الإصابة بفيروس كورونا لمدة طويلة يؤدي لتطوره

تؤكد النتائج أن فيروس كورونا يمكن أن يتطور إلى متحورات مثيرة للقلق لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة، واكتشف الباحثون في دراسة جديدة أن استمرار الإصابة بفيروس كورونا لدى مريض لأكثر من عامين أدى إلى تطور فيروس كورونا المستجد لعشرات الطفرات الجديدة لديه.
وتصف الدراسة، واحدة من أطول حالات عدوى فيروس سارس-كوف-2 المعروفة، حيث استمرت لأكثر من 750 يومًا لدى شخص مصاب بعدوى متقدمة بفيروس نقص المناعة البشرية.
وفي حين لم يُسجل أي انتقال لاحق لمتحورات جديدة من الفيروس من الشخص المصاب، إلا أن النتائج تؤكد على ضرورة المراقبة والعلاج للأشخاص المصابين بعدوى كوفيد-19 المستمرة.
وحلل العلماء ثماني عينات جُمعت بين مارس 2021 ويوليو 2022 من مريض يُفترض أنه أُصيب بالعدوى لأول مرة في مايو 2020.
ووجدوا أن عينة الفيروس المأخوذة من المريض تحمل عشرات الطفرات، وتنتمي إلى سلالة B.1 من فيروس كورونا المستجد، التي ينتمي إليها أيضًا متحور أوميكرون شديد العدوى.
ووجد العلماء أن الطفرات المرتبطة بمتحور أوميكرون من فيروس كورونا المستجد ظهرت لدى هذا المريض المصاب بعدوى طويلة الأمد "قبل أشهر من ظهوره في المجتمع عقب ارتفاع أوميكرون في نهاية عام 2021".
وكتب العلماء: لاحظنا ارتفاع وانخفاض مجموعات مختلفة من الطفرات في أوقات مختلفة من العدوى بفيروس كورونا، مما يدعم فكرة أنه في حالات العدوى طويلة الأمد بفيروس SARS-CoV-2، يمكن أن يتغير الجينوم السائد بمرور الوقت، ويمكن أن تستمر مجموعات فيروسية متعددة في عدوى واحدة.
تحليل الجينوم الفيروسي
ثم استخدم الباحثون أدوات برمجية لتحليل الجينوم الفيروسي وتطوره داخل المريض، ولم تُعثر على معظم طفرات الفيروس التي وُجدت لدى المريض في قواعد البيانات الإلكترونية، مما يُشير إلى عدم وجود انتقالات مُقلقة من هذا الشخص.
وكتب الباحثون: "قد يُشير الغياب المُستنتج للعدوى اللاحقة إلى فقدان قابلية الانتقال أثناء التكيف مع مُضيف واحد"، حيث تؤكد النتائج أن استمرار كوفيد-19 لدى الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة يُمثل مصدرًا مُحتملًا لخطر ظهور مُتغيرات مُقلقة.
وكتب الباحثون: تُؤكد نتائجنا على أهمية العلاج المُناسب لعلاج عدوى فيروس كورونا المُستجد (SARS-CoV-2) المُستديمة ومراقبتها لفهم كيفية مساهمة الطفرات في التكيف الفيروسي.
وأضافوا: تُوفر مجموعة الأدلة العلمية المتاحة حاليًا تطورات هذه العدوى المُستديمة مُبررًا لمزيد من الجهود للحد من خطر العدوى بين الفئات السكانية المُعرضة للخطر وضعاف المناعة، ولإجراء المزيد من الدراسات حول تطور فيروس كورونا المُستجد (SARS-CoV-2) داخل المُضيف.