دراسة: تصفح الإنترنت ليس المشكلة.. ولكن متى يحدث ذلك؟

تشير دراسة جديدة إلى أن تصفح الإنترنت ونشر المحتوى في الساعات الأولى من الصباح قد يكون مؤشرًا خطيرًا على الصحة النفسية، وقد تكون آثاره وخيمة كالإفراط في الإدمان.
وكشفت دراسة أن من يقوم بالنشر بانتظام بين الساعة 11 مساءً و5 صباحًا أظهروا صحة نفسية أسوأ بكثير من مستخدميها خلال النهار.
ووجدت الدراسات التي تبحث في تصفح الإنترنت واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ارتباطًا بتدهور الصحة النفسية، وتحسنها، وحتى عدم حدوث أي تغيير على الإطلاق.
ووجد تحليل واسع النطاق لأكثر من 350 ألف شخص أنه على الرغم من ارتباط قضاء وقت أطول على وسائل التواصل الاجتماعي بتدهور الصحة النفسية، إلا أن التأثير كان ضئيلًا.
وتكمن مشكلة هذا البحث في تركيزه على مقدار الوقت الذي يُقضى في تصفح الإنترنت وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يقضي شخصان نفس القدر من الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن تجاربهما مختلفة تمامًا - أحدهما يتصفحها بسلبية، والآخر ينخرط في محادثات ليلية متوترة.
ويُزيل الحظر الكامل الآثار الضارة، ولكنه يُلغي أيضًا الفوائد المحتملة، ويعتمد العديد من الشباب على هذه المنصات لتكوين صداقات والحفاظ عليها، وبالنسبة لأولئك الذين يعانون بالفعل من مشاكل نفسية، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن توفر الدعم والتوجيه والتواصل الاجتماعي الذي قد يظل بعيدًا عن متناولهم.
من ناحية أخرى، قد يؤدي الاستخدام في وقت متأخر من الليل إلى تأخير موعد النوم، وتدهور جودة النوم، وبالتالي الإضرار بالصحة النفسية، وقد يتفاقم الضرر مع الأنشطة التفاعلية للغاية - كالنشر والمراسلة - مقارنةً بالتصفح السلبي.
نتائج الدراسة
وجدت الدراسة أدلةً قويةً على أن وقت النشر على تطبيق اكس، مرتبطٌ بصحته النفسية. مثّل وقت النشر حوالي 2% من الاختلافات في الرفاهية بين المشاركين، وقد يبدو هذا ضئيلًا.
وأفاد مستخدمو تطبيق اكس الليليون المنتظمون (من 23:00 إلى 05:00) باستمرار بتدهور صحتهم النفسية مقارنةً بمن ينشرون بشكل أساسي خلال ساعات النهار، مع ارتباط أوقات النشر بأعراض الاكتئاب والقلق.
وكانت الروابط بين وقت النشر وهذه الأعراض أضعف بشكل عام، لكنها تفاوتت باختلاف العمر والجنس. على سبيل المثال، وكانت العلاقة بين وقت النشر والقلق أقوى بمرتين تقريبًا لدى المشاركين الأكبر سنًا، حيث يُفسّر وقت النشر 1.3% من الاختلافات في مستويات القلق بين المستخدمين الأكبر سنًا مقارنةً بـ 0.6% لدى الأصغر سنًا.
علاج المشكلة
إذا كان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ليلًا يضر بالصحة النفسية حقًا، فقد تكون الحلول المُستهدفة مفيدة حيث أطلق تيك توك مؤخرًا ميزة "الاسترخاء"، التي تُستبدل فيها الصفحة الرئيسية لمن هم دون سن السادسة عشرة بموسيقى هادئة وتمارين تنفس بعد الساعة العاشرة مساءً.
يُظهر الاستخدام الليلي كيف يُمكن للسياسات والمنصات معالجة السلوكيات الضارة المحتملة دون اللجوء إلى حظر تام، ويُمثل هذا تحولًا من القياسات السطحية لوقت استخدام الشاشة إلى مراعاة ما يفعله الناس، ومتى وأين يفعلون ذلك، ومن هم.