رئيس التحرير
خالد مهران

" الإلحاد " يضرب بلد الأزهر .. أخطر ملف عن الملحدين

الرئيس والبابا والإمام
الرئيس والبابا والإمام والملحد

الإحصائيات تؤكد زيادتهم بعد ثورة يناير

خريطة بأماكن تجمعات المحلدين على مستوى الجمهورية

يترددون على مقاهى «البورصة» و«حكايتنا» فى وسط البلد

قطري: غياب الدين يؤدي لزوال الأمم والإرهاب يدمرها

المسيحية» اعتبرتهم خارجين عن الملة واتهمتهم بتدمير المجتمع

شيخ الأزهر شدد على ضرورة وجود تشريع يمنع نشر العلمانية

مهنا: الإلحاد والكفر وراء انتشار العمليات الإرهابية

مزروعة: أصحاب هذه الاتجاهات جاهلون بديننا الحنيف

إعلاميون وفنانون متهمون بازدراء الدين الإسلامي والإلحاد

لم يكن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن الملحدين وضرورة تجديد الخطاب الدينى لمواجهتهم، إلا بداية لإثارة الجدل مجددا حول ظاهرة الإلحاد، التى بدأت تنتشر فى المجتمع المصرى، لاسيما بعد إعلان عدد من الشباب، عن إلحادهم فى وسائل الإعلام، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى. المؤسسات الدينية فى مصر، مثل الأزهر والكنيسة، تعمل على مواجهة هذه الظاهرة والتصدى لها، قبل أن تتحول إلى طوفان يجرف كل الشباب، ويهدد بتدمير المجتمع، خاصة أن «الملحدين» يتخذون من مواقع التواصل الاجتماعى، مكانا لنشر أفكارهم ودعواتهم، التى تهدف إلى التحرر فى الفكر والسلوك والاعتقاد، مستغلين فى ذلك الإقبال الكبير من الشباب، على هذه النوافذ والمنابر الإعلامية.

«النبأ» من جانبها، تفتح ملف الإلحاد فى مصر، فى محاولة لرصد الأعداد الحقيقية للملحدين، والأماكن التى يتجمعون فيها، فضلا عن تقديم روشتة علاج لهذه الظاهرة الخطيرة التى تعصف بالمجتمع المصرى.

أماكن تواجدهم :

تعتبر مقاهى وسط البلد، من أشهر الأماكن التي يجلس عليها الملحدون؛ لمناقشة أفكارهم، تلك الأماكن التى شوهت صورة شوارع القاهرة؛ بسبب ضعف الرقابة عليها، وانتشار الفوضى والبلطجة، لاسيما فى أواخر عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك. ويتردد الملحدون على سلسلة مقاهى البورصة، التى توجد بشارع هدى شعرواى، على بعد خطوات قليلة من مبنى وزارة الداخلية، ويختلف هؤلاء الملحدون فى ثقافاتهم ومستوياتهم التعليمية، ولكنهم يتفقون على «الإلحاد» الذى يتخذونه مذهبا فى حياتهم.

أما مقهى حكايتنا، أو كما يسمى «مكنة الملحدين»، فقد بدأ يأخد مكانه وسط مقاهى وسط البلد الشهيرة، بعد اندلاع ثورة 25 يناير، وتدور حول هذا المقهى، العديد من الحكايات، ومنها أنه كان مكتبا للاستيراد والتصدير، ثم تحول إلى مكان لتجمع الملحدين، الذين يمارسون فيه هواياتهم فى مناقشات الأفكار والاتجاهات الثقافية المختلفة.

ويقول مصطفى بغدادى، صاحب مقهى حكايتنا، إنه استأجر المقهى منذ عام 2012، وسجل العقد فى الشهر العقارى، منوها إلى أن عددا كبيرا من الذين كانوا يسمون أنفسهم شباب الثورة، وأعضاء حركة 6 أبريل، كانوا يجلسون باستمرار على هذا المقهى.

وأضاف أن عددا من سكان الشارع الذى يوجد فيه مقهى حكايتنا، اشتكوا من الممارسات المريبة التى يقوم بها الشباب، الذين تم اتهامهم بممارسة الشعوذة والطقوس الغريبة، فضلا عن إدمان المخدرات، موضحا أن الشرطة، ألقت القبض على أحد رواد المقهى، بتهمة بيع المواد المخدرة.

