رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سامي عنان في «قبضة» المخابرات والأمن الوطني.. (تقرير)

السيسي وسامي عنان
السيسي وسامي عنان وطنطاوي


دائمًا ما يكون الحديث عن «جنرالات الجيش المتقاعدين»، مثيرًا للجدل؛ خاصة إذا كان هؤلاء الجنرالات لهم «سابقة» بالعمل السياسي، أو حتى «الحلم» بالوصول لرئاسة الجمهورية، أو التواجد في فترات سياسية «حرجة» من عمر الوطن، هذه الأمور تنطبق تمامًا على الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، ومؤسس حزب «مصر العروبة» الذي لم يكن له أي «صدى سياسي» في الحياة الحزبية، بالرغم من ضمه عددًا من لواء القوات المسلحة المتقاعدين، وتوافر موارد مالية ضخمة.


خلال الأسبوع الماضي، نشر موقع «العربي الجديد»، تقريرًا صحفيًا، سرد فيه عددًا كبيرًا من التفاصيل «الخطيرة» عن الفريق سامي عنان، كان من أهمها، رصد الأجهزة الأمنية اتصالات بين رئيس الأركان الأسبق، وبين عدد من رجال الأعمال، ومالكي القنوات الفضائية، وبعض المسئولين الحكوميين السابقين؛ في محاولة منه لـ«تجهيز» نفسه قبل الانتخابات الرئاسية القادمة.

نرشح لك:



كما ذكر التقرير، أن من بين رجال الأعمال الذين تواصل معهم «عنان»: أحمد بهجت، مالك قنوات «دريم»؛ وكذلك رجل الأعمال والإعلانات «طارق نور»، صاحب قناة «القاهرة والناس»، والذي توترت علاقته بالنظام بعد إلغاء بعض أنشطته، وإجباره على وقف برنامج الإعلامي إبراهيم عيسى، ما أفقد قناته أبرز مواردها الإعلانية.


كما كشف التقرير، أن «عنان» تواصل مع بعض الإعلاميين المتحفظين على أداء النظام، أو التابعين لـ«أجنحة معارضة» للرئيس عبد الفتاح السيسي، داخل الأجهزة الأمنية والسيادية، منوهًا إلى أن رئيس الأركان الأسبق يريد إعادة «ترويج» اسمه كمرشح محتمل للرئاسة، أو بديل كفء للسيسي في حالة انقلاب هذه «الأجنحة» ضده.


ومن المعلومات المهمة التي سردها التقرير، أن «عنان» تواصل مع عدد من المسئولين الحكوميين السابقين الذين عمل معهم في أوقات سابقة لاستطلاع رأيهم في مسألة خوض الانتخابات، وما إذا كان النظام جادًا في إجراء انتخابات رئاسية العام المقبل من عدمه، ما يؤكد رغبته في العودة للساحة السياسية.


كما لفت التقرير إلى أنه تم رفع عدد من «التقارير الأمنية» بتحركات الفريق سامي عنان إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.


هذا التقرير الخطير يكشف أن الفريق سامي عنان، لا يزال «يؤرق» نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي بدأ الحديث عنها بقوة.

نرشح لك:



كما يشير هذا التقرير إلى أن هناك أجهزة معينة «تراقب» الفريق سامي عنان، وترى في ذلك أهمية كبيرة، وهو ما يثير التساؤل حول عمليات مراقبة قيادات الجيش المتقاعدين الذين لم يكن لهم دور سياسي، أو تولي وظائف هامة في عهد «السيسي».


لكن السؤال الأهم: هل يخضع «عنان» لمراقبة جهاز «الأمن الوطني»، أم المخابرات، سواء كانت العامة، أو الحربية، وما الجهة التي رفعت «التقارير الأمنية» عنه للرئيس عبد الفتاح السيسي.


الدكتور هيثم الخطيب، أحد أبرز شباب «ثورة 25 يناير»، قال إن كل الشخصيات الهامة بالدولة تخضع لـ«عمليات المراقبة»، والدليل على ذلك التسريبات التي ظهرت مؤخرًا لمكالمات هاتفية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري.


