامًا على رحيلها.

موقف العائلتين لم ينته عند هذا الحد، وإنما خرجت مصادر مقربة منهما، تؤكد أن صفوت الشريف كان السبب في مصرعهما قتلا، وأن العائلتين لم تتلقيا العزاء فيهما طوال السنوات الماضية لهذا السبب!  


أسرار السندريلا 

الفنان سمير صبري، الذي قدم وقت وفاة "السندريلا"، تحقيقًا من 8 حلقات، حول لغز وفاتها؛ قال خلال استضافته ببرنامج "واحد من الناس"، مع الإعلامي عمرو الليثي، إن "سعاد" قُتلت بالخطأ داخل شقتها في لندن، خلال مشاجرة، وأنه لا صحة لما يقال حول اغتيالها. 

وأوضح أن تقريري الطب الشرعي المصري والبريطاني، أكدا عدم وجود أي كسور بجسمها، مشيرًا إلى أن ذلك يثبت عدم إلقائها من شرفة منزلها كما أشيع.

مصادر كشفت عن أن "صبري" تعرض لتهديدات قاسية، قبل سنوات طويلة، بعد برنامجه، واضطر لتغيير حديثه كاملًا، لا سيما أنه كان وقتها، متبنيًا وجهة نظر قتلها عمدا، لكن يبدو أنها كانت سلطة "الشريف".

من جانبه، كشف الطبيب المعالج لـ"سعاد" في لندن، عصام عبد الصمد، أنها كانت موجودة في لندن، الـ4 سنوات الأخيرة من حياتها، من أجل علاج أسنانها وإنقاص وزنها الزائد، وإنها بالفعل عالجت أسنانها، واستعادت رشاقتها بشكل كبير، وخسرت حوالي 18 كيلوجراما، وكانت تنوي العودة لمصر في أغسطس عام 2001، لكنها توفيت قبلها بشهرين.

وأشار إلى أن آخر مكالمة هاتفية منها كانت معه، قبل بوفاتها بيوم واحد، وأنها توفيت بعد سقوطها من شرفة منزلها، على ارتفاع 6 أدوار، يوم 21 يونيو، الساعة التاسعة والثلث مساء.

وأوضح "عصام" أن الراحلة كانت تستعد للعودة للسينما، وأنه عرض عليها 3 سيناريوهات، لتختار منهم واحدًا، مضيفًا أنه رشح لها قصة منهم، كان سينتجها لها، مؤكدًا على أنها ماتت مقتولة.

أما عن الملابسات الصادمة في القصة؛ فهي حول تجنيد "سعاد" أمنيا في عهد جمال عبد الناصر، إذ كشف أحد الصحفيين الكبار، عن أنها كتبت في مذكراتها، أن "صفوت الشريف" صور لها 18 فيلمًا إباحيًا، مدة كل منها ربع ساعة، وأن العقيد الليبي الراحل معمر القذافي عرض عليها شراها مقابل 100 مليون جنيه، بل إنها كتبت أنها أخبرت الرئيس الراحل محمد حسني مبارك بمضايقاته لها، لكنه لم يعرها اهتمامه.

وأوضح أن "سعاد" لم تخف في أحد فصول مذكراتها، شكها في اتفاق "مبارك" مع "الشريف"، بعد تجاهله استغاثتها به بشكل متكرر، حتى قال إنها أوضحت أنه أرسله إليها في لندن، ووقع بينهما شجار، استخدمت فيه سكينًا صغيرة، لجرح يده.

المذكرات السبب

وأكد هذا الصحفي أن مذكرات "السندريلا" كانت على الأرجح سببًا لوفاتها، وروي أنها كتبت الحكاية، وقالت إنه في نهاية عام 1964، عندما طلب منها صفوت الشريف، للمرة الأولى، أن تعمل معه للصالح العام، وعندما فهمت نيته، صفعته على وجهه، فهددها بعرض أول فيلم صوره لها مع صديق، فانهارت في مكتبه، ورضخت لطلبه، خوفًا من هدم حياتها الفنية.

وفي عيادة أعدت للغرض نفسه، باع "الشريف" جسد "سعاد"، بلا مقابل، وفقًا لما قالته، حتى أشارت إلى أنها عندما طلبت منه التوقف، لأنها ستتزوج من عبد الحليم حافظ، ثار ضدها، وأخبرها أن مستقبلها مع السلطة فقط.

لم تتوقف أفعال صفوت الشريف عند هذا الحد، بل إن الصحفي قال إنه دعا "حليم" في مكتبه، وهدده، وجعله يشاهد أحد الأفلام الإباحية لحبيبته، فما كان منه سوى أنه انهار، ونزف بشدة أثناء عودته لمنزله، ودخل في حالة اكتئاب شديدة، ظن البعض أنها بسبب عمله.

وأكمل أن سعاد حسني، نوهت في المذكرات، إلى أن "العندليب" عاد لها، ووعدها بأنه سيساعدها، وحكى ما حدث للرئيس جمال عبد الناصر، الذي وعده بأنه سينهي هذه القصة.

وأضاف أنه بالفعل، أصدر جمال عبد الناصر قرارات تاريخية في 1968، منع فيها باسم رئيس الجمهورية استغلال المصريات في أي عملية أمنية من هذا النوع، كما طلب أن يحضروا له أفلام سعاد حسني كلها من واقع أرشيف عملية صفوت الشريف، وأشعل جمال النار في الشرائط، وبعد أن تأكد من أنه أعدمها بنفسه، اتصل بـ"عبد الحليم حافظ"، وقال له جملة واحدة ذكرتها "سعاد" في مذكراتها، وهي "مبروك.. وعد الحر دين عليه يا حليم"، لكن ظل "حليم" لديه شرخ نفسي من ناحيتها، حتى بعد زواجهما العرفي، أدى إلى انفصالهما.

