قصة سيدة رفضت العودة لمنزل الزوجية فألقاها الزوج من الشرفة بدار السلام

في صباح بدا عاديًا داخل أحد عقارات منطقة دار السلام بالقاهرة، تحول إلى مأساة… صرخات مدوية، جسد أنثوي يسقط من علو، وعيون مذهولة من شهود لم ينسوا المشهد حتى اللحظة.
في تلك اللحظة، كانت سميرة محمد أحمد، صاحبة الـ27 عامًا، تلقى حتفها على يد من يفترض أنه "شريك الحياة"، لكنها اختارت النجاة منه.. فقتلها.
خلافات ممتدة.. وضرب لا يتوقف
بدأت القصة بخلافات زوجية متكررة، كانت سميرة تبوح بها لأهلها دومًا، تقول والدتها: "مافيش مرة ما رجعتش منها بضربة أو كدمة، كانت بتستحمل علشان ابنها، لكن لما الموضوع زاد عن حده، سابت البيت وجت قعدت معانا".
تركَت الزوجة منزل الزوجية قبل أسبوعين من الجريمة، هربًا من عنف زوج اعتاد الضرب والإهانة، وعاشت مع أسرتها لحين البت في أمر الطلاق.
تهديد في الصباح.. وجريمة في المساء
صباح يوم الواقعة، تلقّت المجني عليها مكالمة هاتفية من زوجها، هددها فيها صراحةً بالقتل إن لم تعد معه إلى المنزل، "قالها بالنص: لو مرجعتيش النهاردة هموتك، وفعلًا جه آخر النهار ونفذ اللي قاله"، هكذا روت شقيقتها ماجدة محمد.
أمام الجميع.. عنق ثم شرفة ثم موت
داخل منزل والدها، وبين حضور والدها ووالدتها وشقيقتها، حضر المتهم، مستقلًا دراجة نارية. طلب منها العودة، فرفضت، لحظات واحتدت نبرته، ثم جذبها من عنقها وانهال عليها ضربًا، وحين حاولوا التدخل، أشهر مطواة في وجههم، فارتدوا خوفًا على حياتهم.
سميرة، وهي تدرك المصير، هرعت إلى شرفة الشقة في محاولة للهرب، لكن الزوج القاتل لحق بها، ودفعها من الأعلى دون تردد، فسقطت جثة هامدة، والدماء شاهدة على الإصرار.
شاهدة من الشارع: «شوفتها واقفة وخايفة.. وبعد ثواني وقعت»
في العقار المقابل، كانت إسراء محمود، تزور شقيقتها. سمعت صراخًا، فخرجت إلى الشرفة "شوفت البنت واقفة في الشباك، باين عليها مرعوبة، وفجأة لقيت راجل طالع وراها.. وبعدها بثواني وقعت من فوق!"
هرب بالسلاح.. والكاميرات فضحته
بعد سقوطها، حاول المتهم رفعها في مشهد مرتبك، ثم لما اقترب الأهالي، تركها على الأرض، وأشهر مطواة في وجوههم وهددهم بالقتل لو اقتربوا، ثم فرّ هاربًا.
كاميرات المراقبة وثّقت كل شيء من لحظة وصول المتهم ثم صعوده للعقار وسقوط الضحية حتى هروبه بعد التهديد.
تقرير الطب الشرعي: سقطت قسرًا.. والنزيف أودى بحياتها
مناظرة النيابة لجثة المجني عليها كشفت عن إصابة بالرأس، وكدمات بالوجه، وكسور بالفخذ والحوض، وتمزقات بالأوعية الدموية، وأكد تقرير الطب الشرعي أن الوفاة ناتجة عن سقوط من علو وارتطام بجسم صلب، وأن الإصابات حيوية حديثة تؤكد أنها لم تكن حادثًا عارضًا، بل جريمة قتل متعمدة.
النيابة تحيله للجنايات.. وسوابقه تلاحقه
تحريات المباحث التي أجراها الرائدان عبدالله عبد الرازق ومحمد شوقي، أكدت أن المتهم من أرباب السوابق، وسبق اتهامه في قضايا جنائية متعددة، ويُعرف باعتياده حمل السلاح الأبيض دون مقتضٍ قانوني، وقررت النيابة العامة، برئاسة المستشار عمر شاهين – المحامي العام لنيابات شرق القاهرة، إحالة المتهم إلى محكمة الجنايات بتهم، القتل العمد مع سبق الإصرار، وإحراز سلاح أبيض دون ترخيص، والتهديد واستعراض القوة.