رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

5 كيانات سياسية تحشد للتظاهر في ذكرى يناير.. «تقرير»

مظاهرات الإخوان -
مظاهرات الإخوان - أرشيفية


عادة ما تسعى جماعة الإخوان المسلمين للتظاهر في ذكرى ثورة يناير، وتستمر تلك المظاهرات لعدة أيام بعد 25 يناير، وتؤدي إلى توتر الأمور بشكل كبير داخل الدولة، في حين تعلن قوات الأمن الطوارئ وتستعد بشكل غير مسبوق لمواجهة تلك التظاهرات.



ولكن ذكرى يناير الماضي، كانت الأهدأ على الإطلاق منذ الإطاحة بالإخوان من سدة الحكم؛ لأنها تزامنت مع قرارات إدارية داخل «الجماعة» بفصل محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، الذي كان يقود الجبهة الشبابية المسئولة بشكل كبير عن تنظيم تلك التظاهرات، ما جعل الذكرى تمر دون ضجيج على عكس سابقاتها.



في الأعوام السابقة كان تحالف دعم الشرعية الذي تقوده جماعة الإخوان يصدر بيانا بالمشاركة ويحدد أماكن التحرك، ويستجيب لهذه الدعوة الإخوان وأنصارهم، وعدد كبير من الشباب.



حدث هذا طوال الأعوام الماضية منذ 30 يونيو 2013، ولكن مع الانقسام الحاصل في جماعة الإخوان تغيرت الخريطة تماما هذا العام.

ففي يوم الأحد الماضي، عقد تحالف دعم الشرعية الذي تقوده جماعة الإخوان، اجتماعا سريا، للوقوف على الخطوات الأولى في الاستعداد للمشاركة في ذكرى يناير.



وحضر الاجتماع عدد من رموز جماعة الإخوان أبرزهم، حسين عبد القادر، المتحدث باسم حزب «الحرية والعدالة»، وهمام علي يوسف، مدير مكتب الإخوان في تركيا، ومن الجماعة الإسلامية، محمد شوقي الإسلامبولي.



وناقش الاجتماع الاصطفاف مع الكيانات الأخرى الموجودة في تركيا مثل المجلس الثوري، و«البرلمان المصري» في الخارج، وتوحيد جميع المعارضين للنظام من كل الاتجاهات على مبادئ موحدة، استعدادا للدفع في اتجاه موجة ثورية في ذكرى يناير.



واتفق الحاضرون على الاتجاه في وضع تصور للمبادئ الموحدة مع كل الكيانات المعارضة في الخارج، وسيتم الإعلان عنه رسميا نهاية الأسبوع الجاري، ويشمل الاتفاق التوحد حول مطالب ثورة يناير، ووضع خطة لمواجهة النظام المصري، في خطوات تبدأ من ذكرى يناير.



في جانب آخر عقد الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، اجتماعا موسعا في إسطنبول، جمع فيه أكبر عدد من القوى السياسية في الخارج، تحت عنوان "يناير يجمعنا"، وتم إعلان تلك المبادرة في مؤتمر صحفي الثلاثاء الماضي.



وكشفت مصادر مقربة من أيمن نور، أن الكاتب الصحفي قطب العربي، وإسلام الغمري، القيادي بالجماعة الإسلامية، توليا التواصل مع نحو 150 شخصية من الموقعين على ميثاق الشرف الوطني، وأبرزهم محمود حسين، الأمين العام للإخوان، ووزير الشئون القانونية الأسبق محمد محسوب، للدعوة لمظاهرات يناير، وتقديم الدعم لتلك المظاهرات ومحاولة حشد الكتل الثورية والشباب للمشاركة في تلك الذكرى التي تأتي وسط تخبط الأوضاع في مصر، وكذلك التواصل مع عدد من العواصم الأوروبية وشرح صورة الأوضاع في مصر.



ولم تقتصر الاجتماعات على هذا الطرف، فقد قرر طرف آخر يضم المجلس الثوري وعدد من الشخصيات المستقلة في الخارج، أبرزهم المستشار وليد شرابي والمحامي عمرو عبدالهادي، عقد اجتماع هذا الأسبوع للترتيب للمشاركة في ذكرى يناير تحت شعار المطالبة بعودة الشرعية، وليس الإطاحة بالنظام الحالي وفقط.



طرف رابع دخل في خطة الدعوة للمظاهرات في 25 يناير، ولكن من باب الأزمات الاقتصادية الطاحنة، وهو حركة "غلابة" صاحبة دعوة ثورة الغلابة في 11_11، فبعد فشل تلك الدعوة، كشفت مصادر لـ"النبأ"،  أن ياسر العمدة، منسق الحركة، وعدد من المنتمين لهذه الحركة في تركيا وفي مصر، قرروا المشاركة في ذكرى يناير بذات شعاراتهم، التي تتعرض للأزمات المعيشية وتطالب بالإطاحة بالنظام لأنه السبب في تلك الأزمات.



وتقوم الحركة بالتنسيق مع عدد من الشباب في مصر، بالتجهيز والاستعداد للمشاركة في ذكرى يناير المقبلة، بعيدا عن كل الاتفاقات التي تجري في تركيا.



وفي مصر، يبدو الإخوان غير مستعدين بالكامل لتلبية طموحات الخارج، وسط الانقسام الحاد في الجماعة، ولذلك اختارت جبهة القيادات التاريخية الانضمام لمعسكر أيمن نور والالتزام بما سيصل إليه والدعوة للمظاهرات في ذكرى يناير، ومحاولة حشد القوى الثورية وراء هذا التجمع على أن تساهم الجماعة في الحشد ولا تتصدره.



في المقابل تستعد قيادات الجبهة الشبابية في الجماعة، بعد أن أنهت انتخاباتها الداخلية وتمكنت من انتخاب  «مكتب إرشاد»، ومجلس شورى جديد، لطرح رؤية الجبهة المستقبلية عبر وسائل الإعلام، وستحمل خطوطا عريضة لمنهج الجبهة، والذي يعتمد على مواجهة النظام وعدم القبول بأي تفاوض معه، وستحدد الجبهة ملامح المرحلة القادمة لتجمع حولها أكبر قدر من الإخوان وتتمكن من إحكام السيطرة على الجماعة.



وفيما يتعلق بذكرى يناير، فإن الجبهة الشبابية ستشارك بتصعيد في الاحتجاجات والمظاهرات دون تقديم أي فعاليات أو وسائل جديدة، ولكنها ستكون الكتلة الأكبر في المظاهرات التي يتم التخطيط لها؛ لأنها تجمع أغلب شباب الجماعة، وتحاول شحذ الهمم؛ للمشاركة في الفعاليات بقوة على عكس العام الماضي.