وأضاف «الخطيب»، أن قول المشير محمد حسين طنطاوي، «عنان كبر وقعد في البيت»، ردًا على سؤال لأحد المواطنين في «ميدان التحرير» يؤكد أن هناك اتفاقًا ضمنيًا على هذا الأمر، لافتًا إلى أن هناك شبه «تحالف ثلاثي» بين القيادات العسكرية القديمة، وهم سامي عنان، ومراد موافي، وأحمد شفيق.


ولفت «الخطيب» أن هؤلاء يشعرون أن نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي «همشهم»؛ ولذلك يشعرون بـ«الضغينة والكره» تجاهه.

نرشح لك:


وبشأن الجهة التي تراقب سامي عنان، وتعد التقارير الأمنية عنه، قال الدكتور هيثم الخطيب، إن القيادات والعاملين في جهازي الأمن الوطني، والمخابرات العامة، هم الأكثر دراية وخبرة بعمليات مراقبة الشخصيات السياسية الكبيرة، وبالتالي هؤلاء هم الذين يتولون مراقبة «عنان»، متابعًا: «هؤلاء حريفة مراقبة».

وأكد «الخطيب» أن المخابرات الحربية توغلت في الحياة السياسية بعد ثورة يناير، ولكنه يعتقد أنها لا تراقب «عنان» في الوقت نفسه.

وبخصوص تأثير التقارير الأمنية التي رُفعت لـ«السيسي» على مستقبل سامي عنان، وهل سيتعرض النظام له، قال «الخطيب»، إن النظام لن يفعل شيئًا؛ لأنه متمكن بقوة من مقاليد الحكم، كما أنه أجرى عمليات «إحلال وتجديد» في كل الأجهزة الأمنية سواء كانت المخابرات الحربية، أو العامة.

في هذا الإطار، قال العميد محمود قطري، الخبير الأمني، إنه من الممكن أن تكون «المخابرات الحربية» هي التي تراقب «عنان»؛ لاسيما أنه كان قائدًا عسكريًا كبيرًا، لافتًا إلى أن الدولة لا تستطيع مراقبة كل المواطنين، لأن ذلك يحتاج إلى آلاف الأشخاص الذين يتولون عمليات المراقبة؛ فضلًا عن ضرورة امتلاك التقنيات التكنولوجية، والفنية اللازمة لممارسة هذه العمليات.

وأرجع «قطري» مراقبة المخابرات الحربية لـ«عنان» بوجود نشاط سياسي له، يتمثل في تأسيس حزب سياسي «مصر العروبة»، كما أن «عنان» حاول الترشح في الانتخابات الرئاسية الماضية.

نرشح لك:

في سياق مختلف، قال اللواء «علاء بازيد»، الخبير الأمني، إن الأخبار والتقارير التي تحدثت عن رصد تحركات الفريق سامي عنان، هي أخبار غير صحيحة، ولا يوجد أية تقارير من أي جهة أمنية ضد «الفريق»، منوهًا إلى أن الدولة تواجه حربًا معلوماتية تستهدف استقرار الوطن بخلق نزاعات وهمية، وصراعات سلطوية، وأطماع فردية، وتحزبات؛ لتأليب الشعب على مؤسساته، وقياداته، إضافة إلى افتعال الأكاذيب والشائعات.


وتابع: كل القيادات العسكرية السابقة والحالية هدفها الأوحد أمن مصر، والحفاظ عليها، وعلى مؤسساتها، كتلة صلبة غير قابلة للتفكيك المستهدف، وأنهم ليس لهم أطماع أخرى لأنهم تربوا على عقيدة الخوف من الله، وحب الوطن.


وقال «بازيد»، إن الفريق سامي عنان، والمشير محمد حسين طنطاوي، والفريق أحمد شفيق واللواء مراد موافي، هم من أبناء هذا الشعب، وتربوا في تلك المدرسة، وكل واحد منهم أدى دوره باقتدار في خدمة بلده وشعبه، واختار حياة هادئة ومستقرة بعد عناء وشقاء وتوتر، غير عابئ بالسعي لتحمل مسئوليات أخرى، لاسيما بعد الدخول في «استراحة محارب».

نرشح لك: