رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف يؤثر الطاعون الأسود على مناعتنا حتى اليوم؟

الطاعون الأسود
الطاعون الأسود

في القرن الرابع عشر، اجتاح الطاعون الأسود شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، وأثار الفوضى حيث قتل بشكل عشوائي وبدون رحمة، وأصاب ما بين 30 و60 في المائة من السكان المصابين به.

لكن هل تعلم أن الطاعون الأسود لا يزال يؤثر على البشر اليوم؟ وذلك من خلال ما يُعرف باسم "الإرث البيولوجي".

تاريخ مرعب

يُعرف أيضًا باسم الطاعون الدبلي، ويأتي في نوعين أساسيين: إنتان الدم والطاعون الرئوي؛ الأول يصيب الدم بالبكتيريا والثاني يصيب الرئتين، فكلاهما يثبت أنه مميت ما لم يتم علاجه في وقت مبكر.

بالطبع، في عالم خالٍ من المضادات الحيوية أو حتى فهم واضح لكيفية انتشار الأمراض، كان معدلات القتل عالية، وقد شهدت أوروبا مصرع أكثر من 50 مليون شخص من جراء ذلك. في بعض الحالات، قضت على عائلات بأكملها أو حتى قرى.

ونحن نعلم الآن أن سبب المرض هو بكتيريا اليرسينيا الطاعونية، التي توجد عادة في الثدييات الصغيرة والبراغيث. وبينما قد تعتقد أن الموت الأسود كان راسخًا في الماضي  فقد تفاجأ بمعرفة كيف يستمر تأثيره على البشر في العصر الحديث.

إرث الطاعون البيولوجي

الآن، أعلن باحثون في جامعة شيكاغو ومعهد باستير في باريس وجامعة ماكماستر في أونتاريو بكندا مؤخرًا عن اكتشاف مذهل، وهو اكتشاف يعيد كتابة الطريقة التي ننظر بها إلى تاريخ الطاعون الدبلي والجينوم البشري.

وفقًا لهؤلاء العلماء، كان للطاعون الدبلي تأثير هائل على جهاز المناعة البشري، ولا يزال يشعر به حتى اليوم.

وأخذ هؤلاء الباحثون عينات من عظام أكثر من 200 شخص من الدنمارك والجزر البريطانية، حيث عاش الأفراد المشاركون في أخذ العينات في غضون قرن من الطاعون. ماذا وجد العلماء في النهاية؟ أربعة جينات تحدد مدى احتمالية موت فرد معين من الطاعون الأسود.

الطاعون الدبلي واضطرابات المناعة الذاتية

والمثير للدهشة أن العلماء اكتشفوا أن الجينات ذاتها التي ساعدت الناس في العصور الوسطى على النجاة من الطاعون تساهم في مجموعة من الحالات الأخرى اليوم، وتشمل هذه الأمراض الذئبة ومرض كرون والتهاب المفاصل الروماتويدي، وتشترك كل هذه الأمراض في شيء مشترك، وهي إنها أمراض المناعة الذاتية التي يسببها الجهاز المناعي الذي يهاجم نفسه.

اضطرابات المناعة الذاتية اليوم

يوجد اليوم أكثر من 100 مرض من أمراض المناعة الذاتية تؤثر على أكثر من 50 مليون أمريكي يوميًا. بعبارة أخرى، يعاني واحد من كل خمسة أمريكيين من شكل من أشكال مشكلة المناعة الذاتية، العديد منهم (إن لم يكن معظمهم) من نسل ناجين من الطاعون.