رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حقيقة إدارة «البرادعي» لمبادرة الفريق الرئاسي 2018 «من الباطن».. تقرير

البرادعي والدكتورة
البرادعي والدكتورة هالة البناي - أرشيفية


لعبت مبادرة «التوافق لفريق رئاسي 2018»، التي أطلقها الدكتور عصام حجي، عالم «الصواريخ والفضاء» في وكالة «ناسا» الأمريكية، دورًا كبيرًا في تحريك المياه الراكدة في الحياة السياسية المصرية؛ خاصة أن هذه المبادرة تركز على صناعة «بديل قوي» لعبد الفتاح السيسي، ليكون هذا البديل قادرًا على خوض الانتخابات الرئاسية القادمة، والمنافسة بقوة على المنصب الرئاسي، من خلال فريق متكامل في كافة التخصصات يهتم بـ5 ملفات مهمة ورئيسية هي «التعليم والصحة والمرأة والمساواة والاقتصاد».


اقرأ أيضًا.. عصام حجي يطالب بمشروع قومي قائم على تطوير التعليم والبحث العلمي


حرب الأجهزة الإعلامية الموالية والتابعة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدأت مبكرًا ضد مبادرة «التوافق لفريق رئاسي»، في محاولة لتشويهها، والقضاء عليها في مهدها.



لكن بعيدًا عن الحديث السابق، تطل بعض علامات الاستفهام برأسها حول المحرك الرئيسي لهذه المبادرة السياسية، وهل بالفعل يديرها الدكتور محمد البرادعي، نائب الرئيس السابق لـ«شئون العلاقات الخارجية» من الباطن؟ وهو السؤال المطروح بقوة؛ لاسيما مع وجود بعض الشواهد التي جعلت المراقبين للشأن السياسي المصري يربطون بين مبادرة الدكتور عصام حجي، وبين «البرادعي».



أول هذه الشواهد، هو تعيين الدكتورة «هالة البناي»، مستشارة الدكتورة محمد البرادعي، مديرًا لـ«مبادرة التوافق لفريق رئاسي 2018»، وهو ما كان عاملًا مهمًا في توجيه الانتقادات المبكرة للمبادرة؛ خاصة مع وجود أذرع إعلامية تابعة لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، روجت لتبعية هذه المبادرة لـ«البرادعي».



من الناحية السياسية، فإن تعيين «البناي» لقيادة هذه المبادرة السياسية التي كانت سببًا في قلق النظام، يعد خطأ بالفعل؛ لاسيما أن هذا الأمر جعل مبادرة «التوافق لفريق رئاسي 2018» محسوبة على تيار سياسي معين، وشخصية سياسية رغم شهرتها الدولية، ومواقفها المشهود لها، إلا أنها لا تجد التأييد الكامل بين المصريين الذين يرون أن «البرادعي» مسئول عن تدمير العراق.



والدكتورة «هالة البناي»، كانت من القيادات الأساسية في حملة «تمرد»، وهي حاصلة على ليسانس الفلسفة من جامعة القاهرة، وماجستير في إدارة الأعمال من جامعة «كامبردج»، وهي صاحبة مبادرة نادى الألف «مؤسسة البرادعي للتنمية الشاملة»، التي تعمل في مجال القضاء على الفقر والجهل والمرض فى الريف المصرى.



اقرأ أيضًا.. 

عصام حجي.. مشروع رئيس من «عالم الفضاء»


«البناي» قالت في تصريحات صحفية سابقة لها:«إن الفريق الرئاسي سيزيح السيسي من منصبه، مائة في المائة، لأنه لم يعد له أي شعبية تذكر في الشارع وما يقال عن شعبيته كلام إعلامي لا محل له من التواجد على الأرض، واللي بيخدع نفسه ينزل يسأل الناس في الشارع، أو الذي يعيش في الوهم، وأنه يمكن صناعة فرعون جديد، هو حر فنحن قادرون على هزيمة هذا الفرعون».



