رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مصطفى حجازي.. «شبح» جمال مبارك يطارد «بديل البرادعي» قبل انتخابات 2018

البرادعي وجمال مبارك
البرادعي وجمال مبارك وحجازي والسيسي



كما كانت أحداث «30 يونيو» سببًا في سقوط نظام الإخوان المسلمين، وطي صفحة شخصيات سياسية لعبت دورًا في الحياة المصرية، كانت أيضًا عاملًا مهمًا في ظهور شخصيات أخرى، وجدت مجالًا رحبًا للعمل، تولت مناصب، واكتسبت شهرة، ثم ظهرت أخيرًا ضمن بورصة المرشحين لرئاسة الجمهورية في انتخابات 2018، وكان الدكتور مصطفى حجازي، المستشار السياسي للرئيس السابق عدلي منصور، واحدًا من هؤلاء.



خلال الأسبوع الماضي، ظهر «هاشتاج» تحت عنوان: «حجازي رئيسًا لمصر ‏‏2018»، عبر فيه النشطاء عن رغبتهم في خوض الدكتور مصطفى حجازي الانتخابات الرئاسية القادمة، مشيرين إلى أنه سيكون مرشح إجماع وطني بمعنى تمثيل القوى المدنية ضمن ‏عدة تفاهمات، أهمها موافقته على تشكيل فريق رئاسي مدني يضم القوى السياسية كافة.


وذكر النشطاء أيضًا، أنه يتم التفاوض‏ مع عدد من الإعلاميين لتولي الدعاية، ومسئولية الحملة الإعلامية الخاصة بترشح «حجازي» للانتخابات الرئاسية، الذي يراه «التيار الليبرالي» بديلًا مناسبًا للدكتور محمد البرادعي، ووجهًا مقبولًا من القوى الثورية.



الدكتور مصطفى حجازي، ظهر في ساحة العمل السياسي بعد الإطاحة بالإخوان، وتنصيب المستشار عدلي منصور، رئيسًا مؤقتًا لمصر، حيث تولي «حجازي» منصب المستشار السياسي للرئيس المؤقت.



شهدت الفترة التي سبقت تعيين «حجازي» في منصب المستشار السياسي للرئيس المؤقت، ظهورًا إعلاميًا مكثفًا؛ للحديث في القضايا السياسية، والشئون الاستراتيجية، وفن الإدارة، لاسيما أنه كان متخصصًا في مجال التطور المؤسسي والتخطيط الإستراتيجي، وحوكمة الكيانات الاقتصادية والاجتماعية.



وكان لهذا الظهور الإعلامي دورًا كبيرًا في اختياره من قبل المستشار عدلي منصور؛ ليكون المستشار السياسي له، بحسب اعتراف الرئيس المؤقت نفسه، فانطلق «حجازي» أكثر في الظهور الإعلامي، وكتابة المقالات عن فن إدارة الدولة، وما يجب، وما لا يجب، في الفترة السياسية الحرجة التي تلت خروج الإخوان من حكم مصر، وحتى خروجه هو من منصبه، بعد انتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر، والتخلص من كل مستشاري الرئيس السابق المستشار عدلي منصور.



بعد تعيينه في المنصب الرفيع بـ«الرئاسة»، ظهرت إلى العلن علاقات الدكتور مصطفى حجازي، بالدكتور محمد البرادعي، الذي كان في هذا الوقت، نائب الرئيس المؤقت لـ «الشئون الخارجية»، خاصة أن هناك العديد من «الأبواق الإعلامية» رددت أن «البرادعي» كان سببًا وعاملًا مهمًا في تعيين «حجازي» مستشارًا سياسيًا لـ«عدلي منصور».



وكانت تهمة «الرضا الأمريكي» تطارد الدكتور مصطفى حجازي طوال وجوده في منصبه بـ«الاتحادية»، وكأنه كُتب على كل محبي ومريدي «البرادعي» أن يُلاحقهم «شبح الأمركة» حتى نهاية العمر.



