رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

محمد السويدى.. قصة الصعود الصاروخي لـ«رجل الكهرباء» في عالم السياسة

السيسي والسويدي -
السيسي والسويدي - تعبيرية


لم يكن المهندس محمد السويدي، رئيس ائتلاف «دعم مصر»، صاحب الأغلبية البرلمانية، معروفًا في الوسط السياسي قبل ترأسه لهذا الكيان الكبير الذي يمتلك الكلمة الأولى والأخيرة في تمرير القوانين والتشريعات، والموافقة على السياسات، وتحديد «بوصلة» أعضاء مجلس النواب؛ لكن «السويدي» الآن أصبح واحدًا من أهم الشخصيات التي تدير العديد من الأمور من خلف ستار، خاصة ما يتعلق بتشكيل الحكومة الجديدة، وغيرها من ملفات أداء بعض الوزراء، وكل هذه الأمور تتم برعاية من جهات عليا.


و«السويدي»، هو في الأصل رجل أعمال، ورئيس اتحاد الصناعات، حصل على بكالوريوس «هندسة القوى والآلات الكهربية» من كلية الھندسة جامعة القاھرة عام 1987، وكان والده زكي السويدي عضو مجلس شورى عن «الحزب الوطني»، وليس سهلًا أن يُدير هذا الرجل ائتلاف الأغلبية البرلمانية إلا إذا كانت الأجهزة السيادية في الدولة «راضية» عنه.


نرشح لكحرب «الديناصورات» على منصب «الرجل الثاني» بعد 2 إبريل المقبل.. «تقرير»





خلال الأيام القادمة، سيكون لـ«السويدي» دور كبير، خاصة مع وجود تحركات جادة لتحويل ائتلافه إلى حزب سياسي برئاسته، الأمر الذي يجعله قريبًا من الرئيس السيسي، لاسيما أن الحزب الجديد من المتوقع له أن يكون الحزب الأوحد لـ«السلطة الحالية»، الأمر الذي يجعل «السويدي» متحكمًا في عدد كبير من الملفات، ويعمل له ألف حساب عند اتخاذ القرارات سواء في الحكومة، أو داخل البرلمان.


وكانت الإمبراطورية المالية لـ«السويدي» سببا مباشرًا في احتفاظه بمنصب رئيس ائتلاف «دعم مصر»؛ فهذا الكيان السياسي يحتاج إلى مقرات في جميع المحافظات، ويحتاج إلى آلة دعائية، خاصة في الانتخابات المحلية القادمة، ما يجعل «أموال السويدي» الضامن لاستمرار سيطرة الائتلاف على الحياة السياسية.


فـ«السويدي»، وبحسب المعلومات المتوفرة عن ممتلكاته وثروته، يتولى منصب رئيس مجلس إدارة شركة «السویدي للحلول الكھربائیة» التي تعمل في مجال محطات الكهرباء، ومساھم في شركة «السویدي إلكتریك» بمصر وإفریقیا وأوروبا والھند، إضافة إلى أنه عضو مجلس إدارة «مركز تحديث الصناعة»، ویشغل حالیًا منصب رئیس مجلس الإدارة.


حل «السويدي» في المركز الـ13 من حيث أغنى رجال الأعمال في مصر بثروة قدرها 178.19 مليون دولار.


وبعيدًا عن الإمبراطورية المالية لـ«السويدي»؛ فإن الرجل الذي يُدير ائتلاف «دعم مصر» كانت له العديد من المواقف التي تكشف قوة الدور السياسي له؛ فقد لعب دورًا كبيرًا في اختيار الدكتور علي مصيلحي، ليكون وزيرًا للتموين، خاصة أن الاثنين تربطهما علاقة قوية، ورشحه وزيرًا للتموين نظرا لخبراته الكبيرة في هذا المجال منذ توليه هذا المنصب في عهد «مبارك».



كما ترددت أخبار خلال الشهور الماضية، تشير إلى أن «السويدي» سيشكل الحكومة القادمة، ولكن الرجل خرج نافيًا صحة هذه الأخبار قائلًا إنه إذا عرض عليه منصب رئيس الحكومة، فإنه سيفضل البقاء في منصبه الحالي.


كما كان لـ«السويدي» رأي خاص في الحكومة؛ فلم يكن موافقًا على سياساتها على طول الخط؛ بل شن عليها هجومًا شديدًا داخل مجلس النواب؛ قائلًا: «من الضرورى أن تحدث تغييرات فى بعض الوزارات عقب الانتخابات الرئاسية، فهناك تحفظات على أداء بعض الوزراء».


كما هاجم «السويدي» الحكومة بسبب ما أسماه الفشل في إدارة أزمة الجزيرتين، قائلًا: «حكومة شريف إسماعيل فشلت في إدارة ملف تيران وصنافير».


ومن المواقف الأخرى التي تكشف قوة «السويدي»، أنه في التعديل قبل الأخير على الحكومة، رفض العديد من الشخصيات تولى مناصب وزارية؛ ما دفع شريف إسماعيل إلى عقد اجتماعات بـ«السويدي»، والدكتور على عبد العال، رئيس البرلمان؛ لعرض الأسماء عليهما، وضمان موافقة ائتلاف «دعم مصر» على ما ستطرحه الحكومة أمام البرلمان.


كل الشواهد السابقة تكشف عن أن «السويدي» سيكون «الرجل الجديد» للرئيس السيسي في الولاية الثانية له؛ لاسيما أن رئيس ائتلاف «دعم مصر» من أكثر الشخصيات تأييدًا للرئيس؛ بل رفض ترشح الفريق أحمد شفيق؛ آخر رئيس وزراء في عهد «مبارك»، قائلًا: «إنه ضد ترشح الفريق أحمد شفيق للانتخابات الرئاسية لأسباب كثيرة لا يود التطرق إليها لكي لا يؤثر على الرأي العام».




وقال اللواء حمدي بخيت، عضو مجلس النواب، وعضو المكتب السياسي لائتلاف «دعم مصر»، إن رجل الأعمال المهندس محمد زكي السويدي، شخصية لها خبرة سياسية واقتصادية كبيرة؛ لافتًا إلى أنه شخص محترم وملتزم جدًا، ويفهم أبعاد العملية السياسية جيدًا.


وأضاف «بخيت» في تصريحات خاصة لـ«النبأ» أن محمد السويدي نجح في إدارة ائتلاف «دعم مصر» بصورة جيدة؛ ولكن الحديث عن دوره القادم في الولاية الثانية لـ«السيسي» ستحدده القيادة السياسية، خاصة أن «السويدي» يُدير كيانًا سياسيًا مهمًا في مصر.