رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الأزهر يجيز عدم التزام المرأة بارتداء الحجاب رغم فرضيته بالقرآن والسنة

مشيخة الأزهر
مشيخة الأزهر

عادت أزمة فرضية الحجاب من جديد لتطفو على الساحة الدينية، وذلك عقب مقتل الطالبة نيرة، وخروج الدكتور مبروك عطية بالهجوم على الفتيات بالشوارع لعدم ارتداء الحجاب، لكونه سببا في زيادة الجرائم ضدهن بالشوارع.

الأزمة زادت حدتها، عقب خروج تصريحات متناقضة تمامًا لرؤية «عطية» تبناها الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، والذي أنكر ارتداء الحجاب نهائيًا واعتبره عادة مجتمعية، ولا يوجد نص قرآني أو حديث نبوي يلزم المرأة بارتدائه.

تصريحات «الهلالى» لم تتوقف عند هذا الحد، بل أوضح أن الحديث الشريف الخاص بالتوجيه بارتداء المرأة الحجاب يُعد أكثر من ضعيف، وأن تفسير قوله تعالى: {إلا ما ظهر منها} يحتاج إلى ما يوضحه؛ بحيث يكون إلا ما ظهر منها عرفا، أو ما ظهر منها شرعا.

تصريحات سعد الهلالي عن الحجاب 

وقال الدكتور سعد الدين الهلالي، إن تيارات الإسلام السياسي لا يريدون وجه الله، بل يريدون وجه الجهات التى تحميهم، وكأنهم هم من نشروا الإسلام فى مصر، لافتا إلى أننا أمام حالة من المتاجرة بالحجاب، حيث هناك ترويج أن الحجاب يحمي من الذبح.

وأضاف «الهلالى»: «لما قالوا هنعمل مليونية النقاب، ومليونية الحجاب والشريعة، والمليونيات التى تتعامل مع العبادات والعادات، ويجعلونها كأساس مظهري».

وتابع: «تحدثوا عن الحجاب ويقولوا تحمى نفسك من الذباب والذبح، ويمنع من التحرش، وإنتى عليكى تعترفى إنك عاصية وتخرجى من غير حجاب»، متسائلًا: «هل تريدون أن تخرج المرأة غير المحجبة وتشعر أنها عاصية لله؟ أو تعلم أنها غير مقتنعة أن ستر الرأس يكون فرضًا دينيًا وفهمت أن الحشمة هى الأساس، وتلقى الله بقلبها أم بقلب غيرها».

وأردف: «الآية التى تقول: (يدنين عليهن من جلابيبهن)، ليس لها علاقة بالرأس، كيف يلبس الجلباب؟ عند الرقبة والجلباب وأنت نازل، إيه دخل دى بالحجاب؟».

واستكمل: «حديث الحجاب، (الوجه والكفين)، رواه أبو داود ومات 275 هجرية، وسيدنا النبى مات 11 هجرية، ولم يظهر الحديث إلا بعد وفاة الرسول بـ240 سنة، وكان أبو داوود أمينا، وقال عن خالد بن دريك، عن عائشة، إن أسماء بنت أبو بكر الصديق دخلت على الرسول، وعليها لباس رقاق، وقال: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض، لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهه وكفيه، قال أبو داوود: خالد بن دريك لم يدرك عائشة، فالحديث أكثر من ضعيف».

واستطرد سعد الدين الهلالي: «النساء فى عهد الرسول والصحابة، كانت حرة طليقة وتتعامل عرفيا، لأن الله يكرم الإنسان بإعطائه سلطته على نفسه».

رد أزهري حاسم 

الأزهر كان له موقف حازم تجاه إنكار الحجاب، حيث أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف السابق، أن الحجاب فريضة محكمة كالصلاة، وذلك بعد إجماع فرضيتها من قبل علماء المسلمين في كل العصور.

وقال «شومان»، إن من ينكر فريضة الله جاهل ضال، رافضًا ما يصدر من جانب بعض المنتسبين للأزهر في هذا الأمر، معتبرًا أنها فتاوى وآراء تضل ولا تصحح.

أدلة ثبوت فرضية الحجاب

وحصلت «النبأ» على بحث صادر عن لجنة الفقة بهيئة كبار العلماء، توضح من خلاله أن الحجاب فرض بنصوص قرآنية قطعية الثبوت والدلالة.

وقدم البحث أدلة ثبوت الحجاب، فقال من الآيات القرآنية قطعية الثبوت والدلالة التي نصت على أن الحجاب فرض على كل النساء المسلمات، قول الله ﷻ: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ...} [النور: 31]، وقوله ﷻ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59].

وذكر البحث الأزهري، أن الحجاب لصالح المرأة، لكونه يتماشى مع الفطرة البشرية قبل أن يكون أمرًا من أوامر الدين؛ فالإسلام حين أباح للمرأة كشفَ الوجه والكفين، وأمرها بستر ما عداهما، فقد أراد أن يحفظ عليها فطرتها، ويُبقي على أنوثتها، ومكانها في قلب الرجل.

وأضاف البحث في تبرير فرضية الحجاب، أن الطبيعة تدعو الأنثى أن تتمنع على الذك، وأن تقيم بينه وبينها أكثر من حجاب ساتر؛ حتى تظل دائمًا مطلوبة عنده، ويظل هو يبحث عنها، ويسلك السبل المشروعة للوصول إليها؛ فإذا وصل إليها بعد شوق ومعاناة عن طريق الزواج، كانت عزيزة عليه، كريمة عنده.

وأوضح البحث، أنه من خلال ما سبق أن الذي فرضه الإسلام على المرأة من ارتداء هذا الزي الذى تستر به مفاتنها عن الرجال لم يكن إلا ليحافظ به على فطرتها.

والأهم أن البحث أفتي في نهايته، أنه رغم فرضية الحجاب، إلا أن الأزهر والإسلام لا يلزم أي مسلمة ارتداء الحجاب، معتبرًا أن من ترتدي الحجاب فقد أتت فرض الله، ومن لم ترتدي الحجاب فقد فرطت في فرض الله.