وأضاف أنه قبل عدة أشهر، أغلق رئيس حى عابدين، أحد المقاهى الموجودة فى شارع الفلكى المتفرع من شارع هدى شعرواى؛ نظرا لأن هذا المقهى لم يكن مرخصا.

أما عن أشهر صفحات الملحدين على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، فهى صفحة «موقع الحوار المتمدن»، ويشترك فيها نصف مليون شخص، و«ملحد وأفتخر» وبها 1143 مشتركًا، و«سخرية الفكر الدينى» وبها 2,953 مشتركا، و «نظرية التطور»وبها 10,188 مشتركا، و «القردة العليا»، وبها 2,100 مشترك، و«مدونة مجرد إنسان» وبها 10,635 مشتركا، و «فيس بوك العلمانية» وبها58,609 مشتركين.

وبالنسبة للمواقع التى تروج للإلحاد، فمنها: «الحوار المتمدن»، ويدخل عليه 70 ألف زائر يوميا، ويكتب فيه 18 ألف كاتب من مختلف الدول العربية، وكذلك موقع «إلحاد»، ويزوره يوميا 10 آلاف شخص، ثم «شبكة اللادينيين العرب» ويدخل عليها يوميا 4 آلاف زائر.

أما على «يوتيوب».. فإننا نجد العديد من القنوات التى ترتبط بالملحدين ومنها: «مترجمات العلم والفلسفة» وتحقق مشاهدات تصل إلى 1,485,000 مشاهدة يوميا وعليها 3800 مشترك، «المنطقة الحرة»،1,410,000 مشاهدة و1290 مشتركًا، «تليفزيون الإلحاد»، 350 ألف مشاهدة و1240 مشتركًا، «أنتى جوبلز»، 400 ألف مشاهدة و1460 مشتركًا، «شاكوش»، 720 ألف مشاهدة و1000 مشترك، «أنا أفكر»، 150 ألف مشاهدة و1000 مشترك، «التنوير»، 88 ألف مشاهدة و1000 مشترك، «المصرى الملحد»، 160 ألف مشاهدة و845 مشتركًا.

وتؤكد إحدى الإحصائيات وتسمى «إحصائية المجذوب»، أن عدد الملحدين النشطاء على الإنترنت، يصل إلى 100 ألف شخص، وتفترض هذه الدراسة أن هناك نسبة لا تقل عن ضعف هذا العدد، خائفون من إعلان إلحادهم، ومن هنا نفهم أن الملحدين يزيد عددهم على ربع مليون شخص، وربما يكون وصل هذا العدد إلى نصف مليون فى وقتنا الحاضر، خاصة أن هذه الدراسة، أجريت قبل ثورة يناير، التى كان لها دور كبير فى اهتمام الشباب بالسياسة، ما يؤكد زيادة أعداد الشباب الملحدين.

يعتقد الملحدون أن العلاقات الجنسية، تخضع للقبول بين الشباب والفتيات، وليس للدين دخل بها، كما أنهم يعتقدون فى حرية الإنسان، فى مسألة الإيمان بإله من عدمه، فضلا عن أنهم ينكرون وجود الجنة.

يرى الملحدون، أن أصل كلمة جهنم عبرية، وهى مشتقة من كلمة «جى هنوم»، وتعنى وادى هانوم، موضحين أن هذا الوادى، كان يتم حرق الضحايا البشرية به.

ويروج الملحدون دائما لأحاديث ضعيفة أو مختلقة، ويحاولون بكل الطرائق، التشكيك فى القرآن والسنة، وغالبا ما تتركز أحاديثهم على القصص الدينية والإعجاز العلمى فى القرآن، فيرى الملاحدة أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مات مسمومًا؛ بسبب الشاة التى قدمتها له امرأة يهودية، وأن انشقاق القمر الذى ورد فى القرآن، ليس له أصل.

من جانبه، يقول العميد محمود قطري، الخبير الأمني إن الدولة وأجهزة الأمن بها تعتبر الملحدين لا يمثلون خطرا عليها وعلى نظام الحكم؛ لذلك هي غير قلقة من وجودهم، مؤكدا خطأ هذا الاعتقاد.

