رئيس التحرير
خالد مهران

هذا ما يحدث لجسمك عند المشي لمسافة 3000 خطوة

المشي
المشي

وفقًا لبحث جديد، يُمكن أن يُبطئ المشي أكثر من 5000 خطوة يوميًا التدهور المعرفي وتراكم البروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر بشكل ملحوظ.

وحلل العلماء بيانات 294 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 50 و90 عامًا، وكان لدى هؤلاء المشاركين بروتينات الأميلويد والتاو - المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمرض الزهايمر - في أدمغتهم، ومع ذلك لم تظهر عليهم أي أعراض للخرف.

على مدى فترة تصل إلى 14 عامًا، ارتدى المشاركون عدادات خطوات لتتبع خطواتهم، إلى جانب الخضوع لفحوصات دماغية منتظمة وتقييمات إدراكية سنوية. 

نتائج الدراسة

كشفت الدراسة، عن وجود علاقة واضحة، حيث ارتبطت مستويات النشاط البدني الأعلى بتدهور أبطأ في مهارات التفكير والذاكرة، وتحديدًا تلك المرتبطة ببروتينات الأميلويد في الدماغ.

وحتى النشاط البسيط (3001-5000 خطوة يوميًا) ارتبط بتباطؤ ملحوظ في تراكم تاو والتدهور المعرفي، وفقًا للخبراء، مع أن المشي من 5001 إلى 7500 خطوة يوميًا يبدو أكثر فائدة.

وفي ضوء ذلك، هناك عدة طرق رئيسية أخرى يُمكن للمشي من خلالها تعزيز صحة أدمغتنا:

تعزيز تدفق الدم إلى الدماغ

يزيد المشي من تدفق الدم وتوصيل الأكسجين إلى الدماغ، وهو أمر ضروري للحفاظ على الوظيفة العصبية المثلى، فعندما نمشي، يرتفع معدل ضربات القلب ويصبح الجهاز الوعائي أكثر كفاءة في توزيع الدم الغني بالأكسجين في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ.

يُحسّن هذا الدوران توصيل العناصر الغذائية والتخلص من الفضلات الأيضية، مما يدعم صحة الخلايا العصبية والمشابك العصبية، كما يُساعد زيادة الأكسجين على تحفيز إطلاق النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، مما يُحسّن اليقظة والمزاج والتركيز.

علاوة على ذلك، يُضيف طبيب الأعصاب أن المشي المنتظم مع مرور الوقت يُقوي الأوعية الدموية الدماغية، مما يُعزز صحة الدماغ على المدى الطويل، ويُقلل من خطر التدهور المعرفي والحالات المرتبطة بالأوعية الدموية مثل السكتة الدماغية أو الخرف.

يُعزز القدرات المعرفية

يمكن أن يُساعد المشي السريع يوميًا على شحذ الذهن، فالمشي، وخاصةً بوتيرة سريعة، يُعزز العديد من الوظائف المعرفية، بما في ذلك الذاكرة والانتباه والتحكم التنفيذي، وتكمن الآلية في زيادة إنتاج عامل التغذية العصبية المشتق من الدماغ (BDNF)، وهو بروتين يدعم نمو الخلايا العصبية وبقائها، ويُعزز التواصل بين خلايا الدماغ.

ويُساهم هذا التحسن الكيميائي العصبي في تحسين القدرة على التعلم، واستعادة الذاكرة بشكل أسرع، وتفكير أكثر مرونة، فالمشي بالهواء الطلق في الطبيعة مُفيد بشكل خاص، والجمع بين الحركة والهواء النقي والمناظر الطبيعية يُنشط نصفي الدماغ، مما يُعزز التفكير المُبتكر والمتنوع.

يُحسّن المزاج ويُقلل التوتر

للمشي آثار عميقة على المزاج وتنظيم التوتر، حيث تُشجع الحركة الإيقاعية المُتكررة للمشي على الاسترخاء من خلال خفض مستويات الكورتيزول وتحفيز الجهاز العصبي الباراسمبثاوي (آلية التهدئة الطبيعية في الجسم)، كما يُحفز المشي المُنتظم إطلاق الإندورفين والسيروتونين، مما يُؤدي إلى شعور طبيعي بالسعادة يُمكن أن يُخفف من أعراض القلق والاكتئاب.

ويُعزز المشي في الهواء الطلق هذه الفوائد بشكل أكبر، ويُساعد التعرض للضوء الطبيعي والمساحات الخضراء على تنظيم الساعة البيولوجية ويُعزز إفراز الدوبامين، مما يُحسّن الدافع والتوازن العاطفي بشكل عام.