سامي عنان في «قبضة» المخابرات والأمن الوطني.. (تقرير)
دائمًا ما يكون الحديث عن «جنرالات الجيش المتقاعدين»، مثيرًا للجدل؛ خاصة إذا كان هؤلاء الجنرالات لهم «سابقة» بالعمل السياسي، أو حتى «الحلم» بالوصول لرئاسة الجمهورية، أو التواجد في فترات سياسية «حرجة» من عمر الوطن، هذه الأمور تنطبق تمامًا على الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، ومؤسس حزب «مصر العروبة» الذي لم يكن له أي «صدى سياسي» في الحياة الحزبية، بالرغم من ضمه عددًا من لواء القوات المسلحة المتقاعدين، وتوافر موارد مالية ضخمة.
كما ذكر التقرير، أن من بين رجال الأعمال الذين تواصل معهم «عنان»: أحمد بهجت، مالك قنوات «دريم»؛ وكذلك رجل الأعمال والإعلانات «طارق نور»، صاحب قناة «القاهرة والناس»، والذي توترت علاقته بالنظام بعد إلغاء بعض أنشطته، وإجباره على وقف برنامج الإعلامي إبراهيم عيسى، ما أفقد قناته أبرز مواردها الإعلانية.
كما كشف التقرير، أن «عنان» تواصل مع بعض الإعلاميين المتحفظين على أداء النظام، أو التابعين لـ«أجنحة معارضة» للرئيس عبد الفتاح السيسي، داخل الأجهزة الأمنية والسيادية، منوهًا إلى أن رئيس الأركان الأسبق يريد إعادة «ترويج» اسمه كمرشح محتمل للرئاسة، أو بديل كفء للسيسي في حالة انقلاب هذه «الأجنحة» ضده.
ومن المعلومات المهمة التي سردها التقرير، أن «عنان» تواصل مع عدد من المسئولين الحكوميين السابقين الذين عمل معهم في أوقات سابقة لاستطلاع رأيهم في مسألة خوض الانتخابات، وما إذا كان النظام جادًا في إجراء انتخابات رئاسية العام المقبل من عدمه، ما يؤكد رغبته في العودة للساحة السياسية.
كما لفت التقرير إلى أنه تم رفع عدد من «التقارير الأمنية» بتحركات الفريق سامي عنان إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
كما يشير هذا التقرير إلى أن هناك أجهزة معينة «تراقب» الفريق سامي عنان، وترى في ذلك أهمية كبيرة، وهو ما يثير التساؤل حول عمليات مراقبة قيادات الجيش المتقاعدين الذين لم يكن لهم دور سياسي، أو تولي وظائف هامة في عهد «السيسي».
لكن السؤال الأهم: هل يخضع «عنان» لمراقبة جهاز «الأمن الوطني»، أم المخابرات، سواء كانت العامة، أو الحربية، وما الجهة التي رفعت «التقارير الأمنية» عنه للرئيس عبد الفتاح السيسي.
الدكتور هيثم الخطيب، أحد أبرز شباب «ثورة 25 يناير»، قال إن كل الشخصيات الهامة بالدولة تخضع لـ«عمليات المراقبة»، والدليل على ذلك التسريبات التي ظهرت مؤخرًا لمكالمات هاتفية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية سامح شكري.
وأضاف «الخطيب»، أن قول المشير محمد حسين طنطاوي، «عنان كبر وقعد في البيت»، ردًا على سؤال لأحد المواطنين في «ميدان التحرير» يؤكد أن هناك اتفاقًا ضمنيًا على هذا الأمر، لافتًا إلى أن هناك شبه «تحالف ثلاثي» بين القيادات العسكرية القديمة، وهم سامي عنان، ومراد موافي، وأحمد شفيق.
في سياق مختلف، قال اللواء «علاء بازيد»، الخبير الأمني، إن الأخبار والتقارير التي تحدثت عن رصد تحركات الفريق سامي عنان، هي أخبار غير صحيحة، ولا يوجد أية تقارير من أي جهة أمنية ضد «الفريق»، منوهًا إلى أن الدولة تواجه حربًا معلوماتية تستهدف استقرار الوطن بخلق نزاعات وهمية، وصراعات سلطوية، وأطماع فردية، وتحزبات؛ لتأليب الشعب على مؤسساته، وقياداته، إضافة إلى افتعال الأكاذيب والشائعات.
وتابع: كل القيادات العسكرية السابقة والحالية هدفها الأوحد أمن مصر، والحفاظ عليها، وعلى مؤسساتها، كتلة صلبة غير قابلة للتفكيك المستهدف، وأنهم ليس لهم أطماع أخرى لأنهم تربوا على عقيدة الخوف من الله، وحب الوطن.