وانتقد قطري ما قاله الرئيس السيسي عن الملحدين في ليلة القدر، مشددا على أنهم لا يقلون خطرا على الوطن وعلى الأمن القومي المصري عن المتشددين الإسلاميين الإرهابيين، محذرا من أن غياب الدين (الإلحاد) يؤدي الى انهيار وزوال الأمم، بينما يؤدي الإرهاب إلى تدميرها، وبالتالي فهما وجهان لعملة واحدة، وأشد خطورة من داعش.

تهدد المجتمع الإسلامي

تعد ظاهرة الإلحاد، من أخطر الظواهر التى تهدد المجتمع الإسلامى فى الوقت الحاضر، ولذلك توجه العديد من المؤسسات الدينية الإسلامية، اهتمامها؛ للتصدى لخطر الإلحاد الذى يهدف إلى تفتيت الدين الإسلامى، ونشر العديد من الأفكار الغريبة عن المجتمع الشرقى.

وحذر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من انتشار ظاهرة الإلحاد في مصر، كما طالب العلماء بتشريع يمنع نشر العلمانية، لافتا إلى أن نظرية تشارلز داروين الخاصة بالتطور البشرى، تستخدم عند الملحدين؛ لتبرير الإلحاد.

وأكد «الطيب» أن الإلحادَ هو الانحراف عن الحق إلى الباطل، وعن الهدى إلى الضلال، وعن الاستقامة إلى الاعوجاج، وعن الأديان إلى الشرك والكفر والمادية، منوها إلى أن كثيرا من الشباب، أصبح لا يتورع عن إعلان إلحاده، وبعضُهم يتباهى به، وفى اعترافهم بهذا الهوس، إدانة لهم، ودليلٌ على جهلهم بالمعنى الحقيقى لكلمة الإلحاد.

وحذر شيخ الأزهر الشبابَ من أن تنطلى عليهم مثل هذه الظواهر الوافدة على الأمة الإسلامية، مؤكدا أن الإلحاد ظاهرة قديمة، تتخفى فى ثوب التفكير العميق والفلسفة والمنهج العلمي، مضيفًا أنه ظاهرة ينفق عليها من بعض الجهات، وأصبحت عملية منظمة؛ لتفتيت عضد الأمة الإسلامية.

وأوضح «الطيب» أن الملحدين لا يعترفون بدينٍ ولا بوجود الله، وليسوا على قدر من الثقافة والعلم والدين والفكر، وإنما هم سطحيُّون فى أفكارهم؛ نظرا لدراساتهم التطبيقية المادية، مشددا على أن الإلحاد، مرض يحتاج إلى معالجة من خلال الحوارِ مع الشباب المثقف.

وقال الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر: «إن البعض يحاول إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، فلم تعد تذكر كلمة إرهاب إلا وتتوجه أصابع الاتهام إلى الإسلام، لافتا إلى أن الذى عمق هذه الصورة، هو ماترتكبه بعض الجماعات من أعمال إرهابية باسم الإسلام».

وأضاف «مهنا» أن مصطلح الإرهاب، ظهر لأول مرة مع الحركات الثورية التي تأسست في أوروبا؛ لإزاحة الدين وإسقاطه من حياة الناس، فالذي جعل الإرهاب وسيلة مشروعة، هو الغرب وليس الإسلام.

وأكد مستشار شيخ الأزهر، أن من أنتج الإرهاب هو الإلحاد والكفر، وليس الدين الإسلامي، منوها إلى أن من يمارسون الأعمال الإرهابية باسم الدين، ينفذون أجندة الإلحاد، وأن الدين الإسلامى، بريء منهم ومن أعمالهم الإرهابية.

ويقول الدكتور محمود مزروعة، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن الملحد هو الشخص الذي خرج عن الدين الحق وهو الإسلام، مؤكدا أن الملحد يعد في نظر الشرع كافر، ويجب تطبيق حد الردة عليه؛ طبقا للضوابط الشرعية، وبواسطة الحاكم أو ولى الأمر.

وأضاف «مزروعة» أن هناك فرقا كبيرا، بين المرتدين والخوارج؛ فالمرتدون لا يؤمنون بوجود الله ولا بوجود الأنبياء، ولا الكتب السماوية، أما الخوارج فهم فئة خرجت على بعض أحكام الدين الإسلامى، ولا يعدون كفرة، ضاربا المثل بالحوثيين فى اليمن، الذين يسيرون طبقا للطريقة الزيدية.