حكاية عمر خورشيد

صفوت الشريف، الذي اعتدنا رؤية اسمه بين قوسين، عند الحديث عن وفاة سعاد حسني، ارتبط، أيضًا، بحادث مقتل الموسيقار الشاب عمر خورشيد، إذ كتب شقيق الأخير "إيهاب"، تدوينة، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أعادت للسطح، مجددًا، الشك المثار حول تورط "الشريف" في وفاة "عمر".

وأعلن إيهاب خورشيد، في تدوينته، أن أسرة الراحل، على أتم الاستعداد، لقبول واجب العزاء في شقيقه، في المنزل بحي مصر الجديدة.

وذكر وقت وفاة "عُمر" أنها جاءت نتيجة تعرضه لحادث غامض بنهاية شارع الهرم، وأنه لقي مصرعه، خلالها، عن عمر ناهز الـ37 عامًا، إلا أن التفاصيل كشفت، وقتها، أن سيارة مجهولة طادرت سيارته، أثناء سيره بجوار فندق "مينا هاوس"، بصحبة زوجته خبيرة التجميل "دينا" اللبنانية والفنانة مديحة كامل.

وقال "إيهاب"، في تصريحات صحفية، إن شقيقه مات مذبوحًا، متابعًا أن تقرير الطب الشرعي أكد أن الوفاة جاءت بجرح نافذ في الرقبة، وليس بحادث سيارة.

كما أشار إلى أن الوحيدة التي تحدثت عن الحادث وقتها، هي زوجة والده المنتجة اعتماد خورشيد، وأنها اضطرت للسكوت، بعد ما تعرض له أولادها من إيذاء نفسي ومعنوي، بسبب حديثها، لافتًا إلى أنه لم يكن هناك من يجرأ على الكلام أيامها.

وختم حديثه بأن هناك صلة ربط بين مقتل سعاد حسني و"عمر"، وأعاد الإشارة إلى الرواية التي تقول إن الأخير قُتل بسبب دفاعه عن "السندريلا"، بعد وفاة عبد الحليم حافظ، وأنه ذهب إلى صفوت الشريف، وطلب منه أن يتركها "في حالها وإلا فضحه"، ليلمح بطريقة غير مباشرة أن وزير الإعلام الأسبق، كان وراء مقتل "عمر" مثلما حدث مع "سعاد".
 
وبالعودة للأرشيف، اتضح أنه كان هناك شاهدان على الحادث؛ أولهما هو "سعد عبد العزيز العلي المطوع"، وهو شاب كويتي الجنسية، كان يعمل مديرًا لشركة الكويت للصناعة والتجارة بالقاهرة، وهو في الأساس صديق للراحل، قال إن السيارة الخضراء التي طاردت "عمر" كان بها شابان، أحدهما شعره "كنيش" (موضة ذلك العصر) وظلت السيارة تطارده من عند فندق "الأريزونا" منتصف شارع الهرم، حتى انحرفت سيارة "عمر"، واصطدمت في جزيرة وسط الطريق.

أما الشاهد الثاني؛ وهو "محمود محمد فريد"، فقال في نص التحقيقات إن "عمر" اتصل به الساعة 2 صباحًا، وطلب منه مقابلته للذهاب إلى الفندق، ليوقع عقد عمل هناك، وفي مكان الحادث وجد "المطوع وفريد"، صديقهما غارقًا في دمه، وكانت زوجته دينا تتألم على إثر الحادث، فقام "فريد" بنقل "عمر" إلى مستشفى العجوزة، فيما نقل "المطوع" زوجة الموسيقار إلى مستشفى الأنجلو، لتلقي العلاج، إلا أن "خورشيد" فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى.

وكشفت التحقيقات أن النيابة كثفت جهودها حتى وصلت إلى سائق السيارة، وهو شاب سعودي، اسمه "أحمد فهد"، وأن صاحب السيارة هو "محمد حسين سليمان".

وقال "فهد"، في التحقيقات، إنه برىء من كل التهم الموجهة إليه، وإنه لم يكن يعلم أن السيارة التي طاردها كان بها "عمر خورشيد" من الأساس، وأنه لم يكن يقود السيارة بسرعة كما قيل، مؤكدًا على أنه جاء القاهرة لدراسة الحقوق فقط.

كما تابع أنه لم يسبق أن التقى بـ"خورشيد"، إلا من خلال قراءة أخباره في الصحف والمجلات، وأنه لو علم أن المباحث تبحث عنه لذهب إليها فورًا للإدلاء بأقواله، معللًا ذلك أن الصحف كانت تشير إلى سيارة خضراء، ولكن سيارته بنية اللون.

لكن في التحقيق الذي باشره المستشار علي عبد الشكور المحامي العام لنيابة الجيزة الكلية، أصر شاهدا الحادث، أن الشاب السعودي هو الذي تسبب في وقوع الحادث، وأنه كان يقوم بحركات جنونية وينحرف نحو سيارة صديقهم، لمعاكسة زوجته، وأن ذلك هو الذي أدى إلى وقوع الحادث، وبانتهاء التحقيقات أمرت النيابة بإخلاء سبيل صاحب السيارة، وحجز الطالب السعودي لمواجهته بأقوال شهود الحادث.

وذكرت صحيفة الأخبار بعد ذلك، أن النيابة أخلت سبيل الشاب السعودي بعد ذلك، بضمان مالي قدره 5 جنيهات.