تصعيد الدكتورة «هالة البناي»، لإدارة مبادرة «الفريق الرئاسي 2018»، جعل كثيرين يرون أن هذه المبادرة ما هي إلا تطور طبيعي لأفكار «مؤسسة البرادعي للتنمية الشاملة»، فدائمًا ما كانت تعلن «البناي»، أن هذه المؤسسة تهدف إلى عمل ثورة اجتماعية لتغيير منظومة الصحة والتعليم والبيئة والزراعة والصناعة، والقضاء على الفقر والمرض، مشيرة إلى أن هناك العديد من القضايا التي تحاول المؤسسة تغييرها للأفضل من خلال الاستعانة بخبراء وأساتذة مصريين في كل المجالات.



ويلاحظ أن الأهداف السابقة تتشابه إلى حد كبير مع مبادرة «الفريق الرئاسي 2018»، التي تعمل من خلال 5 محاور، هي «الصحة والتعليم والاقتصاد والمساواة والمرأة»، والعمل على وضع حلول لمشكلاتها.


وفي أول تعليق لها على الحملة التي تطالب بمد الفترة الرئاسية لـ«عبد الفتاح السيسي» من 4 لـ8 سنوات، قالت الدكتورة «هالة البناي»، إن هذه الحملة «اختراق صريح للدستور»، وضرب بكل القوانين والأعراف عرض الحائط، مشيرة إلى أنه يجب احترام القانون والدستور الذي حاز على موافقة أكثر من 98% من الشعب المصري.



وتابعت:«هذه الحملة استفزاز للشعب، وأنها ستواجهها بالطرق القانونية».



كما تحدثت الدكتورة «هالة البناي»، عن مبادرة «الفريق الرئاسي 2018»، مشيرة إلى أن الفريق يعمل في تلك المبادرة من فترة كبيرة ويستعد لها بشكل جيد، وأن المبادرة تعد برنامجًا لحل «أزمات مصر».



اقرأ أيضًا.. هالة البناي.. «تلميذة البرادعي» تقود مبادرة «الفريق الرئاسي 2018»


وأكدت «البناي»، أن برنامج المبادرة يتم إعداده منذ فترة طويلة، وسيستغرق وقتًا لحل «أزمات مصر»، مشيرة إلى أن فريق المبادرة تلقى ردود فعل من عدد من الأحزاب، والقوى المدنية المختلفة، وكلها كانت «إيجابية».



من الشواهد الأخرى التي يستند عليها من يرون تبعية مبادرة «التوافق لفريق رئاسي 2018»، للدكتور محمد البرادعي، هو وجود عدد من أعضاء حزب «الدستور» الذي أسسه «البرادعي» عام 2012، ضمن المبادرة، مثل «أدمن» صفحة مبادرة «التوافق» وهي إحدى عضوات حزب «الدستور»، وتواصلت معها «النبأ»، ولكن رفضت الكشف عن اسمها.



وقالت مصادر مسئولة داخل مبادرة «التوافق لفريق رئاسي 2018»، إنه لا يوجد تواصل بين الدكتور محمد البرادعي، وبين المبادرة، مشيرة إلى أن نائب الرئيس السابق لـ«الشئون الخارجية»، هو شخصية مرموقة يحترمها القائمون على أمر الحملة، ولكن في نفس الوقت، هو ليس جزءًا من مبادرة الدكتور عصام حجي.



وأضافت المصادر، أن وجود «هالة البناي» في الجمعية الوطنية للتغيير، لا يعني أن المبادرة تابعة للدكتور محمد البرادعي، مؤكدة أن مدير المبادرة عملت مع مؤسس حزب «الدستور» لمدة خمس سنوات.



وقالت أيضًا: شرف لنا أن يصبح البرادعي جزءًا من الحملة، ولكنه لم يعلن ذلك بصورة رسمية.


اقرأ أيضًا.. تطوير الاقتصاد ومحاربة الفقر أهمها.. 5 محاور أساسية لمبادرة «الفريق الرئاسي 2018»