وأشار «مزروعة » إلى أن حد الردة، موجود فى الإسلام، ولا يستطيع أحد إنكاره، مستشهدا بقول الرسول صلى الله الذى جاء فيه: «من بدل دينه فاقتلوه»، لافتا إلى أن هذا القول، حديث صحيح في البخارى ومسلم.

كما استشهد بالحديث الشريف الذى يقول: «لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بإِحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِيْ، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّاركُ لِدِيْنِهِ المُفَارِقُ للجمَاعَةِ"، لافتا إلى أن حد تارك الدين هو القتل، وأن ذلك حدث في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، وفى عهد أبى بكر و عمر. وأكد «مزروعة» أن استشهاد الملحدين، ببعض الآيات التى جاءت بالقرآن مثل: «لا إكراه في الدين»، كدليل على حرية العقيدة في الإسلام، يعتبر جهلا بالدين الإسلامى؛ فهذه الآية التي يستشهد بها هؤلاء الملحدون، نزلت في غير المؤمن، الذي لم يدخل الإسلام بعد، وأن المؤمن، الذي يعتنق الإسلام مكرها، ليس مسلما، أما الذي أسلم واعتنق الإسلام عن قناعة، فقد وهب نفسه لله، وأقام معه عهدا وميثاقا غليظا.

ويرى الشيخ على أبو الحسن، رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف سابقا، أن الملحد هو الشخص الذي أنكر وجود الله ووجود الأنبياء والرسل، مؤكدا أن عقوبة الملحد، هي تطبيق حد الردة عليه، وأنه على الحاكم أن يتصدى لهؤلاء الملحدين؛ لأن من واجب ولى الأمر، الحفاظ على الدين الإسلامى وعلى مصالح العباد.

وأكد «أبو الحسن» أن الملحدين يمثلون خطرا كبيرا على دين الأمة، وبالتالي يجب التصدى لهم ومقاومتهم بالطرائق القانونية والشرعية.

أما الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، فقال إنه سيؤسس جبهة للتصدي للملحدين، الذين يشكلون خطرا كبيرا يهدد هوية المجتمع الإسلامى، لافتا إلى أن الإلحاد، لا يدخل ضمن حرية الاعتقاد، مطالبا الرئيس عبد الفتاح السيسى، بتفعيل مواد الدستور والتصدى للملحدين.

وأشار أستاذ الشريعة الإسلامية، إلى أن الإلحاد يدعو إلى الأفكار المناهضة للدين الإسلامى، وأن تطبيق حد الردة، هو العقوبة الدنيوية للملحد الذى يجب التفريق بينه وبين زوجته قبل تطبيق حد الردة عليه؛ لأن هذا الملحد يعد مثل المرتد عن الدين الإسلامى، مشددا على ضرورة تصدى المجتمع لأفكار الملحدين، التى تسعى لهدم الدين الإسلامى والتعدى على قيمه.

وأضاف أن السماح للمحلدين بنشر أفكارهم، تحت بند حرية الفكر والعقيدة، يعطى الفرصة للجماعات التكفيرية والإرهابية؛ للمطالبة بنشر أفكارها، تحت مسمى حرية الاعتقاد أيضا.

ملحدون في الكنيسة

لم يكن الشباب الأقباط بعيدين عن الإلحاد الذى أصبح فى السنوات الأخيرة، صداعا فى رأس الكنيسة، التى تحاول مواجهة هذه الظاهرة التى يراها بعض القساوسة تهدد بتدمير المجتمع.

وتحاول الكنيسة مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة، قبل زيادة عدد شباب الأقباط الذين يسيرون فى طريق الإلحاد؛ حتى يمكنهم الإفلات من تعاليم الكنيسة بمنع الزواج الثاني، خاصة أن الإلحاد بالنسبة إليهم، أقل أثرا من الدخول في الإسلام الذي يمثل كارثة كبرى إذا لجأوا إليه حتى يمكنهم إتمام الطلاق والزواج مرة ثانية.

فى هذا السياق، قال المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، القس بولس حليم، إن الإلحاد لا يعد مشكلة تعاني منها مصر فقط؛ بل هو مشكلة عالمية، وظهرت نتيجة اختلاف الثقافات، لافتا إلى أن هذا الاختلاف والتعدد فى الاتجاهات، يكون له تأثير على بعض الشخصيات التى تلحد؛ بسبب الأمية الدينية وضعف التوعية المجتمعية.

