رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف تحولت «كتيبة آزوف» الأوكرانية من تنظيم إرهابي إلى مقاومة ضد الغزو الروسي؟

كتيبة آزوف من منظمة
كتيبة آزوف من منظمة غرهابية إلى فصيل مقاوم

كثر الحديث الفترة الماضية عن الدور الذي تقوم به «كتيبة أزوف» في الحرب الروسية الأوكرانية، والتي تقول روسيا أنها تضم قوميين متطرفين ونازيين جدد، وأنها أحد أهداف الحملة العسكرية التي تقوم بها هي اجتثاثهم من أوكرانيا.

وتتهم روسيا الكتيبة مرارا بارتكاب جرائم اغتصاب وخطف وتعذيب وسرقة المدنيين، في جنوب شرقي أوكرانيا.

ورفضت وزارة الدفاع الروسية اتهامات كييف للقوات الروسية بتنفيذ غارة على مبنى المسرح الدرامي في مدينة ماريوبول، مشيرة إلى أن عناصر كتيبة "آزوف" فجروا المبنى.

وفي 2019، وجه 40 من أعضاء مجلس النواب بالكونجرس الأمريكي، رسالة إلى وزارة الخارجية، يصفون فيها "آزوف" بأنها "منظمة عسكرية أوكرانية شهيرة متطرفة وتقبل النازيين الجدد في صفوفها"، مطالبين في الرسالة بتفسير من وزير الخارجية مايك بومبيو حول السبب الذي دعاه لعدم تضمين الكتيبة الأوكرانية في قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".

وتحمل كتيبة أزوف شعارات يمينية متطرفة كان النظام النازى فى ألمانيا يستخدمها، أسسها اليمينى المتطرف اندريه بليتسكى، فهى النسخة الأوروبية لداعش وأن مقاتليها بنوا سمعتهم على أنهم النازيون الجدد فى أوكرانيا ولهم علاقات واسعة باليمين المتطرف فى ألمانيا والولايات المتحدة وغيرهما.

وتختلف تقديرات الخبراء لعددهم ما بين قائل انهم اكثر من 10 آلاف مقاتل أو اقل، لكنهم لايختلفون على أنهم مدربون ومسلحون بأحدث الأسلحة منها دبابات ومدافع وصواريخ وغيرها، وأنهم يشكلون دولة بحد ذاتها داخل أوكرانيا.

وأخيرا، أعلنت وكالة استخبارات الأمن العام اليابانية (PSIA) رفعَها اسم كتيبة "آزوف" الأوكرانية، المعروفة بتوجّهاتها "النّازية"، من مرجعها الخاص بالإرهاب الدولي.

وأعربت الوكالة التابعة لوزارة العدل اليابانية في بيانٍ، عن "أسفها إزاء ذكرها اسم كتيبة آزوف في المرجع المذكور للعام 2021، ضمن قائمة التنظيمات اليمينية المتطرفة التي تتبع الإيديولوجيا النازية الجديدة".

وذكرت "PSIA" أنَّ "إدراج اسم كتيبة آزوف على المرجع جاء بناءً على تقييماتِ وسائلِ إعلامٍ ومؤسساتٍ بحثيةٍ يابانية وأجنبية مختلفة، من دون إجراء تقييم مستقل من قبل الوكالة".

وتابعت الوكالة أنَّها "قرَّرت حذف اسم آزوف من القائمة المنشورة على موقعها الإلكتروني، بغية تفادي تداول معلومات مختلفة عن تلك المذكورة أعلاه"، مشدِّدةً على أنَّ "هذه الكتيبة لم تُصنّف تنظيمًا إرهابيًا في اليابان".

ودافع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في لقاء تلفزيوني عن كتيبة "آزوف" النازية في أوكرانيا، معتبرا أن مقاتليها يدافعون عن البلاد.

وسأل مقدم البرامج برات باير خلال مقابلة عن طريق الفيديو على قناة "فوكس نيوز" التلفزيونية مع الرئيس الأوكراني عن ماهية كتيبة "آزوف" النازية التي تنفذ دور الميليشيا في أوكرانيا والمعروفة بعدوانيتها وحول ما يجب على الأمريكيين أن يعرفوا عنهم؟

أجاب زيلينسكي: "آزوف" هي واحدة من الكتائب الكثيرة التي تقاتل في أوكرانيا وهم على ما هم عليه، إنهم يدافعون عن بلدنا، وأريد أن أكشف أن جميع أعضاء هذه الكتائب تم ضمها إلى الجيش الأوكراني، مقاتلو "آزوف" ليسوا مقاتلين مستقلين بعد الآن، إنهم جزء من الجيش الأوكراني".

