رئيس التحرير
خالد مهران

لغز إصابة 40% المصريين بفقر الدم والتقزم

التغذية السليمة
التغذية السليمة

نادر نور الدين: 8 خطوات لمواجهة الأزمة.. ونحن بحاجة لمظلة لحماية الفقراء

حسن حسونة: مناقشات لإضافة الحديد للخبز المدعم.. وهذه أبرز البدائل للحوم

٤٠٪؜ من الشعب مصاب بالأنيميا وأن النسبة في الأطفال ٤٣٪؜

تقرير للأمم المتحدة: نسبة من يعانون من سوء التغذية في مصر ارتفعت  من 4.8% عام 2002 إلى 8.5% في 2023

 

مع ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية في ظل الأعباء المعيشية، ظهر مرض فقر الدم “الأنيميا” عند أغلب المصريين، الذين ثقلت جيوبهم موجات التضخم المتتالية واضطروا لهجرة أكل اللحوم والاقتصاد في وجباتهم المعيشية قسرًا.

وكشف تصريح لمجلس الوزراء، حول أن 40% في مصر يعانون من فقر الدم، حجم الإشكالية التي تحتاج إلى تكاتف مجتمعي قوي، يؤكد رغبة الدولة الحقيقية في القضاء على تلك الإشكالية،  رغم جهودها  الممثلة في وزارة الصحة وما تقوم به من مبادرات ودور حيوي سواء في المدارس أو دور الرعاية الصحية للسيدات الحوامل.

وأشارت نائب الوزير الصحة الدكتورة عبلة الألفي إلى أن نحو 47% من السيدات في مصر يعانين من نقص الحديد، ما يهدد بتأثيرات سلبية على التطور العقلي للجنين في مراحله المبكرة، كما أن 30% من حالات التقزم تعود إلى سوء تغذية الأمهات خلال فترة الحمل.

وحذر تقرير للأمم المتحدة من أن نسبة من يعانون من سوء التغذية في مصر ارتفعت تدريجيًا من 4.8% عام 2002، إلى 5.2% عام 2011، ثم قفزت في 2016 إلى 6.3%، ووصلت إلى 8.5% في 2023.

ومنذ بداية العام الدراسي 2023 / 2024 وحتى نهاية نوفمبرتحدثت الحكومة عن توزيع 435 مليون وجبة مدرسية على الطلاب، منها 368 مليونًا لطلاب المدارس العامة و67 مليونًا لطلاب الأزهر.

وتشدد الحكومة على احتواء الوجبة على العناصر الغذائية التي تكافح “الأنيميا” والتقزم والسمنة.

من جانبه، كشف الدكتور نادر نور الدين،  أستاذ الموارد المائية بكلية الوراعة، ومستشار وزير التموين السابق، عن تراجع استهلاك الأسماك في مصر من ٢٦ كجم للفرد سنويا إلى ٢٠ كجم للفرد سنويا( المعدل العالمي من ٧٠-٩٠) وتراجع استهلاك اللحوم من ٤.٢ إلى ٢.١ كجم للفرد سنويا ومتوسط المعدل العالمي ٤٢ كجم للفرد سنويا بنسبة ٥٠٪؜ مشيرا إلى أنه قبل التراجع كان يمثل ١٠٪؜ فقط من استهلاك الفرد عالميا!!!.
وتساءل نور الدين: هل رأيتم ماذا تفعلون بالمواطن والجيل القادم بسبب ارتفاع الاسعار وانهيار الجنية والادارة السيئة؟! سيكون جيل متقزم يعاني من امراض سوء التغذية والانيميا!!! ومن بعدها يأتي العنف!! هل من أمل في مراجعة الاوضاع؟!.

ولفت إلى أن الأنيميا وغيرها من امراض الفقر ودور الحكومة من أهم أعراض زيادة نسب الفقر والجوع في دول الاصلاح الاقتصادي والذي يتحمل الفقراء دوما  تكلفته.
وتابع: أن تصريح رئيس الوزراء عن أن٤٠٪؜ من الشعب مصاب بالانيميا وأن النسبة في الأطفال ٤٣٪؜، ومعروف أن اهم أمراض الفقر هى انتشار الانيميا، والتقزم في الاطفال، واجهاض النساء، وتراجع نسب الزيادة الس كانية بسبب عدم القدرة على تحمل نفقات التربية والولادة،، وكلها محققة في مصر خاصة وأن محافظات الصعيد تجاوز نسب الفقر في بعضها نسبة ٦٥٪؜.