وأضاف «حليم» أن الكنيسة تعتبر الملحد خارجا عن الملة؛ لأنه ينكر وجود الله، وهذا مخالف للدين الإسلامى، ولتعاليم الكتاب المقدس فى المسيحية أيضا.

من جانبه قال ممدوح رمزى المحامى القبطى رمزي وعضو مجلس الشورى السابق إن ظاهرة الإلحاد لا وجود لها داخل الكنيسة إلا في أعداد ملحوظة وبسيطة وتعد على الأصابع موضحا أن الالحاد مرتبط بالظروف الاجتماعية والفراغ.

وأشار رمزى إلى أن إلحاد بعض الشباب من الكنيسة هو نوع من الكيد ضدها وذلك من أصحاب مشكلات الأحوال الشخصية الذين يبحثون عن الطلاق، والزواج الثاني، فهم يقومون بثورة مكبوتة ضد تعاليم المسيحية لعدم الرضا عنها، منوها بأنهم لم يلحدوا بالمعنى الحقيقى، لكنها مجرد ضغوط يفروضونها على الكنيسة؛ من أجل تلبية مطالبهم.

وعن حقيقة تقنين الكنيسة للالحاد فى قانون الاحوال الشخصية بأن يكون الطلاق للشخص الملحد، أوضح رمزى أن ما ورد فى القانون مجرد اجتهادات شخصية ولم يتم الأخذ بها حتى الآن.

وتوقع إلغاء هذه النصوص؛ لأن الكنيسة ترفض الإلحاد وتعتبره عاملا أساسيا فى تدهور المجتمع.

إعلاميون وفنانون متهمون بازدراء الدين الإسلامي والإلحاد

شهدت الفترات الماضية، التقدم ببلاغات كثيرة ضد بعض الإعلاميين والفنانين، الذين تتهمهم تلك البلاغات بـ«الإلحاد»، وفى هذا الإطار، تقدم المحامى الشهير نبيه الوحش، ببلاغ ضد كل من المفكر سيد القمنى، والمخرجة إيناس الدغيدى، والإعلاميين مفيد فوزى، وإسلام البحيرى، واتهمهم «الوحش» فى هذا البلاغ، أنهم ازدروا الدين الإسلامى.

وطالب «الوحش» كذلك بالتفريق بين الإعلامى إبراهيم عيسى وزوجته؛ نظرا لأن «عيسى» مرتد وأنكر الشفاعة فى الإسلام بحسب ما يعتقد «الوحش».

كما تقدم المحامي هشام إبراهيم مصطفى، والمحامية إيناس البيطار، و خالد حمدى، العميد السابق لكلية الحقوق بجامعة عين شمس، ببلاغات ضد أحمد الحرقان، أحد الشباب الملحدين، يتهمونه بازدراء الأديان ونشر الإلحاد، بعد ظهوره فى برنامج «تحت الكوبري»، الذى كان يقدمه الإعلامى طونى خليفة، على فضائية القاهرة والناس.

كما طالب المحامي هشام إبراهيم، طونى خليفة، بالاعتذار رسميا عن إذاعة هذه الحلقة، وإلا ستتم مقاضاته بتهمة ازدراء الأديان. وتقدم المواطن محمد عنانى، ببلاغ إلى النائب العام ضد الكاتب سيد القمنى. وفى هذا البلاغ، طالب المواطن المذكور، بمصادرة جميع مؤلفات سيد القمنى، وحرقها ومنعه من الكتابة نهائيًا؛ تطبيقًا للمادة 159 من القانون رقم 58 لسنة 1973 والمادة 46 من الدستور، موضحا أن «القمنى» شوه صورة الدين الإسلامى، عندما طالب بإنشاء كعبة بالوادى المقدس فى سيناء، لافتا إلى أن هذا يعد تطاولًا على ركن من أركان الدين الإسلامى.

وأوضح «عنانى» فى بلاغه أن «القمنى» أهان الرسول، صلى الله عليه وسلم، فى كتبه «الحزب الهاشمى»، و«حروب دولة الرسول»، و«النسخ فى الوحى»، فضلًا عن أنه وصف الإسلام بأنه إفراز من إفرازات الجاهلية، وأن الدعوة النبوية هى تطور لمفهوم إقامة الدولة الهاشمية، وأن القرآن يتضمن 23 آية غير صالحة لزماننا.