رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«مراكز القوى» تهدد بتفكيك «مستقبل وطن» على طريقة «حزب ساويرس».. تقرير

أبو هشيمة وأشرف رشاد
أبو هشيمة وأشرف رشاد ومنظور - أرشيفية

فى 23 مايو الماضي، تم الإعلان رسميًا عن اندماج جمعية «من أجل مصر» وحزب «مستقبل وطن» برئاسة المهندس أشرف رشاد، الأمر الذي كان مفاجأة حقيقية لكل الأحزاب السياسية الأخرى مثل «الوفد» أو «المصريين الأحرار»، أو حتى ائتلاف «دعم مصر» برئاسة محمد السويدي والذي كان يسعى للتحول إلى حزب سياسي وتراجع عن هذه الفكرة بعد التغيرات التى حدثت في الخريطة الحزبية.


ومنذ إتمام عملية الاندماج، بدأ الحزب العمل على الدخول في منافسة حقيقية مع بقية الأحزاب خاصة أن كتلته البرلمانية أصبحت هي الأكبر في مجلس النواب؛ لاسيما أن جمعية «من أجل مصر» كانت تضم عددًا كبيرًا من الأعضاء أصحاب «النفوذ»، كما بدأ الحزب افتتاح مقرات جديدة في المحافظات، وضم شخصيات شهيرة.


لكن النقطة الأبرز كانت إعادة تشكيل أمانات الحزب بدءًا من الأمانة المركزية، ثم أمانات ولجان الحزب في جميع المحافظات من خلال ضم كوادر جديدة تتناسب مع طبيعة المرحلة باعتبار الحزب كيانًا جديدًا بعد انضمام جمعية «من أجل مصر».


نرشح لك: أشرف رشاد.. مهندس «تفكيك» الأحزاب الكبرى (بروفايل)


وكان من الملاحظ أن أعضاء مجلس النواب هم الذين سيطروا على كل المناصب داخل أمانات الحزب؛ بدءًا من الأمانة المركزية، الأمر الذي كان سببًا في الإطاحة بعدد كبير من كوادر الحزب وشبابه، خاصة مع ظهور «مراكز القوى» الجديدة داخل «مستقبل وطن» مثل الدكتور محمد منظور، الذي كان رئيسًا لجمعية «من أجل مصر»، وعلاء عابد، الوافد من «المصريين الأحرار»، والمهندس حسام الخولى، المستقيل من «الوفد»، والمهندس محمد الجارحي، الأمر الذي تسبب في ظهور معركة لـ«بسط النفوذ» داخل هذا الكيان السياسي.


وضمت الأمانة العامة للحزب: النواب علاء عابد وعلاء أبو العزائم وأشرف رشاد عثمان، نواب رئيس الحزب، وكريم درويش، وشادية خضير ومحمد سليم وعماد سعد حمود، الأمناء المساعدين، والنائب فخرى طايل، أمانة شئون المجالس المحلية ومحمود سعد، أمانة المهنيين.


كما ضمت القائمة النواب: عبد الحميد الدمرداش وأشرف مرعى وطارق الخولى ورشا رمضان شريف فخري.


أما أمانة القاهرة فضمت النواب: محمد ماهر خليل، وعلى الدمرداش وإيهاب العمدة وعلى عبد الونيس.

وفي المنوفية: صابر عبد القوى، عضو مجلس النواب عن دائرة مركز أشمون، كما تم إسناد منصب الأمين التنفيذى إلى عضو مجلس النواب عن دائرة مركز منوف أيمن معاذ وحصل النائب البرلمانى فخرى طايل على أمانة شئون المجالس المحلية.


وفي أسيوط: المهندس ياسر عمر، عضو مجلس النواب عن دائرة الفتح وأبنوب، ووكيل لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، والذي تولى منصب الأمين العام بالمحافظة، وفي سوهاج النائبة عبلة الهواري، وفي قنا: النواب مبارك أبو الحجاج والنائب محمد كامل فتيحى، والنائب حسن محمد سباق.


نرشح لك: «إذًا هي الحرب».. كيف سيواجه أبو شقة والسويدي تسونامي «مستقبل وطن» بقيادة أشرف رشاد؟ (تحليل)


هذا الأمر تسبب في أزمة داخلية - وإن كانت مكتومة - داخل الحزب؛ لاسيما أن التشكيلات الجديدة لأمانة حزب «مستقبل وطن» أعادت إلى الواجهة تجربة الحزب الوطني الديمقراطي المنحل؛ حيث كان نواب مجلس الشعب مسيطرين على أماناته في غالبية المحافظات.


وفي الأسبوع الماضي، أعلنت عايدة زكريا محمد أحمد، أمينة المرأة في حزب «مستقبل وطن» بمركز بني عبيد، والأمناء المساعدين لها، الاستقالة نهائيًا من حزب «مستقبل وطن» مرجعين هذا الأمر إلى تشكيل كل الأمانات على مستوى الجمهورية من أعضاء مجلس النواب، بعد اندماج جمعية «من أجل مصر» مع الحزب، الأمر الذي يُنذر بـ«موجة جديدة» من الاستقالات داخل «حزب الأغلبية»، ويهدد بتفككه على طريقة حزب «المصريين الأحرار» لمؤسسه رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس.


وقال مصدر من داخل حزب «مستقبل وطن»: إن الحزب حاليًا يجرى تطويرات داخلية لاسيما بعد الاندماج مع جمعية «من أجل مصر»، لافتًا إلى أن هذا الأمر يحتاج «خبرات سياسية» تتم الاستعانة بها  في مقدمة الصفوف.


وأكد المصدر، أنه رغم هذه التغييرات في أمانات الحزب، فإن الشباب هم الطرف الأكثر فعالية في إدارة أمانات المحافظات، مؤكدًا أنهم في الصفوف التالية بعد قيادات الحزب.


وتابع: «الاستقالات الأخيرة حدثت من بعض الشباب لأسباب مختلفة» مضيفًا أنه من أهم هذه الأسباب عدم تفهم تطور الحزب في المرحلة المقبلة، إضافة إلى أن حماس هؤلاء الشباب جعلهم لا يدركون أنه يجوز حدوث تغيير في مناصب أو تشكيل الحزب طالما أن هذا الأمر يخدم الصالح العام لـ«مستقبل وطن»، وأن المناصب لن تدوم.


واستكمل: «كما أنه المفترض أننا كلنا أعضاء في الحزب.. ونعمل من أجل مصر أيا كان موقعنا».


نرشح لك: «رجالة شفيق» vs «ديناصورات الأحزاب».. مَنْ ينتصر في معركة السيطرة على الحياة السياسية؟


وأضاف المصدر، أنه فيما يخص تشبيه «مستقبل وطن» بالحزب الوطني الديمقراطي المنحل، وهو تشبيه يقصد به الجوانب السلبية، فهو تشبيه سطحي من وجهة نظري، وحكم متسرع على حزب «مستقبل وطن»، وغير مدعم بالمعلومات.


وتابع: «كلمة التكويش كلمة من المفترض عدم تواجدها في القاموس السياسي، كل حزب يحاول زيادة مساحة وجوده في الشارع وزيادة تمثيله النيابي ومستقبلًا في الحكومة»، مشيرًا إلى أن هذا منهج يتفق مع آليات عمل الأحزاب السياسية في العالم وعلى مر التاريخ.


وقال مصدر آخر بـ«مستقبل وطن»، إن قيادات الحزب سواء في الأمانة العامة، أو في أمانات المحافظات هم أعضاء في الحزب، وأغلبهم شباب، لافتًا إلى أنه في الفترة الأخيرة أصبحت توجه انتقادات للنواب، مع أنه في الأصل أنهم لابد أن يتمتع هؤلاء بالمميزات والمواقع القيادية؛ لأنهم «نواب الشعب».


ونفى المصدر أن تكون هناك أزمة في القيادات الشبابية داخل أمانات الحزب؛ مشيرًا إلى أن الأمانة المركزية أغلب قياداتها من الشباب مثل: محمد عمار، أمين العمل الجماهيري، إبرام عبد المسيح، أمين المواطنة، عصام هلال، أمين التنظيم، شريف الجابري، أمين العضوية.


كما نفى المصدر أن تكون هناك استقالات داخل الحزب قائلًا: «الاستقالات لابد أن تكون رسمية، ويُسأل فيها أمين شئون العضوية»، مشيرًا إلى أن الاستقالات التي تنشر على مواقع «السوشيال ميديا» غير معترف بها، ولا تعترف بها لجنة شئون الأحزاب أيضًا.


نرشح لك: «زلزال» استقالة حسام الخولى من «الوفد».. أول ضربة موجعة لـ«بيت الأمة» في عهد «أبو شقة»