مصطفى حجازي، أو «المُفكر»، كما وصفه عميد الصحافة العربية الراحل محمد حسنين هيكل، لا تطارده تهمة «الأمركة» فقط، ولكن يطارده أيضًا «شبح» نظام «مبارك»، ورجاله ورموز حكمه.



الحديث السابق أكده الكاتب الصحفي «عادل حمودة» الذي قال إن الدكتور مصطفى حجازي، حاول الدخول إلى نظام «مبارك»، بعد العودة إلى مصر، من خلال الانضمام للجنة السياسات التي دشنها جمال مبارك بـ«الوطني المنحل»، ولكن هذا الأمر لم يتحقق.



في الفترة التي قضاها الدكتور مصطفى حجازي، مستشار سياسيًا للمستشار عدلي منصور، ظهرت خلافات بينه وبين الكاتب الصحفي أحمد المسلماني، الذي كان جرى تنصيبه مستشارًا إعلاميًا لـ«الرئيس المؤقت» بدعم من عبد الفتاح السيسي الذي كان وزيرًا للدفاع في هذا الوقت.



تصارع «حجازي» و«المسلماني» على الشباب الذين كان لهم دور بعد خروج الإخوان من الحكم، فقد تبنى المستشار الإعلامي، مبادرة «القادة الجدد»، لمواجهة  «المفوضية العليا للشباب» التي كان يشرف عليها المستشار السياسي، وهما مبادرتان لهما هدف واحد، وهو استمالة عدد من القوى الشبابية.



كان المستشار عدلي منصور، يرى أن الكاتب الصحفي أحمد المسلماني، أقرب إلى الشباب من «حجازي»، ولهذا السبب، كلف الأول بلقاء عدد من شباب ثورتي يناير و«30 يونيو»؛ للاتفاق حول خطة عمل تهدف لتحقيق الثوابت والمصالح الوطنية، وهو الأمر الذي أشعل «نيران الغيرة» في قلب «حجازي».


اقرأ أيضًا..عملية «تفوير» السيسي قبل انتخابات 2018 برعاية «الخليج».. تقرير



أثناء وجوده في منصبه بجوار المستشار «عدلي منصور»، كان الدكتور مصطفى حجازي، مهتمًا بمبادرة «مستقبل وطن» التي كان يقودها في هذا الوقت، السياسي الشاب محمد بدران، وقيل وقتها إن المستشار السياسي لـ«عدلي منصور» سيستغل هذه المبادرة لتشكيل حزب سياسي جديد فيما بعد.



بالفعل، تحولت هذه المبادرة إلى حزب سياسي بعد وصول «عبد الفتاح السيسي» للحكم، ولكن بدون «حجازي»، حيث جرى تشكيل هذا الحزب داخل مبنى المخابرات الحربية، وأصبح «بدران» الفتى المدلل للسيسي، قبل أن يسافر للخارج، ويستقيل من رئاسة الحزب، ثم جرى المهندس أشرف رشاد بدلًا منه.



تكشف المعلومات المتوفرة عن الدكتور مصطفى حجازي على الشبكة العنكبوتية أنه أكاديمي ومفكر مصري، وخبير دولي في مجال التطور المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي وحوكمة الكيانات الاقتصادية والاجتماعية، وصاحب دعوة إحياء التيار الرئيسي المصري.



كان أول من أصل لمعنى «أنسنة الإدارة» في الثقافة المؤسسية للشركات في منطقة الشرق الأوسط، وهو من مواليد القاهرة، وحاصل على دكتوراة الفلسفة في الهندسة والإدارة الإستراتيجية للأزمات من جامعة جنوب «كاليفورنيا».



عمل أستاذًا للإدارة والفكر الاستراتيجي والتطور المؤسسي في جامعة جنوب «كاليفورنيا»، وهو عضو مؤسس بالمعهد الإداري لحوكمة الشركات، وعضو اللجنة الاستشارية للبنك الدولى، وعضو مجلس أمناء المؤتمر العالمي الإسلامي للتنمية.


اقرأ أيضًا.. هالة البناي.. «تلميذة البرادعي» تقود مبادرة «الفريق الرئاسي 2018»