البرهان يشترط تفكيك قوات الدعم السريع للتعاون مع واشنطن والرياض من أجل السلام في السودان
في خطوة جديدة على الساحة السودانية، أعلن قائد الجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، يوم الأربعاء، استعداده للتعاون مع الولايات المتحدة والسعودية من أجل إحلال سلام دائم في السودان، مشددًا على أن هذا التعاون مرتبط بشرط أساسي وهو تفكيك قوات الدعم السريع، في موقف يعكس تراجعًا عن موقف سابق رحب فيه بالتدخل الأميركي المباشر لإنهاء الحرب في البلاد.
وأوضح البرهان أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كانت "إيجابية ومشجعة"، مؤكدًا أن السودان يرحب بالجهود الأميركية والسعودية لإنهاء النزاع، مع التأكيد على أن أي حل دائم يجب أن يشمل تفكيك قوات الدعم السريع وحرمانها من أي دور في المستقبل السياسي والأمني للبلاد.
اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بسبب خلافات حول المرحلة الانتقالية، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، وسط مخاوف من تقسيم البلاد جغرافيًا. سيطرت قوات الدعم السريع على ولايات دارفور الخمس، بينما يسيطر الجيش على باقي الولايات، بما فيها العاصمة الخرطوم. وقد فرضت الأزمة تحديات كبيرة على جهود السلام في السودان، وأبرزت الحاجة إلى تدخل الولايات المتحدة والسعودية لدفع عملية الهدنة وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
يرى المراقبون أن موقف البرهان يجمع بين الترحيب بالجهود الأميركية والسعودية وبين وضع شروط صعبة التنفيذ، أبرزها تفكيك قوات الدعم السريع، مما يوضح تعقيدات الأزمة السودانية. ويشير بعض الخبراء إلى أن البرهان يخضع لضغوط الحركة الإسلامية التي ترفض إنهاء الحرب إلا إذا ضمنت مواقعها في السلطة، إضافة إلى طموحه الشخصي للبقاء في الحكم.
وشدد البرهان على أن السودان يسعى لأن يكون شريكًا قويًا للولايات المتحدة والسعودية بعد انتهاء الحرب، للمساهمة في استقرار المنطقة، مكافحة الإرهاب، وإعادة بناء المدن المدمرة، مؤكدًا أن السلام في السودان لن يتحقق عبر النصر العسكري وحده، بل عبر الديمقراطية وسيادة القانون وحماية حقوق المواطنين السودانيين.
