«خطة موت».. تفاصيل استدراج شاب وقتله في الطريق العام بمنشأة القناطر

لم يكن المجني عليه «أحمد نصار بخيت مهران» يدرك أن دعوته لمقابلة "للصلح" ستكون تذكرة ذهاب بلا عودة، ففي واحدة من أبشع جرائم القتل العمد التي شهدتها منشأة القناطر، لقي الشاب الثلاثيني مصرعه بعيارين ناريين في الرأس، على يد مجموعة من المتهمين تربطهم به خلافات سابقة، بعدما خططوا لجريمتهم بروية، ونفذوها بدقة لا تخلو من القسوة.
الخلاف القديم.. بداية المخطط
تشير التحقيقات إلى وجود خلافات قديمة بين المجني عليه وبعض أفراد عائلة المتهمين، تطورت تدريجيًا حتى تحولت إلى ضغينة دفعت المتهمين إلى عقد النية على التخلص منه، ووفقًا لما ورد في شهادة الشاهد "نصار بخيت مهران"، فإن الخلاف كان يتعلق بمسائل تخص طريقًا زراعيًا يمر بجوار منازل الطرفين، وتسبب في مشاحنات متعددة على مدار الشهور السابقة.
مكيدة الاستدراج: «تعال نتصالح»
قرر المتهمون من الثالث حتى السادس نسج خطة شيطانية، فاستعانوا بـالمتهم السابع ليقوم بمهمة استدراج المجني عليه إلى مكان معلوم بحجة الصلح، انطلت الحيلة على المجني عليه، فوافق على اللقاء، وتوجه إلى قطعة أرض زراعية حيث اعتقد أن الخلاف سينتهي، لكن ما إن حدد المتهم السابع مكانه، حتى استدعى بقية المتهمين، وأوصلهم إلى المجني عليه بسيارة قيادة المتهم السادس.
تنفيذ القتل: عياران في الرأس
ترجل المتهمون الثالث والرابع والخامس من السيارة، وكان المتهم الثالث يحمل طبنجة 9 ملم غير مرخصة.
وبحسب أقوال الشهود والتقارير، أطلق المتهم عيارين ناريين مباشرين أصابا رأس المجني عليه من الأمام إلى الخلف، ليسقط قتيلًا في الحال، وتواجد باقي المتهمين لتأمين مسرح الجريمة ومنع تدخل أي شخص خارجي.
اعترافات وتسجيلات
في مفاجأة مدوية، أقر المتهم السابع خلال التحقيقات بدوره الكامل في استدراج المجني عليه، مؤكدًا أن القتل تم باتفاق وتخطيط مع المتهم الثالث.
كما أقر المتهمون الثاني والثالث والسابع بارتكاب الواقعة تفصيليًا خلال استجوابهم من النيابة العامة، وأجروا محاكاة تصويرية بموقع الجريمة، وثّقتها الجهات المختصة على أسطوانة مدمجة أُرفقت بالتحقيقات.
تقرير الطب الشرعي: طلقة قاتلة بالرأس
كشف تقرير الصفة التشريحية أن المجني عليه تعرض لإصابة نارية في مؤخرة الجمجمة، أحدثت تهتكًا واسعًا بالجمجمة والمخ والسحايا، وأدت إلى قصور حاد وفوري بوظائف المخ، ومن ثم الوفاة مباشرة، وأشار التقرير إلى أن الطلقة أطلقت من مسافة تجاوزت المدى القريب، ما يعزز فرضية الإعدام العمد.
دليل مادي دامغ: الطلقات والهواتف
عززت الأدلة الفنية من موقف النيابة، حيث عثر فريق التحقيق على طلقتين ناريتين عيار 9 ملم طويل بحالة صالحة للاستخدام، بالإضافة إلى ظرف فارغ مطابق في المكان ذاته.
كما أكدت تقارير تحليل النطاق الجغرافي لشرائح المحمول أن المتهمين الثالث حتى السابع تواجدوا بالفعل بمحيط مسرح الجريمة وقت تنفيذها، مما يطابق أقوالهم وتحريات المباحث.
التحريض العائلي: الجريمة بدأت قبل التنفيذ
وجهت النيابة اتهامًا إلى المتهمين الأول والثاني (شقيقا المتهم الثالث)، بأنهما حرّضا ونسّقا وساهما في التخطيط للجريمة، واتفقا مع المتهم الثالث على القتل، وحرّضا نجليهما (المتهمين الخامس والسادس) على المشاركة، كما وفّرا السيارة المستخدمة في التنقل من وإلى مسرح الجريمة.
النهاية.. إحالة إلى الجنايات بتهم متعددة
أصدر المستشار تامر صفي الدين، المحامي العام لنيابات شمال الجيزة الكلية، قرارًا بإحالة المتهمين الـ7 إلى محكمة جنايات الجيزة، ووجهت لهم النيابة تهمًا تتضمن القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والاشتراك بطريق التحريض والمساعدة والاتفاق، وحيازة وإحراز سلاح ناري غير مرخص، تضليل العدالة واستغلال وسائل تقنية لتنفيذ الجريمة.
ومن المقرر أن تبدأ أولى جلسات المحاكمة خلال الأسابيع المقبلة وسط ترقب واسع للرأي العام في الجيزة ومنشأة القناطر.