وأضاف زيلينسكي، أن جميع أعضاء الكتائب تم ضمها إلى الجيش الأوكراني، مشيرا إلى أنه في عام 2014 تم اكتشاف مخالفات لدى بعض المتطوعين في كتائب «آزوف» لقانون بلاده، وتم تحميل المخالفين المسؤولية، وتابع زيلينسكي قائلا، إن القانون فوق الجميع.

وحسب بعض المواقع الاخبارية، نشأت آزوف عام 2014 من كتيبة متطوعين في مدينة بيرديانسك، لدعم الجيش الأوكراني في قتاله ضد الانفصاليين الموالين لروسيا في شرقي أوكرانيا. 

بعض المتطوعين كانوا جزء مما يسمى بـ "القطاع اليميني" وهو عبارة عن مجموعة أوكرانية يمينية متطرفة لكنها نشطة. 

وأساس هذه المجموعة ينتمي لشرق أوكرانيا من الناطقين بالروسية المنادين أصلا بوحدة الشعوب السلافية الشرقية أي الروس والبيلاروس والأوكرانيين. 

وبعض هؤلاء ينحدرون من مشاغبي الملاعب "ألتراس"، وآخرون كانوا ناشطين ضمن المجموعات القومية المتشددة، كانت عبارة عن مجموعات يمكن وصفها في ألمانيا بمجموعات الرفاق الأحرار «اليمينيون».

كما أثارت آزوف الجدل بسبب رايتها وشعارها، لا سيما وأن الشعار له دلالة يمينية متطرفة، إنه رمز وثني، استخدمه النازيون أيضا.

وقال أندرياس أوملاند الخبير في مركز ستوكهولم لدراسات أوروبا الشرقية، أنه في عام 2014 كانت هذه الكتيبة ذات خلفية يمينية متطرفة،  لكنها تخلت بعد ذلك عن أيديولوجيتها وأصبحت كتيبة نظامية.

وأضاف لفرانس برس، أن الذين ينضمون إليها لا يقومون بذلك بدافع أيديولوجي، لكن لأنها معروفة كونها وحدة قتالية شرسة بشكل خاص.

هذه الكتيبة التي أخذت اسمها من بحر آزوف في ميناء ماريوبول، أصبحت اشبه بأسطورة اثر مشاركتها في إستعادة هذه المدينة الساحلية الاستراتيجية من الانفصاليين المدعومين من الروس، في حزيران/يونيو 2014.

بعد ثماني سنوات، تجد نفسها في المواجهة ذاتها في ماريوبول التي تتعرض للحصار والقصف بلا هوادة، وحيث يعتزم فلاديمير بوتين تحقيق أول انتصار عظيم في "عمليته العسكرية الخاصة" بعد بدايات أقل ما يقال عنها أنها كانت صعبة.

ولتبرير هدفها ب "اجتثاث النازية" في اوكرانيا، وصفت الآلة الدعائية الروسية القادة الاوكرانيين وبينهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي اليهودي، بانهم "نازيون جدد" و"مدمنو مخدرات".

وقال سيرغي فيديونين أستاذ العلوم السياسية في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس "تشير كلمة + نازية + أو + فاشية + في السياق الروسي إلى شخصية الشر المطلق التي لا يمكن التفاوض معها: لا يمكننا إلا محاربته والسعي لاجتثاثه".

وقال فياتشيسلاف ليكاتشيف الخبير في مركز ZMINA لحقوق الإنسان في كييف "لقد أصبحت كتيبة كالكتائب الاخرى". وصرح لوكالة فرانس برس "لديها وسيلة دعائية أفضل وهي قادرة على الاختيار لتجنيد الأفضل".

احتفظت كتيبة آزوف التي تضم ألفي إلى ثلاثة آلاف جندي وفقًا لتقديراته، بالشعار نفسه تخليدًا لذكرى انتصار ماريوبول عام 2014 ما أثار ارباكا بشأن صلاتها بماضيها.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي إميل أمين، الخبير في الشئون الأمريكية والدولية، إن وزيرة الخارجية البريطانية تحدثت عن كتيبة "آزوف" الأوكرانية التي تجمع أصوليين وسلفيين وتيارات يمينية.

وأضاف "أمين"، في لقائه ببرنامج "على مسؤوليتي"، المذاع على قناة "صدى البلد، أن التيارات اليمنية الأوروبية وضعت إعلانات على مواقعها لتجميع التيارات اليمينية العنصرية من داخل أوروبا الراغبين في القتال بأوكرانيا، محذرًا: "ستكون وابلا على أوروبا وقنبلة موقوتة بعد عودتهم من أوكرانيا".

وأضاف أن ما تحتويه كتيبة "آزوف" من عناصر إرهابية متشددة إذا ما عادوا لأوروبا سيكونون جحيما على القارة العجوز، مشيرًا إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستخدم الأسلحة التقليدية في أوكرانيا وقد يلجأ إلى استخدام أسلحة متطورة.