رئيس التحرير
خالد مهران

بدأ بـ«10» جنيهات.. كيف بنى السيد البدوي «إمبراطوريته المالية» وما قصة دخوله حزب الوفد؟

السيد البدوي
السيد البدوي

قال الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب "الوفد" الأسبق: إن حياتي كلها توفيق من عند ربنا، معقبًا: "بدأت حياتي كصيدلي مُجند في القوات المسلحة، وكان لي موقف مع خطيبتي حينها "زوجتي الآن" في صيدلية بالإسكندرية، وكنت لا أملك سوى 10 جنيهات، وعرض عليّ صاحب الصيدلية أن أستلمها، فقبلت وكتبت كمبيالات بقيمة الأدوية، ومن هنا بدأت رحلتي.

 

وأضاف "البدوي"، خلال لقائه ببرنامج "المفاوض"، الذي يُقدمه الإعلامي أحمد عز الدين، عبر منصة "هلا بودكاست": "كانت لدي قناعة بأنني لست صيدليًا "بياعًا" يجلس خلف منضدة، وتمردت على مهنة الصيدلي كمهنة، وليس على علم الصيدلة نفسه، لأن طموحي كان أكبر، وانتقلت من إدارة صيدلية إلى ثلاث صيدليات، ثم فكرت في صناعة الدواء، وزوجتي كانت داعمة لي في كل خطوة، ولم تخشَ المغامرة، بل تركت لها إدارة الصيدليات لأتفرغ لأحلامي.

 

وأوضح رئيس حزب "الوفد" الأسبق: "أنا من أسرة وفدية، والوفد كان حاضرًا في بيتنا منذ الطفولة، جدي وجدتي لأمي لهم صلة قرابة بفؤاد باشا سراج الدين، ولم أمارس أي نشاط سياسي قبل انضمامي للوفد في ديسمبر 1983، بعد عودته للحياة السياسية، معقبًا: "أن يُكلمك فؤاد باشا سراج الدين في البيت، فهذا شيء كبير، والوفد بالنسبة لجيلنا لم يكن مجرد حزب، بل كان عقيدة سياسية حقيقية، وتراث وطني خرج من رحم ثورة 19 أي من رحم الأمة المصرية، وليس بقرار سلطوي؛ لذلك يجب علينا جميعًا حتى غير الوفديين أن نُحافظ عليه".

 

وأشار إلى أن الوفد هو الحزب الوحيد في مصر أو في المنطقة العربية المعروف عالميًا، وله أدوار سياسية مهمة جدًا في تاريخ الحياة السياسية وفي تاريخ الحركة الوطنية قبل 52، وفي تاريخ مصر الحديث أيضًا بعد عودتنا إلى الحياة السياسية ولنا مواقف كثيرة جدًا سواء في 25 يناير أو في 30 يونيو وجبهة الإنقاذ وفي مساندة الدولة الوطنية في مواجهة كل من يتربص بالدولة، معقبًا: "حزب الوفد لا بد من إعادته مرة أخرى إلى سابق عهده".

 

 

ولفت إلى أن تاريخ حزب الوفد شهد فصلًا جديدًا وحاسمًا في ديسمبر 1983، حين عاد للحياة السياسية بعد فترة غياب، ليفرض نفسه من جديد كقوة معارضة مؤثرة، وبدأت هذه العودة بخوض الانتخابات البرلمانية في أبريل 1984، وقبلها، أسس الحزب صحيفة الوفد في 9 مارس من نفس العام، تحت رئاسة الراحل مصطفى شردي، ونجحت الصحيفة في تحقيق انتشار غير مسبوق، حيث كانت تطبع 800 ألف نسخة، وكان المواطن المصري يحجز نسخته مسبقًا لدى البائع، ورغم أن هذا الانتشار كان ضخمًا، إلا أن فؤاد باشا سراج الدين، رئيس الحزب آنذاك، كان يُقلل من عدد المطبوعات لتجنب الخسارة المالية، في إشارة إلى أن الصحيفة كانت أداة سياسية ووطنية وليست مشروعًا تجاريًا بحتًا، معقبًا: "في تلك المرحلة، كان الإعلام كله حكوميًا، لكن صحف المعارضة المصرية، وعلى رأسها صحيفة الوفد، كان لها تأثير كبير ودور سياسي قوي".

ونوه بأنه كانت فلسفة حزب الوفد في المعارضة تقوم على أسس واضحة وضعها فؤاد باشا سراج الدين، ورغم الخصومة الشديدة مع وزير الداخلية زكي بدر، الذي كان يُهاجم الوفد باستمرار، كانت تعليمات فؤاد باشا للصحيفة تدعو إلى مساندة وزارة الداخلية وعدم نشر أي أخبار سلبية عنها في حالات الأزمات الأمنية، كما كان لفؤاد باشا سراج الدين تعليمات صارمة بأن يُعارض الحزب الحكومة "كيفما يشاء"، ولكن مع الابتعاد التام عن انتقاد القوات المسلحة والرئيس، وكان هذا المبدأ يقوم على اعتبار أن الرئيس يُمثل الدولة، وأن القوات المسلحة تُمثل الشعب المصري وتُجسد قوته القومية، وليست مجرد مؤسسة عسكرية يمكن مُعارضتها.

 

وأكد أنه رغم هذه الأجواء من حرية التعبير، كانت الانتخابات تشهد تزويرًا فاضحًا دون إشراف قضائي، وكانت لجان الانتخابات تحت إشراف رجال الإدارة المحلية، مما سمح بالتلاعب بالأوراق والصناديق، لكن حزب الوفد، من خلال نظام القوائم النسبية الذي كان سائدًا في انتخابات 1984 و1987، كان يتمكن من حصد بعض المقاعد بفضل الأصوات الصحيحة التي كان يحصل عليها، وبعد وفاة فؤاد باشا سراج الدين عام 2000، تولى رئاسة الوفد الدكتور نعمان جمعة، ثم جاءت فترة انتقالية حتى عام 2010، حيث تغيرت موازين القوى وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ الحزب.