رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«تفخيخ» انتخابات الصحفيين.. عصا السلطة «الغليظة» لضرب خصومها فى معركة مارس «2»

تظاهرة أمام نقابة
تظاهرة أمام نقابة الصحفيين - أرشيفية


لا تخلو انتخابات التجديد النصفى بـ«نقابة الصحفيين» من مرشحين قد تُخطط السلطة لوجودهم فى مجلس النقابة، وعلى النقيض تمامًا هناك وجوه مثيرة للقلق تتمنى جهات معينة عدم فوزهم.. هذا هو المشهد الحقيقي للانتخابات وإذا كنت تتصور غير ذلك، فأنت «رومانسي حالم» أو هكذا أتصور.

من هذا المنطلق، توضع الخطط، ويتم الحشد، ويتحرك «اللهو الخفى» للتحكم فى العملية الانتخابية؛ لتحقيق حالة من الرضا عن خريطة مجلس نقابة الصحفيين، رغم أن الصناديق ستحددها فى النهاية الجمعية العمومية.

اتّفق المتحدثون لـ«النبأ» فى هذا التقرير على وجود عدة عناصر تلجأ لها «السلطة» لضمان فوز مَن تريدهم فى انتخابات التجديد النصفى، حتى أصبحت تلك العناصر «عصا غليظةً» لضرب «الخصوم» فى معركة «4» شارع عبد الخالق ثروت.


يكشف المتحدثون في هذا التقرير، عن أنّ هذه العناصر تتركز فى «البدل» و«الحشد» فى المؤسسات الحكومية، والخدمات التى قد تقدم لمرشحين بعينهم لترجيح «كفتهم» فى انتخابات التجديد النصفى.


وعلى النقيض تمامًا، توضع «العراقيل»، وتجرى الاتصالات فى «الغرف المغلقة» لإسقاط من يتم تصنيفهم بـ«المشاغبين».




وقال الكاتب الصحفي على القماش، مقرر لجنة الأداء النقابي للصحفيين - جهة غير رسمية - إنّ «البدل» يعد رقم «1» فى العناصر التي يعتمد عليها مرشح السلطة فى منصب «النقيب» للفوز، لافتًا إلى أنّ المشكلة فى المؤسسات الحكومية أنّ التفكير يكون بطريقة «العقل الجمعي» بمعنى عندما يتردد أنّ هذا هو مرشح السلطة، فالغالبية تتأثر بهذا الأمر، وتختار هذا المرشح بحجة أنه الوحيد القادر على حل المشكلات.


وأضاف لـ«النبأ»، أنّ الشخص المرشح على منصب «النقيب» مثلًا يقول إنّه سيحصل على خدماتٍ معينةٍ، ولكن هل يستطيع الحصول عليها كلها؟، لافتًا إلى أنّ هذا الأمر يعتمد على «التفاوض».


وأكدّ «القماش» أنّه حتى فى حالة خسارة الشخص الذى تريده السلطة «نقيبًا» أو عضوًا فى المجلس، فإنّ الدولة ستظل تتعامل مع النقابة، وتقدم لها الخدمات، متابعًا: «نقابة الصحفيين من أذرع الدولة، ومن عناصر قوتها الناعمة».


ودلل مقرر لجنة الأداء النقابي للصحفيين، على حديثه بخسارة صلاح منتصر وفوز جلال عارف بمنصب «النقيب» في انتخابات 2003، مشيرًا إلى أنّ الزيادة فى «البدل» حصل عليها الصحفيون، وتعاملت الدولة كذلك مع «النقيب الفائز».


وفاز جلال عارف في انتخابات 2003 بمنصب نقيب الصحفيين بـ«1758» صوتًا، وهو صحفى يساري ينتمي لمؤسسة «أخبار اليوم»، ويعد من أبرز رموز تيار الاستقلال النقابىّ؛ بعد دخوله المنافسة ضد صلاح منتصر، المرشح الحكومى وقتها، والكاتب الصحفى بـ«الأهرام».


ولفت «القماش» إلى أنّ السلطة من الممكن أن تتحرك لإنجاح أعضاء معينين عندما يقول مرشحها مثلًا على منصب «النقيب» إنه يريد قائمةً معينةً معه فى المجلس؛ حتى تسانده عند اتخاذ قراراتٍ معينةٍ.


وقال أيضًا إنّ هناك «3» تقسيماتٍ تحدد طريقة اختيار أعضاء الجمعية العمومية لأعضاء مجلس نقابة الصحفيين؛ أولها: المؤسسات القومية التي تضم كتلًا تصويتيةً كبيرةً، ثانيًا: الاعتماد على تيار معين مثل «الناصري» أو «التيار الإسلامى»، ثم الخدمات البارزة التى قد تقود مرشحين معينين للفوز.


نرشح لك: خفايا معركة «الصحفيين» فى «4» شارع عبد الخالق ثروت (ملف شامل)



أما حازم حسنى، المرشح فى انتخابات التجديد النصفى لمقعد «تحت السن»، فيقول إنّ «البدل» جزء من الخدمات التى تقدمها الحكومة لترجيح «كفة» مرشحها على منصب «النقيب».


وأضاف «حسنى» لـ«النبأ» أنّ الخدمات قلّت ولم تعد مثلما كانت فى الماضى، حيث كانت تقدم خدماتٍ مثل «الشقق السكنية»، فضلًا عن «تفتيح السكك» لشخصيات صحفية للحصول على بعض الخدمات، ورغم أنّها لا تكون جادةً فى أحيانٍ كثيرةٍ، إلاّ أنه يتم استخدام هذه الأمور فى الدعاية الانتخابية.


وأكدّ المرشح فى انتخابات التجديد النصفي، أنّ من الأمور التى تلجأ لها السلطة لإنجاح مرشحيها أو قوائم معينةٍ تريدها، هى استخدام «الحشد» للتصويت لمن تريدهم، مضيفًا أن هذا الأمر يدخل ضمن «تدخلات» السلطة في الانتخابات.


وطالب «حسنى» أن تكون الخدمات المقدمة لأعضاء الجمعية العمومية قادمةً من الكيان النقابيّ؛ لأنها تكون فى هذه الحالة «أقيم وأكرم» للصحفيين.


نرشح لك: تُسيطر عليه الخدمات التعليمية.. ننشر برنامج «محمد الصايم» المرشح فى انتخابات الصحفيين (صورة)



إلى ذلك، كشف مصدر لـ«النبأ» عن أنّ هناك قائمةً معينةً تضم مجموعة مرشحين أُجريت اتصالات داخل المؤسسات القومية؛ لعدم التصويت لهم فى انتخابات التجديد النصفى.


وأكدّ المصدر، أنّ هذه القائمة تضم: هشام يونس، خالد البلشى، ممدوح الصغير، المرشحون لمقعد «فوق السن»، ومحمود كامل، حنان فكرى، وتامر هنداوى، إيمان عوف، المرشحون لمقعد «تحت السن» مشيرًا إلى أنه تمّ تصنيف هذه القائمة بأنها «القائمة المعارضة».


وبحسب مصدر آخر تحدّث لـ«النبأ»، فإنّ هناك تعليماتٍ فى المؤسسات القومية وعدد من الصحف الخاصة بعدم المبالغة فى استقبال عددٍ من المرشحين مثل: خالد البلشى، وهشام يونس، ومحمود كامل، وتامر هنداوى.


وأكد المصدر، أنّ هذه التعليمات جاءت بعد رصد تصاعد المؤشرات للتصويت لمجموعة المرشحين السابق ذكرهم في انتخابات التجديد النصفى، خاصة محمود كامل، وتامر هنداوى، المرشحان لمقعد «تحت السن».




وقررت اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين، تأجيل الجمعية العمومية إلى 15 مارس الجاري، لعدم اكتمال النصاب القانوني، وسجل 716 عضوًا حضورهم في كشوف أعضاء الجمعية العمومية، الجمعة الماضية.


وتجرى الانتخابات في 31 لجنة انتخابية داخل مقر النقابة العامة بالإضافة إلى لجنة واحدة بمقر النقابة الفرعية بالإسكندرية، واستعانت النقابة بـ 31 مستشاراً من مجلس الدولة لمعاونة اللجنة المشرفة على الانتخابات.


وتجرى انتخابات التجديد النصفى على مقعد «النقيب» الذي يشغله حاليًا عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام»، و«6» من أعضاء المجلس المنتهية مدتهم، وهم الزملاء حاتم زكريا وخالد ميرى ومحمد شبانة وإبراهيم أبو كيلة وأبو السعود محمد ومحمود كامل.


نرشح لك رفعت رشاد: أرفض ادعاء أي شخص يقول إنه مرشح الدولة لمنصب «نقيب الصحفيين»