وواصل: عادة مايوصى خبراء الأمن الغذائي الحكومات للتعامل مع هذه الأزمة التي تهدد بجيل مستقبلي ضعيف قصير العمر وقصير القامة ضعيف الإنتاجية مع مستقبل لشعب هرم عجوز من الجيل الذي تربي في العز، وهي كالآتي:
١-  إضافة الحديد إلى رغيف الخبز الذي يعتمد عليه الفقراء لتحسين الهيموجلوبين
٢- صرف الوجبة المدرسية على جميع مدارس مصر وأن تكون وجبة الافطار التي بدونها يفقد الطفل الفقير التركيز والانتباه ويميل إلى  النوم اثناء الحصص وأن تكون غنية في الحديد والبروتين وليس البسكوت وغيرها من المواد الضعيفة غذائيا والتي لاتفرق عن رغيف الخبز.
٣- مضاعفة الدعم الغذائي لمحافظات الفقر والاهتمام بصرف الانواع الغنية في البروتين مثل البقول من فول وعدس وفاصوليا جافة ولوبيا جافة، والتحول إلى صرف زيت فول الصويا الذي يحتوى على ٤٠٪؜ بروتين بدلا من عباد الشمس الفقير وكذا العسل الاسود وذلك مع السلع التموينية. 
٤- تحضير عبوات خاصة من الأسماك  والدواجن تصرف في المنافذ التموينية للمجمعات لحاملي البطاقات التموينية والمستحقين للدعم.
٥- ان نطبق المبدأ الاممى بأن دعم الغذاء هو اخر مايرفع من الدعم،،
٦- صرف حصصا من فيتامينات في المدارس خاصة فيتامين ب وسي والحديد واليود وفيتامين أ. 
٧- توفير المظلة الاجتماعية للفقراء اثناء الاصلاح الاقتصادي وليس هناك مايمنع من تأجيل القرارات التي تمس الفقراء حتى تنصلح صحة المواطنين.
٨- الرعاية الصحية للسيدات الحوامل في الريف والعشوائيات والمناطق الشعبية وصرف مايلزم لهم للحفاظ على صحة الام وصحة الجنين.

وفي هذا السياق،قال نقيب الفلاحين، حسين أبو صدام، إن  هناك ضعف في القوة الشرائية للحوم بسبب ارتفاع السلع الغذائية، وسوء الحالة الاقتصادية للمواطنين، متابعا خلال هذه الفترة الجميع مشغول بموسم حصاد القمح وانتهى موسم شهر رمضان، وجعل الناس يقللون في الاستهلاك لجميع  السلع وعلى رأسها اللحوم.

وأضاف في تصريح ل "النبأ" الحالة المادية والأعباء،المعيشية جعلت المواطن يضطر للاقتصاد في أكله،  اللي هيجيب لحمة يوصل سعرها ل450، نافيا أن يكون البائع وراء رفع سعر الذبيحة متابعا  التسعير عرض وطلب والأعلاف مازال سعرها غالي وتكاليفها إنتاجها كبير جدا.

بدوره  قال الدكتور حسن حسونة،  أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث،  إنه الناحية الاقتصادية، تؤثر بشكل كبير على المتناول من الوجبات الغذائية، مشيرا إلى أن المصادر الغنية بالحديد تكون موجودة بكثرة في اللحوم الجمراء، والدجاج، وكذلك الأسماك بالمقارنة بغيرها من المصادر النباتية.


وأضاف في تصريح ل "النبأ" أن الحكومة بذلت مجهودا كبيرا فهناك اتفاقيات مع منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي، من أجل إطلاق مشروع يعمل على تدعيم خبز التموين بالحديد، مشيرا إلى أن الحكومة تبذل مجهود كبير في هذا الشأن.
وتابع: على مستوى الأفراد يمكن للأشخاص القيام بها، فهناك بدائل غذائية يمكن تناولها لتوفير الحديد،  منها أعضاء الحيوانات كالطحال فهو يحتوي على 40% من الحديد،    الكبدة تحتوي على 8 مليجرام حديد،  الكلاوي تحتوي على 6.7حديد، بالإضافة إلى القلب، مشيرا إلى أن تلك الأعضاء تكون أسعارها مقبولة مقارنة باللحوم.
وواصل: الأنسان بحاجة إلى 8 مليجرام حديد يوميا، مشيرا إلى أن هناك مصادر نباتية رخيصة مثل السبانخ، البقول كالفول واللوبيا والفاصولياء، ولكن ما يختلف في المصادر النباتية أنه يلزمها  إضافة فيتامين c لها حتى يتم تسهيل امتصاص عنصر الحديد،  مثلا كالبقدونس والذي يعد اكبر مصدر لفيتامين س، وكذلك الفلفل الحار والبارد، والجوافة والليمون، والبرتقال جميعه يمكننا تناولها مع الوجبات التي تحتوي على حديد ذو مصدر نباتي.

وتابع: إن المبادرات التي أطلقتها وزارة الصحة تحتاج لوقت طويل حتى تأتي بنتائجها، فعند المسح الصحي وجدوا فقر دم وتقزم نتيجة سوءالتغذية، وهو يستوجب أيضا من الأفراد البحث عن بدائل على النحو السابق.