رئيس التحرير
خالد مهران

الهروب من الثانوية العامة.. الأهالي يتجهون للنظام الأمريكي وسط جدل حول تكافؤ الفرص

النبأ

يعيش مئات الآلاف من الأسر المصرية حالة من القلق المستمر لأكثر من عام، مع وجود أحد أبنائها في مرحلة الثانوية العامة، وسط ضغوط الامتحانات وتكاليف الدروس الخصوصية.

وفي السنوات الأخيرة، لجأ عدد كبير من الطلاب إلى النظام الأمريكي كحل بديل لتخفيف هذه الضغوط، فيما وصفه بعض الخبراء بـ "الهروب من جحيم الثانوية العامة".

صفاء عبد العال، ولية أمر، تقول: أنها فوجئت بالكثير من زملاء ابنها، قاموا بالتحويل لنظام الأمريكي، العام الماضي من ثالثة ثانوي عام إلى النظام الأمريكي، هروبًا من صعوبة الامتحانات وتكاليف الدروس الخصوصية التي تنهك ميزانية الأسرة.. لكن القلق لم ينتهِ، بل ظل ممتدًا حتى إعلان نتيجة التنسيق".

النظام الأمريكي بين المزايا والتحديات

رحاب سامي، مؤسسة جروبات "نبض أولياء الأمور" بالدقهلية والجيزة، تقول: "النظام الأمريكي أصبح خيارًا يلقى قبولًا واسعًا بين الأسر الباحثة عن بدائل للثانوية العامة التقليدية، بسبب مرونته وتركيزه على تنمية المهارات وسهولة القبول الجامعي نسبيًا، رغم التحديات المحيطة به".

وأضافت رحاب، أن حصول بعض طلاب النظام الأمريكي على 40% من درجات أعمال السنة دون حضور فعلي أو التزام بالعملية التعليمية يخل بمبدأ تكافؤ الفرص الذي تسعى وزارة التعليم إلى تطبيقه، قائلة: "كيف يحصل طالب على 40% من درجات أعمال السنة دون التزام فعلي، بينما يقضي طلاب الثانوية العامة عامًا كاملًا من الجهد والانضباط؟ وأين تكافؤ الفرص؟"

 

مزايا النظام الأمريكي

 

توزيع التقديرات على الواجبات والمشروعات والمشاركة الصفية بدلًا من الامتحان النهائي فقط.

تنمية التفكير النقدي والبحث وحل المشكلات.

شهادة دولية معترف بها داخل مصر وخارجها، مع إمكانية إعادة المحاولات في اختبارات SAT / EST.

اللغة الإنجليزية كلغة أساسية لتعزيز الاندماج في سوق العمل العالمي.


التحديات

 

ارتفاع التكلفة، ما يقتصر على فئات محددة.

تفاوت جودة المدارس، واعتماد بعض المدارس على الاسم دون مضمون.

افتقار بعض المدارس إلى اعتماد دولي قوي مثل "Cognia".

التركيز على المعايير العالمية على حساب المواد القومية، مما يثير مخاوف حول الهوية الوطنية.


وطالبت رحاب سامي بضرورة ربط سجلات الحضور والغياب إلكترونيًا بين المدارس الدولية ووزارة التعليم، باستخدام بصمة أو كارت ذكي باسم الطالب، وحرمان أي طالب من درجات أعمال السنة إذا لم يحقق نسبة حضور فعلية لا تقل عن 80%.

 

الهوم سكولنج.. طريق خلفي لكليات القمة

 

انتشر ما يعرف بنظام "الهوم سكولنج"، حيث يمكن للطلاب الحصول على الدبلومة الأمريكية دون دخول المدرسة بشكل منتظم، مقابل دفع مبالغ مالية تصل إلى 40 ألف جنيه، مع ضمان الحصول على GPA كامل يعادل 40% من المجموع الكلي، بينما يخصص 60% فقط لامتحانات SAT أو ACT.

ويتيح النظام ثلاث محاولات للطالب للحصول على أعلى الدرجات، مع التركيز على ثلاث مواد فقط: اللغة الإنجليزية، الرياضيات، والأحياء، مما يمنحه فرصة كبيرة للالتحاق ببعض كليات الطب البشري، الأسنان، والصيدلة دون المرور بمراحل الثانوية العامة التقليدية، وهو ما يثير جدلًا حول تكافؤ الفرص بين الطلاب.

مطالب عاجلة للوزارة

1. فرض رقابة صارمة على المدارس الدولية التي تقبل نظام الهوم سكولنج.


2. العودة إلى اللوائح القديمة التي تشترط قضاء ثلاث سنوات كاملة داخل المدارس الدولية للحصول على الدبلومة الأمريكية.


3. تفعيل حملات تفتيش مشتركة بين وزارات التعليم، الداخلية، والتضامن لرصد المراكز الوهمية.


4. توحيد الامتحانات والإشراف عليها داخل لجان مركزية معتمدة، وربط النتائج باختبارات SAT / ACT أو اختبارات محلية معتمدة.


5. إعلان النتائج عبر منصة الوزارة ونشر إحصاءات سنوية بعدد الطلاب ونسب حضورهم وأماكن الدراسة الفعلية لضمان الشفافية.


6. مراجعة آلية التنسيق الجامعي لطلاب الشهادات الدولية، وطرح نسب محددة لقبولهم في الجامعات الحكومية لضمان العدالة.


7. إغلاق المراكز غير المرخصة التي تعمل كسمسار لتسجيل الطلاب في مدارس دولية دون تقديم تعليم فعلي.

وأكد الخبراء أن مواجهة ظاهرة مراكز السمسرة التعليمية ضرورة وطنية، مشددين على أن الحل ليس في إلغاء الدبلومة الأمريكية، بل في ضبطها وحوكمتها لضمان حصول الشهادة للطلاب المجتهدين الذين حضروا وتعلموا، وليس فقط لمن يملكون القدرة على دفع المال.