رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«الجبهة الشبابية» تستعد للانقلاب على «الإخوان» بطريقة أردوغان

أردوغان - أرشيفية
أردوغان - أرشيفية


لم يتوقع أحد أن تتفجر أزمات الإخوان المسلمين التي توقفت قبل أكثر من عام، وتعود للظهور بقوة، تزامنًا مع احتفال «الجماعة» بذكرى تأسيسها التسعين.


وبمناسبة تلك الذكرى، خصصّت قناة «الجزيرة» حلقتين في يومين متتاليين للحديث عن حاضر ومستقبل «الجماعة»، بثتهما من إسطنبول، وفي حوارها معه، فجّر الدكتور محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان، الخلافات بين قيادات الجماعة وشبابها من جديد، بعد هجومه على الشباب في حواره للقناة ولموقع «عربي 21» المقرب من الجماعة، الذي نُشر في ذات اليوم.


وقال «حسين» في حواره إن الخلافات داخل الجماعة انتهت تقريبًا في الداخل والخارج، عدا مجموعة ما زالت في تركيا والسودان، وشكلت هياكل موازية ولم يعد لها صلة بالجماعة، وهو اعتبار للجبهة الشبابية في الجماعة خارجين ومنشقين عنها.


في المقابل شنّ المكتب العام لجماعة الإخوان، التابع لجبهة الشباب في الجماعة هجومًا على الأمين العام للجماعة، محمود حسين، متهما إياه بـ«السعي لاستعادة أجواء الخلاف، وترسيخ الانقسام، وتعزيز الفرقة، ونزع الانتماء الإخواني والتنظيمي بالجملة عن جموع الإخوان، دون مراعاةٍ لظرفٍ أو عرفٍ أو لائحة»، بحسب بيان للمكتب في اليوم التالي.


وأضاف المكتب في بيانه أن «حسين» يقود انقلابًا على «الجماعة»؛ بسبب «رفضه للإجراءات الانتخابية الشورية القاعدية التي تمت وأفرزت شورى عامًا ومكتبًا عامًا»، مؤكدا أنه تجاوز المؤسسية قلبًا للأمور وتزويرًا للحقائق، وسعيًا لإعادة الأزمة بالرغم من حسم قضية الخلاف التنظيمي وفق القواعد والمبادئ الانتخابية القاعدية الشورية بين جموع الإخوان بالداخل منذ أكثر من عام» بحسب البيان.


وأكد المكتب، أن هناك محاولات عدة طرحها البعض للتقارب واستجاب المكتب لها، إلا أن «حسين» لم يكتف بسعيه لإيقاف أي محاولة للتقارب، ولكنه أصر على الخروج في الإعلام بين الحين والآخر لاستعادة أجواء الخلاف.


بعد الحوار والبيان، تصاعدت التراشقات بين رموز الجبهتين وكان الاتهام الرئيسي للشباب بالتمرد ورفض الطاعة للأمين العام، في حين رأى الشباب أن ولايته منتهية منذ 2014، ومع ذلك يصر على التمسك بمقعده ويرفض أي انتخابات.


وكشفت مصادر في جماعة الإخوان، تفاصيل تلك الأزمة ومآلاتها، وسبب تفجرها في ذلك الوقت.


وأوضحت المصادر، أن خلافات نشبت بين جبهتي «الجماعة» أدت لمجاهرة الأمين العام للجماعة باعتبار المعارضين لجبهة القيادات التاريخية «منشقين» عن الإخوان، ولقطع أي طريق يمكن أن يطيح به من منصبه ويؤثر على موقفه وقيادات الجماعة.


وأكدت المصادر، أن محمد بديع مرشد الإخوان بعث رسالة لـ«محمود عزت» نائبه، خلال الأشهر الماضية طالبه فيها بضرورة حل المشكلة الحالية في «الجماعة»، وعودة اللُحمة داخل الإخوان، ولكن كل من محمود حسين، الأمين العام للجماعة وإبراهيم منير، أمين التنظيم الدولي ونائب المرشد رفضا ذلك، مؤكدين أن الولاء لابد أن يكون لقيادات الجماعة والخروج عنهم خروج عن «الجماعة».


وأشارت المصادر، إلى أن صدامًا وقع بين «منير» وقيادي بـ«الجبهة الشبابية» طالبه بحل الأزمة والتخلي عن منصبه في «الجماعة»، وإجراء انتخابات على كل المقاعد، وهو ما رفضه «منير» مشيرًا إلى أن جبهة الشباب يريدون الاتجاه بالجماعة نحو العمل المسلح، وهو ما ترفضه القيادات، وإذا تركوا لهم المجال وجاءوا للقيادة فسيعني ذلك انهيار الجماعة.


وأوضحت المصادر، أن «منير» أبلغ المخابرات البريطانية في لقاء معهم أن عددا من شباب الجماعة المنتمين للجبهة الشبابية يقفون وراء العمليات النوعية التي تقوم بها حركتي «حسم» و«لواء الثورة» وهو ما دفعها لإعلان الحركتين كيانات إرهابية.


وأشارت المصادر إلى أن قيادات الجماعة رأوا التمسك بقاعدة السلمية ومحاولة التوصل لحل سلمي مع النظام المصري ينهي أزمة الجماعة، مؤكدة أن ذلك كان سببا في الفرقة بين الطرفين.


وأوضحت المصادر أن جبهة الشباب بدأت جهود الانفصال عن القيادات التاريخية دون إعلان ذلك، مؤكدة أن رموز الجبهة قرروا السير على النموذج التركي والانفصال بمشروع جديد دون تغيير اسم الجماعة، على طريقة أردوغان الذي انفصل عن أربكان، بذات الأفكار الإسلامية، وحتى لا يكونوا أسرى لسيطرة القيادات التي يصفونها بـ«المتجمدة».


وأكدت المصادر أن الجبهة حصرت المكاتب التابعة لها، وبدأت جمع التبرعات والاشتراكات منها؛ للبدء في مشروعها الجديد دون الإعلان عن أية تفاصيل، مشيرة إلى أنها بدأت في تغيير مواقفها عن الجبهة القيادية وأصدرت عددا من البيانات أفسدت فيه مخططات لجبهة القيادة بالتواصل مع النظام المصري، وأزعجت القيادات وكان آخرها تضامنهم مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب «مصر القوية»، على غير رغبتهم.


وأوضحت المصادر أن موقف «الجماعة» أصبح ضعيفا وخاصة في تركيا، ولم يعد أحد يتعامل مع قياداتها بجدية، وهو ما جعل القيادات ترجع ذلك بسبب الجبهة الشبابية التي أضعفت موقف قياداتها، موضحة أن إبراهيم منير زار تركيا وطلب اللقاء مع أحد رؤساء البلديات في إسطنبول لحل مشكلة خاصة بأحد الإخوان ولكن طلبه هذا قوبل بالرفض، وقوبلت طلبات مماثلة للقاء مسئولين أتراك بالرفض على عكس الدعوات للقائهم قبل التمرد عليهم من الجبهة الشبابية.


وأضافت المصادر أن اهتزاز صورة القيادات بسبب عدم حسمهم موقف الجبهة الشبابية أمام قواعدهم وأمام حلفائهم في الخارج، دفعهم لاتخاذ قرار حاسم باعتبار أنصار الجبهة الأخرى والتي يصل عددهم إلى نحو 40% من القواعد، منشقين وخارجين عن الجماعة، وأن القيادة في الجماعة للزعامات التاريخية وحدها، ومن يخالفهم فهو خارج عنهم، لكي تجبر الجميع على احترام القيادات والتعامل معهم بجدية.


وأكدت المصادر، أن ذلك أدى لتدهور الأمر خاصة بعد تصاعد الأصوات المعارضة لجبهة القيادات، وجعل الجبهة الشبابية تبدأ في عمل خطة لرد الصفعة للقيادات، وسحب مؤيديها عن طريق إطلاق مشروع جديد للتعامل مع النظام في مصر مازالت تضع محدداته وجمعت له عددًا من رموز الجبهة المتخصصين وعلى رأسهم عمرو دراج، وزير التعاون الدولي الأسبق، ويحيى حامد، وزير الاستثمار الأسبق، والداعية عصام تليمة.